دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتداخل اللون الزهري والبنفسجي، مع درجات من الأزرق ليشكل لوحة ساحرة تبدو وكأنها تنتمي إلى قصص الخيال. ومع أنها لا تبدو كذلك، إلا أن هذا الموقع حقيقي، وهو موجود في المملكة العربية السعودية.
ويُعرف المصور والمدرب الفوتوغرافي، عوض الشهري، بأعماله التي توثق الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية، إلا أنه يستخدم مهاراته لتوثيق الجوانب الحضرية للبلاد أيضاً.
ووثقت عدسته على سبيل المثال مدينة الخبر الساحلية، وكورنيش الخبر بالتحديد. ومع أن هذا الموقع قد يكون مألوفاً بالنسبة للعديد من الأشخاص، إلا أنها تظهر وكأنها "من عالم آخر" في هذه الصور.
طراز معماري مميز
ولكون الشهري "عاشقا" للتصوير الجوي منذ عام 2012، وثق المصور المدينة باستخدام طائرة "درون" ذاتية القيادة.
وفي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال المصور السعودي: "تُعتبر مدينة الخبر ذات طراز معماري حديث ومميز. وعندما يتعلق الأمر بتصوير المعالم الحضارية، والتي شيدها الإنسان على ضفاف البحر والخلجان، فإن التصوير الجوي هو الزاوية الأنسب التي تستطيع تكوين الصورة الكاملة لتلك الأعمال المعمارية المتميزة".
ويرى المصور أن عيوننا اعتادت على رؤية الأشياء من زوايا محددة لا تمكننا من إدراك الجماليات بشكل كامل، بينما يوفر التصوير الجوي، ومن زاوية "عين الصقر"، الفرصة للقيام بذلك، وفقاً لما ذكره.
ولذلك، "كانت فكرة تصوير معالم الخبر منطلقة من أهمية استغلال هذه الزاوية التي لم تعتد عليها العين البشرية، إلا أن ذلك لم يكن كافياً في رأيي لإظهار البعد الجمالي والمعماري لمدينة الخبر، وكان لزاماً عليّ الأخذ بعين الاعتبار لأمور أخرى تبرز هذا الجمال كما أراه كفنان".
كأنها مدينة "تطفو" بين السحب
وعند النظر إلى هذه الصور، سيكون أول ما يلاحظه المرء ألوانها الساحرة التي تمزج بين الوردي، والأزرق، والبنفسجي، والبرتقالي بنعومة.
ويكاد المرء لا يرى الفاصل بين المياه والسماء في هذه المشاهد، إذ تعكس المياه الألوان التي تتزين بها الغيوم من الأعلى.
ولذلك، تبدو قطع الأرض في الصور وكأنها تطفو في الهواء، وبين سحب ملونة بدلاً من الماء، لتشكل مشهداً لا يمكن أن يتواجد إلا في مخيلة المرء.
ولتوثيق هذه الألوان خلال عدسته، حرص السعودي على التصوير في فترة شروق الشمس وغروبها، والتي توفر ألواناً دافئة تستمر لعدة دقائق فقط، حسب ما قاله.
وأوضح الشهري قائلاً: "الاهتمام بالألوان كان هاماً و جوهرياً بالنسبة لي، فلم أكن أصور سوى في لحظات الشروق أو الغروب عندما تحتشد الألوان الدافئة، وتبرز الانعكاسات الرائعة، ويظهر التناسق بين طبيعية المكان، وجمال التكوين. كما أن اهتمامي للعلاقة ما بين السماء والبحر، وخلق التناسق اللوني أضفى للصور جمالاً وبعداً آخر".