دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- هل أنت مستعدّ للقيام بأي شيء لتوثيق صورة مذهلة؟ ماذا عن الوقوف على كومة من الفضلات فيما يتساقط المزيد منها عليك؟
هذا بالتحديد ما فعله المصوّر السعودي فهد عبدالحميد عندما صادف مجموعة من الخفافيش في نجران بالمملكة العربية السعودية منذ عشر سنوات.
وقد التقط عبدالحميد صورة ساحرة في بداية مسيرته بمجال التصوير الفوتوغرافي عام 2012، رغم أنّ البعض قد يجدها مخيفة بعض الشيء.
تُظهر الصورة عددًا كبيرًا من الخفافيش مُجتمعة، يُحدق بعضٌ منها إلى عدسة الكاميرا مباشرةً.
وتطلّبت هذه الصورة التي تقشعرّ لها الأبدان جهدًا كبيرًا من السعودي الذي وصف التجربة بأنها "صعبة وغير مريحة إطلاقًا"، في مقابلة له مع موقع CNN بالعربية.
وكان السعودي يعمل آنذاك في مدينة نجران المشهورة بطبيعتها الريفية الجميلة حيث المزارع، وبيوت الطين الأثرية.
وفي أحد الأيام، خرج عبدالحميد عند العصر، مع زملائه المصوّرين من أهالي نجران سيراً على الأقدام لاستكشاف مزارع قرية الحضن وبحثًا عن مواقع، ومواضيع للتصوير.
وخلال تجوالهم وسط المزارع، سمع المصوّرون أصواتًا غريبة اعتقدوا أنّها تعود لإحدى أنواع الطيور، وبدأوا بتتبّعها حتّى وصلوا إلى مصدرها.
وقال المصوّر: "تفاجأنا بوجود تجمّع كبير لهذه الخفافيش التي اتّخذت من إحدى أشجار النخيل عشّاً لها"، ثم أضاف: "لم يكن لديّ أدنى فكرة عن وجود هذا العش، أو أنّ الخفافيش أصلاً قد تتّخذ من أشجار النخيل مسكنًا لها، وبالتالي كانت صدفة ومفاجأة سارّة لي كمصوّر".
كان المشهد "مهيبًا" بالنسبة للسعودي لارتباط الخفافيش بالظلام، ومصّ الدماء، والأمراض المعدية، والأساطير المرعبة، بحسب قوله.
تردّد عبدالحميد بداية بتصوير الخفافيش، خصوصًا لوجود كومة هائلة من فضلات هذه المخلوقات أسفل النخلة، واستلزمت زاوية التصوير المثلى الوقوف في تلك البقعة.
وحاول المصوّر التقاط الصورة مستخدمًا حامل الكاميرا من دون أن يتكلّل ذلك بالنجاح، لذلك، "قررت تجاوز مخاوفي وحمل الكاميرا، والتقاط الصورة مباشرةً".
ولكون النخلة مرتفعة، استخدم المصوّر عدسة تقريب، فبات المشهد أكثر رعبًا عند المشاهدة من منظار الكاميرا.
فقد كانت "عشراتٌ من عيون هذه المخلوقات تحدّق باتجاهي مباشرةً على نحو يثير القشعريرة، وكانت قدماي تغوصان في كومة الفضلات، بالإضافة إلى ما كان يتساقط منها عليّ مباشرة أثناء التقاطي للصور".
ورغم هذا الموقف غير المريح، إلا أنّ المصور أكّد أنّ النتيجة كانت تستحقّ العناء، وأنّه لا يمانع تكرارها شرط اتخاذ الإجراءات الاحترازية الملائمة، كارتداء رداء عازل، وكمامة.
ومع أنّ عبدالحميد اهتم بالتصوير منذ الصغر، إلا أنه بدأ يتعلّم قواعده عام 2008 تقريباً، وانطلقت مسيرته الفعلية في هذا المجال بعدما أهدته زوجته كاميرته الاحترافية الأولى.
ورغم اهتمامه بتوثيق الطبيعة، إلا أنّ عبدالحميد يعتبر نفسه مصوّرًا معماريًا بالدرجة الأولى.
وحاز المصور على جوائز عالمية ومحلية عدّة في مجال التصوير، منها جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، وجائزة المهرجان الدولي للتصوير (إكسبوجر)، وجائزة ألوان السعودية، وغيرها.