دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا شك أن فيروس كورونا أثرَ على جميع جوانب الحياة تقريباً، وبالأخص تجارب السفر. فماذا سيكون مصير البوفيهات أو ولائم الطعام، التي تقدم العديد من أصناف الطعام والمأكولات، والتي يلمس فيها العديد من الأشخاص أواني الطعام المفتوحة؟
وفي الولايات المتحدة، أُغلقت بوفيهات فيغاس الراقية التي تضم كل ما يمكنك تناوله، مع عدد قليل من الاستثناءات.
وقال منتجع "وين لاس فيغاس" الفاخر في بيان، إن بوفيه الطعام الخاص به، الذي أعيد افتتاحه في يونيو/حزيران بطريقة تشغيل شبيهة بالمطاعم العادية، من خلال تقديم طاقم الضيافة طلبات الضيوف على المائدة، قد تم إغلاقه في أوائل سبتمبر/أيلول "بناءاً على ملاحظات الضيوف".
ويشكل الأمر ذاته تحدياً بالنسبة إلى مناطق الجذب السياحي الأخرى، حيث يمثل البوفيه المفتوح، "كل ما يمكنك تناوله"، مثالاً على تجربة سياحية فاخرة.
وفي بعض الحالات، مثل الفنادق التي تقدم وجبة الفطور، يتم تعديل نظام البوفيه ببساطة، وبدلاً من أواني الطعام المفتوحة للجميع، على سبيل المثال، تستخدم بعض الفنادق طاقم الضيافة لتقديم الطعام، بينما يقوم البعض الآخر بتعبئة تلك الوجبات للضيوف.
السفن السياحية تعدل مسارها
ولا يزال قطاع الرحلات البحرية مغلقاً، في انتظار البروتوكولات المعتمدة لإعادة فتح عمليات تشغيل الرحلات في أمريكا.
ولا تزال خطوط الرحلات البحرية تدرس كيف يمكن أن تعمل البوفيهات الشعبية في عالم "كوفيد-19".
وتقول الخطوط النرويجية البحرية إن البوفيهات ستكون خدمة كاملة مع وجود موظفين في متناول اليد لخدمة الضيوف، وفقاً لإرشادات الصحة والسلامة المنقحة.
وأشار المسؤولون التنفيذيون في شركة خطوط الرحلات البحرية، "رويال كاريبيان" إلى خطط لتعديل نظام البوفيه على متن سفينة "Windjammer"، بدلاً من التخلي عنه.
وتلقت كل من خطوط الرحلات البحرية وفيغاس ضربات قاسية.
وخسرت شركة "Carnival"، أكبر شركة رحلات بحرية في العالم، مبلغ 4.4 مليار دولار في ربع واحد في وقت سابق من هذا العام، و2.9 مليار دولار أخرى مؤخراً.
والشهر الماضي، أعلنت "MGM Resorts"، أكبر مشغل للكازينوهات في شارع لاس فيغاس ستريب، أنها ستسرح 18,000 موظف على مستوى الولايات المتحدة، بما في ذلك عدداً كبيراً في المدينة.
وتقول الأستاذة في كلية الرياضة والسياحة والضيافة بجامعة تمبل، لو لو، إنه مع العديد من الاحتياطات المطروحة للوقاية من فيروس كورونا، من شبه المؤكد أن يطور نظام البوفيه المفتوح، "كل ما يمكنك تناوله".
وتضيف لو أنه من ناحية، يحب الأشخاص رؤية المأكولات وهي معروضة، فهي تعد تجربةً بحد ذاتها، ومن ناحية أخرى، يرغب الأشخاص أيضاً في التأكد من أنها ستكون تجربة آمنة.
وترى لو أنه سيتعين على الإدارات محاولة خلق رسالة مفادها أنها تُعدّ مجموعة متنوعة من إجراءات السلامة والصحة للترحيب بالزوار.
إعادة ابتكار تقليد متضائل لتناول الطعام
وفي الوقت الحالي، وفي ظل الظروف المعقدة التي يمر بها قطاع السفر، يرتبط بقاء البوفيهات بكل شيء آخر، أي عودة السفر الجوي، والثقة في نظافة الفنادق، وقرارات تناول الطعام السريعة، والقدرة على التجمع في مجموعات كبيرة، وفقاً لما قالته أوشا هالي، رئيسة دبليو فرانك بارتون المتميز للأعمال الدولية وأستاذة الإدارة في كلية دبليو فرانك بارتون للأعمال في جامعة "ولاية ويتشيتا" بولاية كانساس الأمريكية.
وتعتقد هايلي، المتخصصة في القضايا التجارية، أن البوفيهات، بشكل عام كانت في اتجاه تنازلي لأكثر من عقدين الآن، وأغلق أكثر من خمسها منذ التسعينيات، لذلك حتى يبقى نمط البوفيه على قيد الحياة، سيتعين عليه إعادة ابتكار نفسه.
وتوافق إليزابيث بلاو، صاحبة مطعم، التي ساعدت في إنشاء البوفيهات في منتجع "وين لاس فيغاس" الفاخر، على هذا الرأي.
وتقول بلاو إن "الجانب المشرق في هذه الكارثة هو أننا سنضطر إلى القيام بأمور أفضل وأكثر ذكاء".
وتشير بلاو إلى أن فيغاس لديها بالفعل معايير صحية عالية فيما يتعلق بمزيج الأطعمة وبروتوكولات تحضير الطعام.
والآن سيتعين على مجتمع الضيافة إيجاد طريقة لاستيعاب أكبر مجهول، أي الضيوف.
وسيتعين على قطاع السفن السياحية أيضاً إجراء التعديلات.
ويرى ستيوارت تشيرون، خبير تسويق السفر، المعروف باسم "The Cruise Guy"، أن سفن الرحلات البحرية لديها بالفعل بروتوكولات نظافة قوية تلعب دورها في تفشي الأمراض، مثل التنظيف المتزايد، وتقليل الاختلاط بين الضيوف، وتوقف الخدمة الذاتية في البوفيهات.
وعلاوة على ذلك، فقد تغيرت أنماط تقديم البوفيه على مدار الـ 25 عاماً الماضية، وفقاً لما ذكره تشيرون.
ويقول تشيرون إن معظم البوفيهات تقدم أصناف الطعام داخل محطات منفصلة، ومن المرجح أن يتم الالتزام بالإجراءات السابقة مع ارتداء أفراد طاقم للقفازات من أجل خدمة الضيوف.