دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما كان شرط وضع السوائل في عبوات سعتها 100 مليلتر، وإخراج الأدوات الإلكترونية من الحقائب عنصرًا أساسيًا في السفر الجوي لمدة 16 عامًا تقريبًا. ومع ذلك، تتوفّر بالفعل تقنية جديدة في العديد من المطارات حول العالم تسمح بإلغاء هذه القاعدة، وبدأ البعض الآن في التخلّص من هذا الحظر.
وفي أكتوبر/تشرين الثاني من عام 2021، أعلن مطار "شانون" في غرب أيرلندا عن نظامه الأمني الجديد للمسح، والذي تم تركيبه بكلفة 2.5 مليون يورو (حوالي 2.6 مليون دولار).
وبفضل هذا النظام، يمكن للسوائل والإلكترونيات الآن البقاء في الحقائب، مع عدم وجود قيود على كمية السوائل.
وقالت رئيسة الاتصالات في مجموعة "شانون"، ناندي أوسوليفان، لـCNN إن النظام من "إحدى المشاريع التي قامت بها مجموعة شانون خلال فترة قيود السفر الصارمة في قطاع الطيران".
كما اتبع مطار "دونيجال" الواقع شمال غرب أيرلندا الخطوات ذاتها خلال تركيب التقنية الجديدة، وإزالة شرط وضع السوائل في عبوات سعتها 100 مليلتر.
أمن أفضل، وطوابير أقصر
إذًا، كيف تعمل تقنية التصوير المقطعي المحوسب الجديدة هذه؟ وما هي المطارات التي تستخدمها بالفعل؟ ولم لا تخفف المزيد من الأماكن قيودها؟
وكما هو الحال مع فحوصات التصوير المقطعي المحوسب التي نعرفها في المستشفيات، تستبدل الماسحات الأمنية في المطارات المسح التقليدي بالأشعة السينية ثنائي الأبعاد بالتصوير الثلاثي الأبعاد الأكثر دقة.
وقال رئيس حلول نقاط التفتيش في شركة "Smiths Detection"، التي توفر معدّات "شانون" الأمنية، والرائدة عالميًا في مجال تكنولوجيا التصوير المقطعي المحوسب، كيفين ريوردان: "يمكنك الحصول على الكثير من المعلومات من صورة ثنائية الأبعاد، ولكن إذا كان لديك غرض ثلاثي الأبعاد في يدك، فستحصل على المزيد من المعلومات".
ويُقدّر مطار "شانون" انخفاض الوقت الذي يقضيه الركاب في الخضوع للفحص الأمني إلى النصف بسبب التكنولوجيا الجديدة، وليس من المستغرب إشارة ريوردان إلى أن ردود فعل الركّاب كانت إيجابية للغاية في المطارات التي يتم اختبار الآلات الجديدة فيها.
وتم فرض حظر السوائل في جميع أنحاء العالم بعد إحباط مؤامرة إرهابية عبر المحيط الأطلسي في أغسطس/آب 2006 خططت فيها مجموعة لإشعال متفجرات سائلة على متن رحلات جوية متعددة.
طرح تدريجي
وبدأت تقنية التصوير المقطعي المحوسب في احتلال العناوين الرئيسية في عام 2018.
واختُبرت الماسحات في مطارات رئيسية، بما في ذلك مطار "هيثرو" بالعاصمة البريطانية لندن، ومطار "جون كينيدي" في مدينة نيويورك الأمريكية، و"سخيبول" بالعاصمة الهولندية أمستردام.
وفي العام التالي، أعلن مطار "هيثرو" عن استثمار 50 مليون جنيه إسترليني (حوالي 62 مليون دولار) لطرح التكنولوجيا تدريجيًا بحلول عام 2022.
وفي يوليو/تموز من عام 2020، تم الإعلان عن كون مطار "لندن ساوثيند" أول مطار في بريطانيا يتخلى عن جعل الركاب يقومون بإخراج عبوات السوائل الخاصة بهم، وأجهزتهم الإلكترونية من حقائبهم قبل الخضوع للتفتيش الأمني.
ويستخدم مطار "سخيبول" أيضًا تقنية التصوير المقطعي المحوسب في جميع نقاط التفتيش الخاصة به منذ عام 2020، وفقًا لما قاله المتحدث باسم المطار، دينيس مولر، لـCNN.
ولكن على عكس مطار "ساوثيند" أو "دونيجال"، فإنه يُعد مركزًا دوليًا رئيسيًا.
وبينما لم يعُد من الضروري لركابه اتباع الشروط المتعلقة بالسوائل، إلا أن المطار ينصحهم باستخدام العبوات التي تبلغ سعتها 100 مليليتر، لتجنب المشكلات عند السفر إلى ولايات قضائية أخرى.
قيود توظيفية
وظهرت بلاغات كثيرة عن نقص الموظفين على نطاق واسع في المطارات وشركات الطيران في جميع أنحاء العالم، ما دفع الكثيرين إلى توقع "صيف من الفوضى".
وتُعتبر شركة "Smiths Detection" واحدة من بين مجموعة صغيرة من الشركات في مجال تكنولوجيا التصوير المقطعي المحوسب.
وأوضح ريوردان أنها "عملية مستمرة بالنسبة لنا كموردين".
وتتسبب قيود التوظيف الحالية بضغوطات لتصميم عمليات أكثر كفاءة. وتُعد تقنية التصوير المقطعي المحوسب أفضل ما هو متاح، ولكن هل هناك طريقة ذكية لاستخدامها من أجل الاستفادة منها لأقصى حد.
وتكمن إحدى الابتكارات في مضاعفة الإرسال (multiplexing).
وخلالها، يتم وضع "سيل من الحقائب عبر آلة، وتُرسل الصور إلى (ثلاثة أو أربعة) مشغلين مختلفين، وليس مجرّد مشغل واحد لكل آلة. وهذه طريقة لمحاولة تعويض نقص الموظفين، وزيادة الركاب".
ماذا عن التكلفة؟
وكلفة تطبيق هذه التكنولوجيا الجديدة ليست رخيصة، وقد تعتبر المطارات الأصغر، التي تكافح بالفعل بسبب تأثير "كوفيد-19"، هذه التحديثات تحديًا.
وعندما تطلب الدول التحديثات، ستكون المزيد من المطارات مضغوطة، ولكن حتّى ذلك الوقت، يعتمد الأمر على دراسات الجدوى.
ومن السابق لأوانه التنبؤ بمدى سرعة تقدّم الأمور، ولكن مع وجود مطارات مثل "شانون"، و"سخيبول" في المقدمة، قد نتمكّن من رؤية التطورات في الأعوام القليلة المقبلة.