دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلن المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في المملكة العربية السعودية اكتشاف جثث 17 عشر فهدًا صيّادًا في الآونة الأخيرة.
وعثر المركز عليها في أحد الدحول الموجودة في سهول محافظة رفحاء شمال المملكة. ويتكوّن الدحل في الطبيعة نتيجة عمليات جيولوجية، من خلال ذوبان الصخور الجيرية والمتبخرات بفعل التحرك البطيء للمياه الجوفية، ومع مضي الزمن يتكون تجويف تندفع إليه السيول مضيفة مزيداً من العمق، ويكون رأسياً أو أفقياً.
وبين البقايا المكتشفة مومياوات مكتملة محفوظة على نحو جيّد، بحسب "واس" .
وأكّد المركز على أهميّة هذا الكشف لأنه يوفر عيّنات نادرة جدًا من الفهد الصيّاد الذي كان موجودًا في الجزيرة العربية.
كما أضاف الحساب الرسمي للمركز عبر "تويتر" أنّ أهميّته "تمتد للنّتائج، ودورها في برنامج إكثار الفهود، الذي يعمل عليه المركز منذ إنشائه عام 2021، بعد إنهاء العمل وظهور نتائج الكربون المشع لتحديد تاريخ النفوق، واستخلاص التركيب الوراثي، و مقارنته بالأنواع الحيّة، واختيار الأقرب للنوع المحلي لإعادة توطينه".
واكتُشفت البقايا بعد سلسلة من المتابعات، والبحث، والتحرّي قام بها خبراء "المركز"، ضمن برنامجه الخاص لفحص الكهوف والدحول للتّعرف على التنوع الأحيائي في بيئاتها، بحسب "واس".
وقال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الدكتور محمد علي قربان، إنّ الفهد الصيّاد أحد الفصائل التي انقرضت في الجزيرة العربية منذ أكثر من 50 عامًا، وتُعتبر عيّناته المحفوظة في المتاحف، أو مراكز الأبحاث غاية في الندرة، مضيفًا أنّ هذه العيّنات المُكتشفة تعتبر بمثابة دليل مادّي وحيد على وجوده في المملكة.
وأوضح قربان أهميّة العيّنات لكونها أوّل دليل قطعي على انتشار هذا الحيوان في الجزيرة العربية، وأنّه كان يعيش ضمن مجموعات في شمال المملكة. وتابع أنه من شأن هذا الاكتشاف تغيير النظرة المُسبقة عن الكائنات الفطريّة المنقرضة، وحقيقة وجودها في هذه البيئة.