دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعرف دبي بكونها سريعة التغير. وعلى مر نصف قرن من التطور، شهدت الإمارة ظهور العديد من الجزر الجديدة في المحيط، وبناء ناطحات سحاب مهيبة، إضافةً إلى وصول سكان جدد. ومع ذلك، يظل ركناً بعيداً معروفاً بهدوئه المستمر في وسط موجة التطور.
وتتواجد محمية حتا الجبلية عند جبال "الحجر"، والتي تمتد من الساحل الشرقي لسلطنة عمان، إلى شمال دولة الإمارات العربية المتحدة.
ورغم أن المنطقة تبدو غير جذابة، بسبب تضاريسها الطبيعة القاحلة، ودرجات الحرارة التي قد تصل إلى 55 درجة مئوية، إلا أنها أصبحت واحدة من أكثر الوجهات الجاذبة لدبي.
وتخضع المحمية لبرنامج يهدف لتطوير إمكانياتها من أجل السياحة. وينجذب سياح المنطقة إلى التخييم، ومسارات المشي لمسافات طويلة، إضافةً إلى الحياة البرية الغنية جداً.
وفي حديثها مع CNN، قالت العالمة البيئية بريجيت هوارث من جامعة زايد والتي قامت بدراسة المنطقة لفترة طويلة: "لدينا ما يقارب 4 آلاف من المفصليات (في الإمارات العربية المتحدة)، ومنها النحل، والدبابير، والعناكب، وكائنات أخرى.. وقد تجد 30% إلى 40% منها في جبال الحجارة".
وأشارت هوارث إلى أنه تم اكتشاف عشرات من الأنواع الجديدة كلياً من الكائنات الحية في المنطقة، منذ بدء سلسلة من الدراسات في عام 2008.
وتتواجد في المنطقة أنواع أكبر من الكائنات الحية، بما في ذلك الثدييات.
وقالت هوارث إن "الفأر الشوكي العربي يعيش في بعض الإرتفاعات..ونحن نجد أحياناً بعض البوم".
ويتواجد الطهر العربي، وهو نوع من الماعز البريّ، في الجبال أيضاً، وهو يتكيف بشكل جيّد مع المنحدرات الحادة، وفقاً لما قالته.
وفي هذه المنطقة، تتواجد أيضاً نباتات بقدرات كبيرة على التحمل.
ويتميز نبات أصيل في المنطقة، أي شجرة شوكة المسيح (Ziziphus spina-christi)، بتاريخها. ويعتقد البعض أن الشجرة قد تكون مصدر الأشواك التي كونت تاج الشوك الخاص بالمسيح.
ولا تجلب شعبية حتّا المتنامية الفوائد فحسب، فهي تجذب التحديات أيضاً، وحذّرت هوارث قائلةً إن "السياحة البيئية ذات قيمة كبيرة في حال تم القيام بها بشكل جيّد".
وأضافت العالمة: "يجب أن تكون هناك دائماً فرص تعليم للأشخاص، لتقدير وفهم التنوع البيولوجي لمناطق مثل جبال الحجر".
وأوضحت هوارث أن السياحة البيئية لا تأخذ بالضرورة فكرة عدم التأثير على التنوع البيولوجي بعين الاعتبار.