دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يمكن لزوّار المملكة العربية السعودية اليوم استكشاف الزوايا الغنيّة بالتاريخ في البلدة القديمة بمحافظة العلا بعد إغلاقها بسبب أعمال الترميم.
ولكن قبل استقطاب هذا الموقع التراثي لآلاف السياح الآن، سنحت للمصور السعودي هاني محمد عميره فرصة توثيقه في عام 2018، وذلك خلال رحلة كان هدفها الاستكشاف من أجل تنظيم رحلة خاصّة للمصوّرين الفوتوغرافيين.
وقال المصوّر في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كانت البلدة القديمة في العلا شبه مهجورة، وليست كما هي الآن".
"مسجد العظام"
وتُعتبر محافظة العلا موقعًا استثنائيًّا يحتضن العديد من الوجهات، والتفاصيل التاريخيّة، والخصائص الطبيعيّة المُبهرة.
ويعود زمن تأسيس البلدة القديمة إلى القرن الـ12 الميلادي، بحسب الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس".
وتمثّلت خطّة السعودي بزيارة عدّة معالم في العلا، حيث أكّد المصور أن "مسجد العظام كان ضمن الخطة بالتّأكيد".
ووثّق المصور زيارته للمسجد عبر مجموعة من الصور التي تُظهر تفاصيله من الداخل، والخارج.
وشجّعت قصة المسجد زيارة عميره له، والتي تمثّلت بصلاة النبي محمد في المنطقة، بحسب ما ذكرته "واس".
وأشارت "واس" إلى أن "النبي كان قد وصل إلى وادي القرى، الذي يُعرف حالياً بالعلا، في السنة الـ9 للهجرة، وهو في طريقه لإحدى غزواته". وذكرت أن النبي أراد تحديد اتجاه القِبلة من أجل الصلاة، ولكن لم تكن هناك حجارة في المنطقة، ما أدّى إلى تحديده لها باستخدام بعض العظام.
ولاحقًا، بنى أهل المنطقة المسجد، وأطلقوا عليه اسم "مسجد العظام" نسبةً إلى ذلك الموقف.
وأكّد المصور السعودي أن "هذه القصة كفيلة بأن تشجّعني لزيارة المسجد، ورؤيته".
وبُني المسجد بالحجارة، وفقًا لـ"واس"، وجرى تمليس جدرانه بالطين.
وخلال زيارته، كان عميره يقوم بالتصوير تارةً، ثم يتخيّل كيف كانت حياة الأشخاص في الماضي تارةً أخرى.
وكان التأمّل السبب الرئيسي لدخول السعودي إلى عالم التصوير، ولم يمنعه عدم امتلاكه لكاميرا من توثيق ما حوله بهاتفه، إلى أن اقتنى كاميرا احترافيّة في عام 2012.
ويزدخر أرشيف صور عميره بمشاهد من وجهات عديدة في المملكة، مثل قرية ذي عين، ووادي الديسة، وغيرها.
ويجدر بالذكر أن السّكان عاشوا في البلدة القديمة إلى ثمانينيّات القرن الماضي حتى غادروها للبحث عن منازل عصريَة.
وأضافت "واس" أن الموقع كان متاحًا لزيارة السّكان السّابقين والآخرين خلال الأعوام الأربعين الماضية، إلا أن الأضرار البيئيّة أثّرت في هياكله بشكلٍ ملحوظ على مرّ الأعوام، ما أدّى إلى إغلاق الموقع في عام 2017 من قِبَل الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والقيام بأعمال الترميم لثلاثة أعوام.