دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خلال عمليات الإغلاق الأولى لعام 2020، انتشر مقطع فيديو لدلفين ظهر في قناة من إحدى قنوات مدينة البندقية في إيطاليا.
وكان المقطع مزيفاً، إذ اتضح أنه التُقط بالقرب من ميناء "كالياري" بجزيرة سردينيا.
ولكن يوم الإثنين، ظهر ثنائي من الدلافين بالبندقية بالفعل، وقام الثنائي برحلة عبر القناة الكبرى الشهيرة، ثم توجها لجزيرة جيوديكا قبل العودة إلى البحر الأدرياتيكي.
وجاءت زيارتهما بظل خضوع المدينة لعملية إغلاق أخرى، إذ تكافح إيطاليا موجة ثالثة من جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
ورغم أن الدلافين كانت في خطر خلال وجودها في المدينة، إلا أنه يُعتقد أنها نجحت في الخروج بأمان.
ورُصدت الدلافين لأول مرة في الساعة السادسة صباحاً من قبل المالك المشارك لشركة "Eredi Busetto Giuseppe" للصرف الصحي، ماركو بوسيتو، في قناة جيوديكا، وعندها قام بتنبيه السلطات.
وقال الشخص الذي وثق مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة وأصبح مُتداولاً، لوكا فولين، لـCNN: "لقد كانت مفاجأة رائعة حقاً. وكانت رؤيتهما، والتفكير في مدى قربهما من القناة الكبرى أمراً رائعاً وفريداً".
وكان كلاهما عرضةً لخطر كبير بسبب تحرك القوارب ذهاباً وإياباً، ما قد يؤدي إلى إصابتهما بسبب مراوح تلك المركبات.
عملية الإنقاذ
واستدعت السلطات خبراء من "CERT"، أي فريق الاستجابة لطوارئ جنوح الحيتان، من جامعة "بادوا" القريبة.
وكانت الدلافين مشوشة تماماً، وتسبح في جميع الاتجاهات بسبب شعورها بالخوف، بحسب ما قاله جويدو بيترولونجو، الذي يعمل مع الفريق لـCNN.
وقام فريق "CERT" بترتيب 9 من القوارب التابعة لسلطات البندقية بهدف تشكيل سلسلة، وذلك في محاولة لتوجيه الدلافين باتجاه الشريط الشاطئي الطويل في البندقية، وهي نقطة تلتقي فيها بحيرة البندقية بالبحر الأدرياتيكي. واستغرق الأمر ساعتين ونصف.
وفي النهاية، نجحت العملية بفضل إعادة توجيه حركة المرور.
وقال بيترولونجو: "لقد رأينا ثنائي الدلافين ثلاث مرات ثم فقدناهما تماماً. ولم يرجع الثنائي إلى القناة الكبرى، ولذلك، نأمل أنهما اندفعا إلى الاتجاه الصحيح".
ويُعتقد أن الثنائي عاد إلى البحر الأدرياتيكي بأمان.
حدث نادر
وتُعد مشاهدة هذه الدلافين، التي يعتقد فريق "CERT" أنها تنتمي لنوع الدلافين المخططة بعد مشاهدة الفيديو، أمراً نادراً في شمال البحر الأدرياتيكي.
وبما أنها من ثدييات المياه العميقة، فهي تتواجد عادةً في البحر التيراني، أو البحر الأيوني، والنصف الجنوبي من البحر الأدرياتيكي، بحسب ما قاله بيترولونجو.
وإلى جانب ذلك، تسبح هذه المخلوقات في مجموعات تصل إلى 100 دلفين، وتبقى بعيداً عن السواحل.
وتعتقد المجموعة أن الثنائي قد ضل طريقه أثناء البحث عن الطعام، ومن الممكن أن هذه الكائنات كانت تتبع فريسة في وسط البحر الأدرياتيكي، ثم اندفعت شمالاً، ووجدت نفسها في البندقية فجأةً.
وقال فولين، الذي وثق الفيديو: "نشرت الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون معرفة أنه سينتشر في جميع أنحاء العالم"، مضيفاً: "قمت بنشر الفيديو لألقي تحية لطيفة على الأشخاص في هذا العام الحزين، لكن انتشار الفيديو كان أمراً رائعاً، لأنه يعني أنني جعلت الآخرين يبتسمون".
