وسط العقوبات المفروضة على روسيا..هكذا تبدو تجربة السفر إلى موسكو

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
كيف يبدو السفر إلى موسكو وسط عقوبات المفروضة على روسيا
Credit: Peter Wilkinson/CNN

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تسبب إغلاق أجواء أوروبا أمام الطائرات الروسية في مشاكل حقيقية للمسافرين الذين يحاولون السفر من وإلى البلاد، بينما تواصل روسيا غزوها لأوكرانيا. 

وبالنسبة لبعض الركاب، كان الأمر بمثابة سباق مع الزمن - إذ ألغت شركات الطيران المتعاقبة رحلاتها للامتثال لقيود المجال الجوي أو المشكلات اللوجستية الناتجة عن العقوبات المفروضة حديثًا على روسيا.

وفي محاولة للوصول إلى مكتب CNN في موسكو من لندن يوم الأحد، واجه المراسل بيتر ويلكنسون بعض التحديات التي لا بد أن الركاب الآخرين قد واجهوها، في محاولة للتسلل عبر الحدود أثناء إغلاقها.

وفي الأصل، حجز ويلكنسون رحلة تابعة لشركة "لوفتهانزا" الألمانية من مطار هيثرو بلندن عبر مدينة فرانكفورت الألمانية.

وبدا كل شيء على ما يرام في وقت سابق من يوم الأحد الذي حجز فيه ويلكنسون رحلته، على الرغم من أن المملكة المتحدة وروسيا قطعت بالفعل الروابط الجوية المباشرة.

وتبع ذلك المزيد من إغلاق المجال الجوي في الساعات اللاحقة، لكن "لوفتهانزا" ظلت على المسار الصحيح حتى الساعة 11 مساءً، أي قبل ثماني ساعات فقط من تسجيل الوصول، عندما اكتشف ويلكنسون أن رحلته قد أُلغيت عندما قامت شركة "لوفتهانزا" بسحب جميع طائراتها المتجهة إلى روسيا.

وبالنسبة إلى ويلكنسون، كانت الساعات القليلة التالية عبارة عن محاولات بحث محمومة عن رحلة بديلة لم تكن معرضة لخطر الإيقاف.

وربما كانت إحدى الخطط المحتملة هي السفر عبر الدار البيضاء على متن الخطوط الجوية المغربية، ولكن على الرغم من احتمالية القيام برحلة قصيرة جنوباً خارج الشتاء الأوروبي البارد، سرعان ما استبعد ويلكنسون هذا الخيار، إذ كان خطر أن يعلق في المغرب إذا ألغيت المرحلة الثانية من الرحلة لأسباب مماثلة، كبيرًا للغاية، وكان يمكن أن يستغرق وقتًا طويلًا أيضا.

وبدلاً من ذلك، بدا أن السفر على متن خطوط إيجه الجوية اليونانية والعبور في أثينا هو الحل الأفضل بالنسبة إلى ويلكنسون، على الرغم من أن رحلته كان من المقرر أن تصل في الساعة 4 صباح يوم الاثنين.

وأثناء طريقه إلى مطار هيثرو يوم الأحد، أوقفت المزيد من شركات الطيران الرحلات الجوية إلى موسكو، وبدأ ويلكنسون يشعر بمزيد من التشاؤم بشأن فرصه في الوصول إلى موسكو.

countries-ban-airspace-on-Russia-CNN-mar-1

تحويل المسار في الجو 

وكان من المحتمل أن تفرض اليونان أو الاتحاد الأوروبي أثناء وجود ويلكنسون على الطائرة المتجهه إلى المحطة الأولى من رحلته، أي أثينا، عقوبات قد تجبر شركة الطيران على تعليق الرحلات الجوية إلى روسيا.

وإذا حدث ذلك، فقد يصبح ويلكنسون عالقًا في أثينا، ويجبر على ترتيب رحلة محبطة للعودة إلى مقره بلندن.

ويوم السبت، اضطرت شركة الخطوط الجوية الملكية الهولندية التابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية إلى تغيير مسار رحلتين أثناء وجودهما في الجو إلى موسكو وسان بطرسبرغ بسبب مخاوف من أن العقوبات الأوروبية قد تعني أن الشركة غير قادرة على إرسال قطع غيار طيران إلى روسيا.

وقد يعني ذلك أن الطائرات تقطعت بها السبل في تلك المدن إذا واجهت مشكلات فنية.

ولم يكن هناك بديل في ذلك الوقت سوى المخاطرة للوصول إلى موسكو بسرعة.

وكانت المرحلة الأولى من رحلة ويلكنسون هادئة كما هو متوقع.

وعندما توقفت الطائرة في مطار أثينا في وقت متأخر من مساء يوم الأحد، بحث ويلكنسون عن أي أخبار حول عقوبات جديدة تم الإعلان عنها أو المزيد من قرارت إلغاء شركات الطيران لرحلاتها.

وصعد ويلكنسون إلى الطائرة الثانية بعد توقف قصير في العاصمة اليونانية، مع اتخاذ كل مرحلة من إجراءات الإقلاع العادية أهمية إضافية نظرًا للمخاوف المتزايدة من إلغاء الرحلات الجوية أو تغييرها.

وبعد أن أغلقت الطائرة أبوابها وأقلعت مغادرة إلى روسيا، لم يُخف ويلكنسون ارتياحه إذ لا يمكن أن يحدث أي خطأ الآن.

وبالفعل، استمرت الرحلة كما هو مخطط لها، على الرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي أنه سيغلق مجاله الجوي أمام حركة المرور الروسية.

واتجهت طائرة ويلكنسون إلى موسكو الثلجية من الجنوب، بمحاذاة المجال الجوي الأوكراني الذي أغلق في أعقاب الغزو، وهبطت بسلام.

والسؤال الآن، في أعقاب إغلاق المجال الجوي الروسي أمام 36 دولة يوم الاثنين، هو متى وكيف سيتمكن ويلكنسون من العودة إلى لندن.