دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ضمن سلسلة جبال الحجر الخلابة في إمارة الفجيرة، نجح فريق في محمية وادي الوريعة الوطنية بتوثيق البومة العمانية، التي لم تُر قط بدولة الإمارات العربية المتحدة، لأول مرة.
ويُعد ذلك إنجازاً مشوقاً، إذ أنه رغم تسجيل صوت البومة العمانية سابقاً، إلا أن هذه أول مرة توثق فيها مرئياً في البلاد.
والبومة العمانية هي أكثر أنواع البوم ندرة في دولة الإمارات، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي لبلدية الفجيرة عبر الإنترنت.
من مجرد تسجيل صوتي إلى صورة مرئية
والبومة العمانية عبارة عن طائر متوسط الحجم، وهو يتزين بخطوط علوية بنية غامقة، وخطوط سفلية شاحبة وضيقة.
ورغم التعرف على هذه البومة خلال تسجيلات صوتية في مسوحات اُجريت بين عامي 2015 إلى 2017 في المحمية، إلا أن هذه أول مرة يتم فيها توثيق البومة بشكل مرئي، وفقاً لما ذكرته المديرة العامة لهيئة الفجيرة للبيئة، أصيلة المعلا، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ولم يكن توثيق هذا الطائر مجرد صدفة، فهو كان نتيجة جهود انطلقت قبل عدة أعوام، وضمن مشروع البحث والمراقبة لطيور البوم، والذي بدأ منذ عام 2019.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قال مدير المحمية، الدكتور علي حسن الحمودي: "تمكن فريق محمية وادي الوريعة الوطنية من تسجيل بومة عمانية ذات حجم متوسط، وصُورت في شهر يوليو/تموز في عام 2020".
وعثر الفريق على البومة خلال زيارتها لإحدى برك الماء البعيدة عن النشاطات الإنسانية داخل المحمية، وباستخدام الكاميرات الفخية.
وتُعد بركة الماء تلك هي المصدر الوحيد للماء في الوادي الجاف البعيد عن تواجد البشر.
طائر نادر
وسُجل تواجد البومة العمانية سابقاً في جبال الحجر شمال سلطنة عُمان، والشمال الشرقي والجنوب الغربي من إيران، مع احتمالية تواجدها جنوب باكستان على شاطئ "ماكران".
ويدعم التسجيل المرئي لهذا النوع في دولة الإمارات فرضية تواجد مجتمع صغير من طيور البومة العمانية ضمن الملاذ الآمن في وادي الوريعة.
ووفقاً للقائمة الحمراء للصندوق الدولي لدعم الطبيعة، أُعيد اكتشاف البومة العمانية مؤخراً، ولذلك، فإن المعلومات المتواجدة عنها غير كافية لتقييم حالتها، بحسب ما ذكره الحمودي.
وداخل دولة الإمارات، تتواجد هذه الطيور بكميات ضئيلة، وهي مهددة بالانقراض على مستوى الدولة.
وسيساهم النجاح في توثيق هذه البومة في القيام بدراسات ميدانية مكثفة للاستمرار في مراقبة هذه الكائنات، مع القيام بالبحوث حول بيئتها، وتكاثرها، وغذائها، وأنماطها الحركية، بالإضافة إلى التهديدات المحتملة ضدها.
وأكدت المعلا: "كل ذلك سيساعد في قاعدة البيانات العالمية، وفي حماية هذا النوع".
ورغم طبيعة المناخ الجاف والرطب في البلاد، إلا أنه تتواجد أنواع نادرة يتم إكتشافها من حين إلى آخر، بحسب ما ذكره الحمودي، مؤكداً: "يجب علينا جميعا الحفاظ على بيئتنا من جميع المهددات لمكافحة انقراض هذا النوع من الطيور، إذ أنها تُعد بمثابة موروث بيئي فريد من نوعه للأجيال القادمة".
ومن الجدير بالذكر أن محمية وادي الوريعة الوطنية مدرجة ضمن إتفاقية "رامسار" للأراضي الرطبة، وهي أيضاً مدرجة ضمن قائمة محميات المحيط الحيوي التابعة لليونيسكو.