دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يمتد نهر النيل إلى أكثر من 6 آلاف و500 كيلومتر، ومع ذلك يعد الجزء القصير الممتد بين أسوان والأقصر في جنوب مصر بمثابة الجزء الأكثر إثارة للاهتمام، فما الذي يميز هذا الجزء من النهر؟
ويتميز هذا الجزء بالكنوز القديمة المتناثرة على ضفافه، حيث يقع أكبر المعابد وأكثرها إثارة للاهتمام والتي بنيت في العصور القديمة مثل معبد الكرنك، ووادي الملوك، ومتحف التمساح في مدينة كوم أمبو بالإضافة إلى جزيرة الفيلة المحاطة بالمياه.
كما يتميز هذا الجزء بطبيعته الساحرة التي تزين ضفاف النيل كلوحة من الفسفيساء، بالمزارع الخضراء الزمردية، وبساتين النخيل، والصحراء كهرمانية اللون، والسماء التي تتخذ اللون الأحمر الياقوتي ساعة الغسق بينما تغيب الشمس وراء كثبان الصحراء التي تبدو وكأنها تمتد إلى ما لا نهاية.
وفيما يلي، نستعرض أبرز المواقع التي يمكن مشاهدتها خلال رحلة نيلية من أسوان إلى الأقصر.
أسوان
وهذه المدينة المطلة على ضفاف النهر كانت بمثابة بوابة مصر الجنوبية منذ تأسيسها نحو عام 2000 قبل الميلاد. وتقدم جزر النيل المطاعم المطلة على الواجهة البحرية، والمعابد القديمة، وحديقة نباتية تأسست في عهد الاستعمار البريطاني.
السد العالي
وحققت هذه الأعجوبة في الهندسة الحديثة، التي أُنجزت في عام 1970، بإنشاء بحيرة ناصر الصناعية الضخمة، وسمحت للمزارعين المصريين بسقي حقولهم على مدار العام، وتزويد مصر بأكملها بالطاقة الكهربائية.
معبد فيلة
ويمكن الوصول بسهولة إلى هذا المزار اليوناني المصري الرائع للإلهة المصرية القديمة، "إيزيس"، بواسطة قارب من أسوان. وتم تفكيك المعبد وانتقل إلى موقعه الحالي في الجزيرة كجزء من مشروع اليونيسكو الضخم لإنقاذ آثار النوبة من مياه بحيرة ناصر.
معبد أبو سمبل
رغم أنه ليس على طول نهر النيل بين أسوان والأقصر، إلا أن هذا المعبد المذهل غالباً ما يستوقف السياح لزيارته خلال رحلة طويلة من أسوان على متن الطائرة. وشُيّد هذا الضريح حوالي عام 1260 قبل الميلاد، وتواجهه 4 تماثيل ضخمة لرمسيس الكبير، وأُنقذ من بحيرة ناصر ضمن مشروع اليونيسكو.
معبد كوم أمبو
ويرتفع معبد كوم أمبو، إلى جانب النيل على بعد حوالي 50 كيلومتراً في اتجاه مجرى النهر من أسوان، والذي كان مكرساً لعبادة الإله سوبك عند قدماء المصريين. ويضم المتحف الخاص بالموقع مئات التماسيح المحنطة المكتشفة في منطقة المعبد.
معبد إدفو
ويُعد معبد حورس الذي يقع وسط مدينة إدفو، أحد أفضل المعابد المحفوظة في العصور الفرعونية، حيث كان يعبد قدماء المصريين إله السماء صاحب رأس الصقر. وعلى مر القرون، كان المعبد وأبراجه العملاقة مغطاة تقريباً بالرمال من الصحراء القريبة والطمي من الفيضان السنوي للنيل، مما أتاح فرصة الحفاظ عليه في حالة جيدة.
الأقصر
ورغم أن مدينة الأقصر، الواقعة على ضفاف النهر، تضم معالم جذب خاصة بها، مثل الإضاءة المسائية لمعبد الأقصر المواجه للبحر، ومتحف الأقصر الحديث، ومتحف التحنيط الصغير، إلا أنها تُعرف كنقطة للتوجّه إلى المعالم القريبة.
وادي الملوك
تم اكتشاف أكثر من 60 قبراً فرعونياً في هذا الوادي الصحراوي خارج الضفة الغربية. ومن بينها المرقد الأخير للملك توت عنخ آمون، وتحتمس الثالث، ورمسيس السادس، كما تعرض أقل من 20 مقبرة للجمهور ولكن ليس في الوقت ذاته لتقليل التأثير طويل الأجل للسياحة.
معبد الكرنك
يقع معبد الكرنك على الجانب الشمالي من مدينة الأقصر، ويُعد بمثابة تحفة من العمارة المصرية القديمة وأحد أكبر المعابد التي شُيدت في أي مكان على هذا الكوكب، ويمكن الاستمتاع بزيارة الموقع في وضح النهار، من أجل تقدير براعة الهندسة والفن في قاعة الأعمدة الكبرى، أو بعد حلول الظلام عندما تدب الحياة في الأنقاض أثناء عروض الصوت والضوء.