دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عند النظر إلى هاتين القمتين القاحلتين اللتين ترتفعان عن مستوى سطح البحر بـ170 قدماً فقط (حوالي 52 متراً)، فإن بركان "Pūhāhonu" الخامد قد لا يشكل مشهداً مثيراً للاهتمام.
وهذا صحيح خصوصاً أن بركاني "Mauna Kea" و"Mauna Loa" سرقا الأضواء، إذ يبلغ ارتفاعهما عن البراكين الأخرى 13 ألف قدم (4 آلاف متر تقريباً).
ولكن، أثبت علماء من جامعة هاواي في مانوا أن المظاهر قد تكون خادعة.
وأثبتت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Earth and Planetary Science Letters" أن بركان "Pūhāhonu" هو في الحقيقة أكبر بركان درعي في العالم، ليأخذ بذلك لقب بركان "Mauna Loa".
وأجرى العلماء عملية مسح في قاع المحيط، واستخدموا النمذجة لتحديد أن البركان، الذي يبلغ طوله وعرضه حوالي 171 ميلاً (275 كيلومتراً تقريباً) و56 ميلاً (90 كيلومتراً تقريباً)، هو في الحقيقة أكبر من حجم بركان "Mauna Loa" بمرتين.
وأشارت الدراسة إلى أن بركان "Pūhāhonu" ضخم إلى درجة أنه يتسبب بغرق القشرة الأرضية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، مايكل غارسيا، لـCNN إن "التحميل السريع للقشرة يتسبب في تراجعها"، ثم أضاف: "عندما بتشكل بركان ضخم، يتدفق الوشاح الساخن بعيداً عن الوزن، ما يسمح للبركان بالغرق".
ويُترجم اسم "Pūhāhonu's" إلى "سلحفاة تصعد للسطح من أجل الهواء"، وهو يقع على بعد حوالي ألف كيلومتر تقريباً شمال غرب هونولولو.
وتُعرف القمم الصغيرة فوق سطح البحر أيضاً بـ"Gardner Pinnacles".
ورأى صائد الحيتان الأمريكي مارو بركان "Pūhāhonu" لأول مرة في عام 1820، ورسى فيه طاقم سفينة روسية لأول مرة في عام 1828.
وتُعد الجزيرة بمثابة موطن لنوع واحد فقط من النباتات، وهي رجلة البحر (sea purslane)، ولكنها الموطن المثالي لمجموعة واسعة من الأسماك، والشعاب المرجانية، والحشرات.
وفي عام 1974، اعتبرت دراسة أن "Pūhāhonu" هو أكبر بركان في سلسلة "Hawaiian-Emperor" بناءً على بيانات مسح محدودة.
واستنتجت دراسات لاحقة قامت بفحص ما يوجد فوق وأسفل سطح البحر أن "Mauna Loa" أكبر بركان، وتقوم الدراسة الحالية بتحديث ذلك الاستنتاج.
ولا يُعد "Pūhāhonu" البركان الأكبر في العالم فقط، بل البركان الأكثر سخونة أيضاً، ويرتبط الجانبان ببعضهما البعض، بحسب ما قاله غارسيا، إذ شرح قائلاً: "يأتي الحجم الكبير مع الصهارة الساخنة، ومن المرجح أن ينفجر إذا كانت ساخنة".
وحُللت عينات صخور من البركان لتحديد درجة حرارة الصهارة، ووجد التحليل أنها تصل إلى ألف و700 درجة مئوية.
وقال غارسيا: "العثور على أكبر بركان درعي في القرن الواحد العشرين هو اكتشاف مدهش، ولكننا نعرف المزيد عن سطح المريخ أكثر مما هو موجود أسفل المحيط على الأرض"، مؤكداً أنه "لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن كوكب الأرض".