دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- من الطبيعي أن تشعر بالاستغراب في الدقائق الأولى من زيارتك أعجوبة "باموكالي" الطبيعية في تركيا، فهي توحي أنك ستحتاج إلى ملابس دافئة بسبب بياضها الشديد الشبيه بالثلج. وهذا بالتحديد ما شعر به صاحب مدونة سفر عبر الإنترنت، جي بي ماكاتولاد، عند زيارته للمكان العام الماضي.
وعلم جي بي ماكاتولاد، الذي يُدير مدونة "Will Fly for Food" الخاصة بالسفر مع زوجته رينيه، عن منطقة "باموكالي" الفريدة في محافظة دنيزلي بالصدفة، أثناء بحثه عن وجهات للإحتفال بذكرى زواجه.
وأثناء عملية بحث عبر الإنترنت بعد اقتراح صديق له بزيارة إسطنبول، صادف ماكاتولاد صوراً مذهلة لـ"باموكالي"، جعلته يدرك أنه ذاهب إلى تركيا بلا شك.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال ماكاتولاد: "اندهشت بشدة مما كنت أنظر إليه، لدرجة أنني لم أصدق أن شيئاً كهذا موجود بالفعل على الأرض".
منظر خيالي في "قصر القطن"
وعند زيارة "باموكالي" المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، سيرى المرء تلة تبدو أنها مغطاة بالثلج.
وقد يوحي المشهد أنك ستلمس شيئاً ناعماً وشبيهاً بالبودرة عند مد يدك باتجاه هذه التكوينات البيضاء، إلا أن ماكاتولاد أكد أن ملمسها "صلب كالصخر".
وشكلّت المياه المحمّلة بالكلس والتي أتت من الينابيع الساخنة، منظراً خيالياً يتألف من غابات معدنية، وشلالات متحجرة، وسلسلة من الأحواض الرخامية المتدرجة، وفقاً للموقع الرسمي لليونسكو.
وتعطي رواسب كربونات الكالسيوم هذه التكوينات لونها الأبيض المُبهر. واشتق اسم "باموكالي"، الذي يعني "قلعة القطن" باللغة التركية، من هذا المشهد المذهل، بحسب الموقع.
ويقوم السياح بخلع أحذيتهم والمشي على هذه الترسبات المثيرة للاهتمام، ونصح ماكاتولاد بالحذر عند القيام بذلك، وقال: "إنها ليست زلقة، ولكن بعض الأجزاء الأكثر الخشونة قد تؤذي قدميك قليلاً".
ويعتبر مزيج التكوينات الطبيعية المدهشة، والنظام المعقد من القنوات التي تجلب المياه الحرارية إلى القرى، والحقول المجاورة، بمثابة أمر استثنائي، بحسب موقع اليونسكو.
وأشار ماكاتولاد إلى أن استخدام جزء كبير من مياه الينابيع لتغذية حمامات السباحة في الفنادق، أدى إلى جفاف معظم المياه.
ورغم ذلك، إلا أن هذه التكوينات الطبيعية لا تزال مذهلة.
هناك الكثير للقيام به
وأكد ماكاتولاد وجود الكثير من المعالم التي يستطيع الأشخاص زيارتها في المنطقة، مثل معبد "أبولو" على سبيل المثال.
وتشكل "باموكالي" خلفية مهمة لمدينة "هييرابوليس" اليونانية الرومانية الأصلية، وهي تتضمن أنقاض حمامات رومانية، وهياكل، بالإضافة إلى نصب يونانية أخرى، وفقاً لليونسكو.
وتحتوي بقايا الفترة اليونانية الرومانية أيضاً على مقبرة، إضافةً إلى مسرح.
وقام ماكاتولاد بزيارة المنطقة في بداية نوفمبر/تشرين الثاني عندما بدأ الطقس يميل للبرودة، وهو يرى أنه من الأفضل الذهاب في فترة الربيع، أو الخريف للاستمتاع بالطقس المثالي.
ونصح ماكاتولاد أيضاً بتجنب الذهاب خلال موسم الصيف الحار، فهو يعد ذروة الموسم السياحي المحلي.