دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عام اشتمل على عمليات الإغلاق، وحظر الرحلات الجوية، وفوضى عامة بسبب جائحة فيروس كورونا، لا تزال هناك بعض الخيارات للأشخاص الذين يبحثون عن المغامرة والسفر. ولكن، خلال هذه الأوقات الغريبة، ما الذي سيحصل إذا كنت الشخص الوحيد المستعد للسفر بين مجموعة من الأصدقاء؟
وهذا ما حصل بالتحديد مع جوسيا برتون وتيريز روكا.
ولم يرغب أحد بالسفر معهم، ولذلك، قرر الاثنان السفر معاً رغم أنهم غرباء.
وفي حديثه مع CNN، قال برتون، الذي يبلغ من العمر 32 عاماً، أنه كان من المفترض أن يذهب إلى اليابان مع صديق، ولكنها مغلقة الآن.
ولذلك، ذكر بورتون، وهو من ولاية أيوا: "كنت أبحث عن دولة مفتوحة للأمريكيين".
ومع أنه كان يفكر بالذهاب إلى كرواتيا، إلا أن الحاجة إلى اختبار سلبي لفيروس كورونا في غضون 72 ساعة منعته من ذلك، فقرر الذهاب إلى تركيا، إذ أنها لم تتطلب ذلك الشرط.
وبما أن صديقه لم يرغب في السفر بظل الجائحة، لجأ برتون إلى مجموعة "10XTravel" في "فيسبوك"، والتي تقدم نصائح حول إدخار المال أثناء السفر.
وكتب برتون منشورة تتسائل عما إذا كان هناك شخص ما مهتم بالمجيء معه، أو إذا كان سيتواجد أي شخص في تركيا في الوقت ذاته التي خطط له.
ورأت روكا، التي تبلغ من العمر 36 عاماً، رسالته، وردت على الفور تقريباً.
رفقاء سفر
وكانت روكا، وهي من دنفر، تبحث عن شخص يستطيع قضاء إجازة معها، إذ لم يرغب أحد من أصدقائها أو عائلتها السفر بسبب مخاوفهم من فيروس "كوفيد-19".
وبعد محادثة قصيرة عبر الإنترنت تحدث فيها الثنائي عن أنماط سفرهم، وما يحبون القيام به، قررت روكا حجز الرحلة ذاتها إلى تركيا.
وتساءل أصدقاء وعائلة روكا عما إذا كانت ستكون بخير بقضاء الوقت مع شخص لم تقابله قط، ولكن في النهاية، "وثقوا بحكمي، ووثقت بحكمي الخاص".
أول لقاء
ولدى السفر مع شخص لم تقابله من قبل مزاياه الخاصة، حسب ما ذكره برتون، فقال: "كنت أخبر أصدقائي أن الذهاب مع شخص غريب بالنسبة لي هو أفضل ما في العالمين، لأنك لا تشعر بالالتزام تجاه هذا الشخص. وإذا لم يرغبوا بالقيام بأمر ما، فلن تميل إلى أن تتضايق منهم".
وحجز الاثناء غرفاً منفصلة، وكان لكل منهما مساحتهما الخاصة.
والتقى الاثنان عبر الإنترنت قبل أقل من أسبوع من بدء الرحلة، حسب ما ذكره بورتون.
وتجاذب الثنائي أطراف الحديث لعدة أيام قبل أن يقابلا بعضهما البعض لأول مرة في مطار شيكاغو.
وكان برتون ينتظر روكا عند مكتب تسجيل الوصول، وتوجهت إليه قائلةً: "يا إلهي، أنت شخص حقيقي".
وكان أول لقاء لهما أمر لا يُنسى أيضاً بالنسبة لبرتون، إذ أنه قال: "عانقنا بعضنا البعض، وسجلنا وصولنا، ثم جلسنا في الصالة، وواصلنا الحديث".
وجلس الرفيقين بجانب بعضهما البعض في درجة رواد الأعمال.
الوصول إلى تركيا
وبعد الاستمتاع برحلتهما، وصل الإثنان إلى إسطنبول في 5 سبتمبر/أيلول، ولم يضيعا أي وقت لاستكشاف المدينة معاً.
وقال برتون: "كنا قلقين بعض الشيء عندما هبطنا لأننا لم نكن متأكدين من الفحوصات الصحية التي تعين علينا القيام بها، أو ما سيكون عليه الأمر، ولكن كان كل شيء على ما يرام".
ومن ميدان تقسيم، والجامع الأزرق، إلى قصر "توبكابي"، قام الرفيقان بزيارة جميع مناطق الجذب الرئيسية في إسطنبول تقريباً.
وقام الثنائي أيضاً بالسفر إلى "كابادوكيا"، وهي منطقة ذات تشكيلات طبيعية فريدة وسط تركيا، كما أنهما ركبوا منطاد هواء ساخن.
وباستخدام مزيج من النقاط والمال، تمكن كلا من برتون وروكا من تأمين بعض الصفقات الرائعة خلال إجازتهما.
وأنفق كلاهما حوالي ألف دولار للفرد.
وقالت روكا إن الرحلة فاقت توقعاتها، ومع أنها لم تظن أن علاقتهما ستتحول إلى صداقة حقيقة بالضرورة، إلى أنها أصبحت كذلك.
ويوافق برتون على ذلك، فقال: "لقد تحدثنا أيضاً عن القيام بالمزيد من الرحلات معاً. ولقد حجزت بالفعل رحلة إلى إسبانيا مع والدتي في مايو/أيار المقبل، وقالت تيريز إنها قد تنضم إلينا".
ويناقش الإثنان حالياً فكرة إنشاء شركة معاً لمساعدة الآخرين على العثور على صفقات رائعة، إلى جانب رفقاء سفر.