موسكو (CNN)-- قد تكون زيارة المعالم السياحية في الميدان الأحمر في العاصمة الروسية موسكو باهظة الثمن. لكن، تبقى تجربة واحدة مجانية، وهي زيارة الجثمان المحنط للقائد الشيوعي فلاديمير لينين.
وبعد مرور قرن على قيادة لينين للثورة التي غيرت العالم، يبقى جثمانه المحنّط سبباً للفضول والخلاف في روسيا.
لكن، قد يكون الوقت على وشك النفاذ بالنسبة لهذا المعلم الروسي الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية.
قد يهمك أيضاً: كيف أعاد ستالين بناء موسكو لتصبح "عاصمة العالم"؟
وتحيط اليوم كثيرٌ من القوانين بزيارة ضريح لينين.
وبعد العبور في أجهزة الكشف المعدنية، والوقوف في صفٍ طويل قد يلتف أحياناً حول إحدى زوايا جدار الكرملن، يسير الزوار على السلالام للوصول إلى القبر الحجري المضاء بإنارة خافتة. وبعد أن يُطلب من الزوار إزالة أيديهم من جيوبهم، يعبرون في مجموعة من السلالم، ليجدوا أنفسهم في حجرة شبيهة بالمكعّب، حيث يرقد لينين.
وللوهلة الأولى، قد يبدو جسم لينين صغيراً بشكل مفاجئ. إذ بالرغم من دوره الكبير في التأثير على مجرى التاريخ البشري، إلا أن طوله لا يتجاوز الـ 165 سنتمتراً. ولدى النظر إليه، تشعر بأن الجثمان يشبه تمثالاً من الشمع، أكثر من أن يشبه جثة محنطة.
وتحت الزجاج المضاد للرصاص، وفي بذلة رسمية جديدة صممت هذا الربيع، يشع جثمان لينين بنور يختلف كثيراً عن محيطه المغطى باللونين الأسود والأحمر.
قد يهمك أيضاً: هذه الصور تحدّت الاتحاد السوفييتي بأوج قوته
لكن، لا يوجد كثيرٌ من الوقت لتفحّص الجثمان، إذ يحافظ الحرس على انتظام السير حول الكفن، ويؤكدون على التزام الزوار بالاحترام وعدم الكلام وعدم التقاط صور وعدم اقتناء الهواتف المتحركة حتى الخروج من منطقة الضريح إلى الميدان الأحمر مجدداً.
ويوافق شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2017 الذكرى المائة للثورة البلشفية، أو ثورة أكتوبر. وبعد انقضاء 93 عاماً على وفاة لينين وعرض جثمانه في الميدان الأحمر، أصبح مرقد قائد الثورة البلشفية أحد مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة الـ "يونيسكو،" وأحد المعالم السياحية الشهيرة في العالم.
ومنذ فترة ليست ببعيدة، كان من الصادم للروسيين معرفة أن ضريح لينين سيصبح معلماً سياحياً آخر، حاله حال كاتدرائية القديس باسيل ومركز "GUM" للتسوّق. والسبب هو أن الضريح حمل أهمية كادت أن تكون دينية في الثقافة الروسية، عندما كان الروسيين يقفون في البرد لساعات بانتظار إلقاء نظرة سريعة على القائد السوفييتي وإلقاء وردة إلى جانب ضريحه.
لكن اليوم، لم يعد للموقع ذات الأهمية. وأصبح اليوم يجذب عشاق التاريخ، أو الأشخاص الذين لديهم فضول لرؤية الجثمان المحنّط. لكن، لا تزال الصوفوف الطويلة أمراً شائعاً ، لكن بسبب قصر الساعات التي تسمح فيها الزيارة.
قد يهمك أيضاً: لقطات نادرة من داخل برلين "المهجورة" منذ الحقبة السوفيتية
وبين الجموع المنتظرة، تعلو أحاديث باللغة الروسية ولغات أخرى، وتتخللها أصوات الضحك. لكن، يلتزم الزوار بالهدوء داخل الضريح مثولاً لأوامر حرس القبر الجديين.
ونظراً إلى تغير الآراء الروسية كثيراً تجاه لينين في السنوات الماضية، قد يجد زوار موسكو قريباً باب ضريح لينين موصداً إلى الأبد.
وأظهرت نتائج استفتاء أجري في مارس/أذار الماضي أن 58 في المائة من الروسيين على الأقل يؤييدون إيقاف عرض جثمان لينين. لكن، لا يعرف ما إذا كان سيدفن الجثمان مع شخصيات شيوعية أخرى في الكرملين، أو في مقبرة "فولكفو" في مدينة سانت بطرسبرغ بالقرب من قبر والدته، كما طلب لينين في وصيته.
لكن، لا يزال تواجد لينين شائعاً جداً في أنحاء العاصمة الروسية، بفضل الدعم الشعبي لحفظ المعالم التي بنيت على شرفه.
ونأخذكم في جولة حول أبرز محطات زيارة ضريح لينين في المعرض أعلاه: (اضغط على الصور لقراءة المزيد)