دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قلّة هم الأشخاص الذين يسعون لتحقيق رقم قياسي برياضة المشي حول العالم، وعدد أقل يتمكّن من الوصول إلى خط النهاية.
وفي 21 مايو/ أيار 2022، أصبح توم تورشيتش، من نيوجيرسي الأمريكية، عاشر شخص يحقّق هذا الإنجاز الرائع تاريخيًا، بينما كلبته سافانا تتصدّر القائمة.
ولاقى الثنائي ترحيبًا لدى عودتهما إلى الوطن، باحتفال ضخم حضره العديد من أصدقاء تورشيتش وعائلته.
وكانت لحظة الانتصار هي نهاية مسار دام 7 سنوات، قطعا خلالها 48 ألف كيلومتر، عمل تورشيتش وقتًا أطول لتحقيقها.
"كان الأمر سرياليًا للغاية"، هذا ما قاله تورتشيتش لـCNN من منزل والديه في بلدة هادون.
وتابع: "كنت أتخيل كيف ستكون النهاية لفترة طويلة.. وعندما حدث ذلك، كان هناك أشخاص يصطفون في الشوارع ويمشون معي".
وخطر لتورشيتش خوض هذه المغامرة عقب خسارة حزينة ألمت به عام 2006، إثر وفاة صديقته آن ماري في حادث أثناء ركوبها الدراجة المائية، عن عمر يناهز 17 عامًا.
وشرح أنّ "وفاتها كانت نقطة تحول بالنسبة إلي"، لافتًا إلى أنها "كانت شخصًا أفضل مني بكثير.. علمت أنني سأموت يومًا ما، ويمكن أن يحدث ذلك في أي لحظة، وبدأت بإعادة تقييم كل شيء".
وتابع: "يبدو أن المشي أفضل طريقة لفهم العالم ويجبرك لاكتشاف أماكن جديدة.. لم أكن أرغب بالذهاب إلى باريس وماتشو بيتشو فحسب، بل أردت حقًا أن أفهم العالم وأعاين الحياة اليومية للناس".
وبمجرد التزامه في المهمة، بدأ تورشيتش التخطيط لمساره، بالتوازي مع محاولة تمويل رحلاته.
وتمكن من ادخار ما يكفيه من المال لمدة عامين تقريبًا من المسار، وذلك من خلال العمل خلال فصل الصيف أثناء دراسته بالكلية، والعودة للعيش مع والديه بعد تخرجه.
وقبل وقت قصير من موعد مغادرته، اكتشف مالك شركة "فيلادلفيا ساين" خططه وقرّر رعاية رحلته.
وقال: "كان رجل الأعمال يعرف آن ماري وعائلتها.. وكان يريد فقط أن يدعمني كيفما استطاع".
وبعد حوالي تسع سنوات من طرح الفكرة لأول مرة، اتخذ تورشيتش الخطوة الأولى في مسيرته حول العالم.
انطلق في 2 أبريل/ نيسان 2015، أي قبل عيد ميلاده السادس والعشرين مباشرة.
وحرص على أخذ عربة تحوي معدات المشي، وحقيبة نوم، وجهاز كمبيوتر محمول، وكاميرا DSLR، وصندوق بلاستيكي كان يستخدمه لتخزين طعامه.
وقال: "اعتقدت أنّ الأمر سيستغرق حوالي خمس سنوات ونصف.. وثبت أن ذلك دقيق للغاية بالنسبة للمشي الفعلي".
لكن المسار بأكمله استغرق سبع سنوات، بسبب مرض تورشيتش جراء بكتيريا احتاج أشهرًا عدة للتعافي منها، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا المستجد.
بداية لم يرغب تورشيتش في اقتناء كلب.
لكن، شعر أن وجود صديق فروي بجانبه يمكنه "المراقبة" ليلًا سيحدث فرقًا كبيرًا، وقد ثبت أن هذا صحيح.
وقال تورشيتش عن سافانا: "كانت رائعة.. من الجيد أن يكون لديك صديق ما لمشاركة بعض اللحظات معه".
وبين جميع الأماكن التي اجتازها خلال رحلته، يقول تورتشيتش إن ولاية وايومنغ، أقل الولايات الأمريكية كثافة سكانية، كانت الأكثر صعوبة.
ويستذكر تورتشيتش زيارته مع سافانا خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث لم يجد الكثير من المتاجر أو الأشخاص في الشارع، حتى وصل أخيرًا إلى محطة وقود صغيرة.
وخلال ترحالهما حول العالم، عبر الثنائي 6 قارات و38 دولة معًا، وقضيا معظم الليالي في مراكز التخييم.
وقال تورتشيتش: "سبع سنوات تُعد فترة طويلة.. بمجرد اقتراب النهاية، بتّ متحمّسًا للعودة إلى المنزل.. كنت مستعدًا فقط للتسكع مع أصدقائي وعائلتي مرة أخرى، وعدم حزم خيمتي كل صباح".
وكانت عائلة صديقته الراحلة آن ماري بين أولئك الذين استقبلوه في احتفال عودته إلى الوطن.
وقال: "لم أكن أفعل ذلك بالضرورة من أجل آن ماري، لكنها كانت المحفز والملهمة لذلك".
حاليًا، يركز تورتشيتش على كتابة مذكرات حول رحلته، بينما تتكيف سافانا مع فكرة الوجود في مكان واحد طوال الوقت.
وتابع: "أريد الاستمتاع بالحياة من دون المشي أو حتى السفر لقد تجاوزت الأمر الآن.. أريد فقط أن أكون في مكان واحد".