دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يمكنك المشاركة في تقليد ياباني تراثي، واحتساء الشاي من وعاء قديم تبلغ قيمته 25 ألف دولار، في "معرض أوكوبو" (Gallery Okubo) في منطقة ياناكا، بطوكيو.
وفي "معرض أوكوبو"، يُقدّم تاجر التحف ميتسورو أوكوبو وعائلته تجربة حفل الشاي الياباني التقليدي بلمسة مختلفة، إذ يحتضن مجموعة من الأوعية الجديدة، وأخرى يعود عمرها لأكثر من 300 عام، وتبلغ قيمة بعض القطع القديمة 25 ألف دولار.
وتتمثل الفكرة من وراء المعرض بتمكّن الزائر من الإحساس بالأوعية، وتذوّقه للمشروب بالطريقة التي أرادها أساتذة اليابان الذين لديهم إلمام بطقوس الشاي، وبكلفة معقولة.
وتجعل التجربة الفن والتاريخ في متناول الجمهور.
وإذا أُصبت بالتوتر عند التفكير بما سيحدث في حال أسقطت وعاءً من القرن الـ18 قيمته 25 ألف دولار، فهناك بعض البدائل الحديثة المتاحة لك.
وعند دخول المعرض الواقع على شارع جانبي هادئ، يتم الترحيب بالزوار بمعروضات مختلفة من الأكواب، والأوعية، والأطباق في الطابق الأول الصغير. وتخرج ابنة أوكوبو، أتسوكو، من غرفة مجاورة لإلقاء التحية على الزوّار، ومرافقتهم صعودًا على سلم ضيّق إلى غرفة بحصيرة "تاتامي" في الطابق الثاني، وهذا هو المكان التقليدي لأداء طقوس الشاي.
ويوفّر المعرض أماكن إقامة مناسبة للزوار الغربيين، تحتوي على كراسي عادية، ولذلك لا يحتاج الزوار إلى الجلوس على الأرض تماشيًا مع التقاليد اليابانية، ويمكن أن يكون ذلك مؤلمًا للغاية إذا لم تكن معتادًا على ذلك.
وفي غرفة جانبية صغيرة، تُوضع أوعية الشاي على رفوف، وتشرح أتسوكو أن هذه هي الاختيارات المتاحة للزوّار، ثم تسلّط الضوء على بعض التفاصيل المثيرة للاهتمام حول كل وعاء، مثل عمر، وأصل كل من هذه الأوعية.
وكان جعل هذه الأوعية العتيقة في متناول الجمهور فكرة أتسوكو.
وبصفته تاجر تحف، كان والدها قد جمع الكثير منها، ولكن المبيعات كانت بطيئة في المعرض، وخُبأت غالبية الأوعية، مع تراكم الغبار على صناديقها، ولم تكن تجلب الفرحة لأي شخص.
واعتقدت أتسوكو أن استخدامها في حفلات الشاي ستجعل التجارة العائلية بارزة بشكلٍ أكبر من بين العشرات من طقوس الشاي الأخرى المتاحة لزوّار اليابان.
ونظّم والدها الأوعية، مع توفير معلومات وتفاصيل عنها.
ولدى العائلة وعاء واسع من بلجيكا تم تصميمه لأغراض أخرى، ولكن اعتبره أحد أساتذة الشاي مناسبًا للطقوس، كما يتوفّر وعاء فاتح اللون تزينه دوائر، ومربعات، ومثلثات زاهية يبدو أنه صُنع في السبعينيات.
وهذا ما يجعله مميزًا بحسب ما ذكره أوكوبو، إذ يمزج بين القديم والحديث.
ورُغم أنه يبلغ من العمر حوالي 50 عامًا فقط، إلا أنه لا يزال يُقدّر بحوالي 15 ألف دولار.
ويعرض أوكوبو وعاءً آخر عمره 200 عام تقريبًا، وبالنسبة للعين غير الخبيرة، يبدو أنه يأتي مع عدّة عيوب، إذ أنه ليس متناظرًا، وهناك تغيّرات في الألوان.
ولكن قال أوكوبو إن "عدم الكمال سمة بشرية"، وهذا ما يعطي الوعاء قيمته التي تُقدّر بآلاف الدولارات.
وعَرَض أوكوبو وعاءً آخر من العصر الحالي قيمته 100 دولار تقريبًا، وهو جميل، ولكنه مثالي، إذ أوضح: "المثالية للروبوتات. وهذا الوعاء عبارة عن روبوت".
وبعد اتخاذ زوار قرارهم، واختيار وعاء عمره 300 عام، وآخر من السبعينيات، تبدأ أتسوكو المراسم بارتدائها ثوب الكيمونو.
وتحضّر أتسوكو الشاي بشكلٍ منهجي. وباستخدام مغرفة خشبية في نهاية عصا طويلة، تأخذ الماء الساخن من إناء، وتضعه في وعاء للخلط، وتقوم بمزج الشاي بخفّاق.
وبعد تقديم كعكة من الهلام، ومعجون من حبوب الفول على شكل زهرة للزوار، يُصبّ الشاي في وعاء الزائر، ويُقدّم ساخنًا.
ووفقًا للطقوس، يحمل الزوار الأوعية باهظة الثمن بيدٍ واحدة على جانبها، مع وضع اليد الأخرى في الأسفل لدعمها.
ويتمتع الشاي بطعمٍ رائع لدرجة أن الزوار ينسون أنهم يمسكون بين أيديهم قطعًا سيراميكية تُقدّر بعشرات الآلاف من الدولارات.
وبينما تقوم أتسوكو بإخراج الإمدادات، والأوعية بعناية، يصعد والدها أعلى السلالم حاملاً بعض الهدايا للضيوف، والتي تشتمل على لوحات ملونة مرسومة باليد تُظهر الأوعية التي استخدمها كل زائر، والحلوى اللذيذة التي قاموا بتناولها، إضافةً لشرح عن أصول الأوعية، وأهميتها.
ويتواجد المعرض في طوكيو، على بعد حوالي 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من محطة قطار "نيبوري".
وتبلغ تكلفة طقوس الشاي 16 دولارًا للفرد الواحد.