"مطابخ الأشباح".. كيف تتكيف هذه الشركة في دبي مع تأثير جائحة كورونا؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
“طبيب الجليد” يكشف عن أغرب المثلجات المصنوعة في كهفه الخاص بدبي

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت تعيش في مدينة، وتشعر بالجوع، فمن المحتمل أنك تتصفح ما يمكن أن تطلبه من مطاعمك المفضلة باستخدام هاتفك الذكي. وبعد فترة قصيرة، سيقف شخص عند باب منزلك حاملاً وجبتك المُنتظرة. ومن المحتمل أنه لم يتم إعداد وجبتك كما تعتقد.

ولا يتم طهي عدد متزايد من الوجبات التي يتم توصيلها إلى المنازل في المطاعم التي يطلب منها الزبائن، فهي تُحضر في "مطعم أشباح".

وتُعد "مطابخ الأشباح"، التي تُعرف أيضاً باسم "المطابخ السحابية" أو "المطابخ المظلمة"، منشآت تحضر الطعام بهدف توصيله إلى المنازل فقط.

في دبي.. كيف يتكيف "مطبخ الشبح" هذا مع جائحة فيروس كورونا؟
يُحضر عدد متزايد من من الوجبات التي توصل إلى المنازل في "مطابخ الأشباح". Credit: Kitopi

وبما أنهم لا يحتاجون إلى جذب الزبائن العابرين، فهم يشغلون في الغالب أماكن تتمتع برسوم إيجار أقل من المطاعم مثل المستودعات، أو حتى مواقف السيارات.

وتُعد بعض "مطابخ الأشباح" مرافق مشتركة، وهي عبارة عن مساحات ضخمة مؤجرة لعدة مطاعم، بينما تكون بعضها مملوكة من قبل شركات تعاقدت للطهي للمطاعم، أو خدمات توصيل الطلبات.

وتعمل منصة "Kitopi"، ومقرها في دبي، في هذه المساحة.

وتصف المنصة نفسها بأنها "أكبر شركة مطابخ سحابية مُدارة في الشرق الأوسط"، كما أنها اتخذت خطوات للتوسع في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أيضاً.

وتُحضر هذه الشركة الناشئة الطعام لـ100 مطعم تقريباً في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وبفضل أكثر من ألف موظف، تُنتج الشركة أكثر من 200 ألف وجبة في الأسبوع، كما أنها جمعت أكثر من 80 مليون دولار للتمويل منذ إطلاقها في عام 2018.

الأمر "أشبه بامتياز تجاري"

في دبي.. كيف يتكيف "مطبخ الشبح" هذا مع جائحة فيروس كورونا؟
داخل إحدى مطابخ "Kitopi". Credit: Kitopi

وتُمكن "Kitopi" المطاعم من توسيع وتكوين حضور عندما يأتي الأمر لتوصيل الطلبات في غضون 14 يوما، وفقاً لما شرحه المؤسس المشارك، سامان داركان.

وأضاف داركان: "عندما تنضم إلينا علامة تجارية، هي تعطينا وصفاتها، ويدربوننا على كيفية تحضير وجباتها، ثم نقوم بإجراء العملية بشكل متكامل".

ويُعد الأمر "أشبه بامتياز تجاري"، بحسب ما قاله.

ومن خلال الشراكة  مع "Kitopi"، توفر المطاعم تكاليف إنشاء بنية تحتية خاصة بها.

وتقدر أبحاث الأسواق لشركة "Euromonitor International" أن قيمة سوق مطابخ الأشباح قد تصل إلى تريليون دولار بحلول عام 2030.

وشهدت الأعوام القليلة الماضية ظهور مشغلين لهذه المنصات في جميع أنحاء العالم.

التكيف مع الجائحة

في دبي.. كيف يتكيف "مطبخ الشبح" هذا مع جائحة فيروس كورونا؟
ولدى "Kitopi" أكثر من ألف موظف. Credit: Kitopi

وعند ظهور جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"،  شهدت "Kitopi" تراجعاً في الطلبات.

واضطرت الشركة إلى تسريح موظفيها، كما أنها أوقفت عملياتها الناشئة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسبب "عدم اليقين بشأن فترة تعافي الأسواق"، ومن أجل حماية "صحة وسلامة زملائنا".

وللتكيف مع الجائحة، أطلقت الشركة في مايو/أيار منصة "Shop Kitopi"، وهي متجر بقالة عبر الإنترنت  تستفيد من سلسلة التوريد الحالية لتوصيل المواد الغذائية في جميع أنحاء دبي.

ولكن، يؤمن داركان أن تأثير فيروس كورونا يمكن أن يكون إيجابياً على "مطابخ الاشباح".

وقال داركان إن توصيل الطلبات كانت تتجه للنمو بالفعل، ثم شهدت تغيراً عند ظهور فيروس كورونا، ثم بدأت بالنمو مجدداً.

كما أنه أشار إلى جذب شركته زبائن جدد يختارون الحصول على وجباتهم عن طريق خدمات التوصيل لتجنب المخاطر المحتملة لتناول الطعام خارج المنزل.

وقال مايكل شايفر، الذي يُدير أبحاث "Euromonitor International" حول قطاع المطاعم العالمي، إن مبيعات خدمات توصيل طلبات الطعام العالمية زادت بمقدار يفوق الضعف من عام 2014 إلى عام 2019.

ويرى شايفر أننا سنشهد المزيد من التجارب مع منصات مثل المطابخ الشبحية، التي تتيح خدمة المزيد من الطلب على خدمات التوصيل، كما أنه قال: "أظن أن التوصيل من طرف ثالث موجود ليبقى".

وقد يعني نمو "مطابخ الأشباح" منافسة شديدة لأمثال "Kitopi"، وخصوصاً في حال قررت خدمات مثل "Uber Eats"، و"Just Eat"، أنها ترغب في تحضير الوجبات وتوصيلها أيضاً.

ويعتقد شايفر أن تطلع اللاعبين الكبار في قطاع التوصيل لبناء مطابخ أشباح خاصة بهم لا يزال سؤالاً مفتوحاً ولكنه قال: "أظن أننا سنرى دخول المزيد من لاعبي الطرف الثالث في مشهد مطابخ الأشباح".