علماء الآثار يكشفون لغز مخاريط الرأس بالفنون المصرية القديمة

سياحة
نشر
3 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يخلو الفن المصري القديم من الصور التي تجسد حياة المصريين القدماء بطريقة مذهلة، ولكن الكثير من تلك الصور مازالت تحير علماء الآثار والباحثين، مثل حقيقة وجود قبعات الرأس المخروطية المرسومة بأعمال فنية قديمة. وللمرة الأولى، يكشف علماء الآثار عن أدلة تبرهن وجودها بالفعل خارج الأعمال الفنية القديمة.

وعُثر على اثنين من المخاريط الرأسية، والمصنوعة من الشمع والنسيج، داخل مقابر مدينة تل العمارنة، التي بناها الفرعون أخناتون وسكنها لنحو 15 عاماً، حتى عام 1332 قبل الميلاد، وفقاً للنتائج التي نُشرت، الثلاثاء، بمجلة "Antiquity"، وتعد تل العمارنة موطناً لآلاف القبور، بما في ذلك مقابر العامة من قدماء المصريين.

مخاريط الرأس في مصر القديمة
تجسدت مخاريط الرأس في أعمال متنوعة من فنون مصر القديمةCredit: THE EGYPT EXPLORATION SOCIETY

ويلقي هذا الاكتشاف بعض الضوء على فرضيات ارتداء المصريين القدماء للمخاريط على رؤوسهم، وتختلف استنتاجات الباحثين عن نظرية قديمة الأجل، تتمثل بأن المخاريط مصنوعة من الدهون الحيوانية. وفي الوقت ذاته، اعتقاد بعض الخبراء أن المخاريط الرأسية كانت مجرد إضافات فنية، مثل الهالات الرمزية التي تظهر فوق رؤوس الأيقونات المسيحية.

وقال الباحثون إن التنقيب "يؤكد على أن مخاريط الرأس ثلاثية الأبعاد المصنوعة من الشمع كان يرتديها الموتى في مصر القديمة، والوصول إلى تلك الأغراض لم يكن مقتصراً على النخبة العليا".

وخلال عمليات التنقيب داخل 700 مقبرة، عثر علماء الآثار على أول مخروط رأس في عام 2010، لمقبرة تعود لامرأة في العشرينيات من عمرها، بينما عُثر على ثاني مخروط رأس في عام 2015 لمقبرة شخص لم يحدد جنسه أو عمره.

واستمر تقليد ارتداء قبعات الرأس المخروطية في الفن المصري القديم لمدة 1500 عام. ويمكن رؤية المخاريط على رؤوس ضيوف المآدب، وخلال الطقوس الدينية، وفي الحياة بعد الموت.

وظهرت مخاريط الرأس في مجموعة متنوعة من الألوان والزخرفة. ويمكن رؤية المخاريط على رؤوس الذكور والإناث.

وقال الباحثون في الدراسة إنه من الممكن أن تكون المخاريط قد استخدمت للرغبة في شعور المرء بأن يبدو في أبهى حلة عند انتقاله إلى الحياة الآخرة، إذ عُثر على الأمشاط، والمرايا، وطلاء العين، والمجوهرات داخل المقابر بمدينة تل العمارنة. 

وقد يوحي اكتشاف المخروط المدفون مع المرأة بأن المخاريط هي رمز للولادة الجديدة، وأن المخاريط قد أدرجت فقط في بعض المدافن في ظل ظروف محددة.

وكتب الباحثون في الدراسة أن الاكتشاف يدعم فكرة ارتداء الأحياء للمخاريط أيضاً، على الرغم من أنه لا يزال من الصعب التأكد من سبب ارتداء هذه المخاريط.

وتشير الدراسة إلى أنه "يمكن تفسير المخاريط الرأسية كجزء من مجموعة من التجهيزات الشخصية التي تعد مناسبة للاستخدام في مجموعة من الاحتفالات والطقوس التي تشمل الأحياء، والموتى، والآلهة المصرية القديمة".

 

 

نشر