دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في شمال شرق أفريقيا، تتواجد منطقة يخال المرء أنها نافذة إلى عالم آخر، وتتفكك فيها قشرة الأرض لتشكّل بيئة زاهية وقاسية في الوقت ذاته.
وجذبت هذه البيئة المصور الإيطالي، أندريا ماركيجياني، الذي شعر بالدهشة عند زيارته لها قبل عدّة أعوام.
ويُعتبر منخفض صحراء "داناكيل" في إثيوبيا من أكثر الأماكن سخونة وقسوة على وجه الأرض، وقرّر ماركيجياني زيارته بعد أن سمع عن ينابيعه الزاهية ومسطحاته الملحية خلال رحلة تخييم في بوتسوانا.
ورُغم قساوة البيئة، إلا أن الإثيوبيين يواصلون صناعة عمرها قرون في تلك المنطقة لاستخراج الملح من الأرض يدويًا.
وقال ماركيجياني في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا في مثل هذه البيئة القاسية"، موضحًا: "احتجت للذهاب لرؤيتها بعيني. وهذا ما فعلته".
انشقاق الأرض
ونتج هذا التكوين عن عملية تكتونية تُسمى التصدع القاري، وبعبارة أخرى، تنشقق الأرض عن طبقاتها هنا، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
ويعني ذلك أن اليابسة تغرق ببطء، وسيمتلئ منخفض صحراء "داناكيل" بالمياه يومًا ما، مع ولادة محيط جديد، أو بحيرة عظيمة.
وتتضمن أبرز سماته حاليًا بركانًا مصنوعًا من الحمم، والرماد، كما يتمتّع بفوهة بحيرة بركانية مليئة بالطين المغلي، والغازات الكبريتية، بحسب ما ذكرته "ناسا".
وعند وصوله للمنطقة، قال المصور: "بدا كل شيء وكأنه من عالم آخر، ولم أكن أعرف ما إذا كنت أراه فعلاً، أم إذا كان ذلك مجرد حلم. وجعلتني الحرارة محمومًا، ولذلك شعرت بالهذيان أحيانًا".
وتوجّه ماركيجياني إلى المنطقة في أبريل/نيسان من عام 2018، ولم يكن ذلك أفضل وقت للزيارة، بحسب رأي المصور، إذ قال: "ترتفع درجات الحرارة إلى 50 درجة، ولكنني أردت أن أرى كيف سيكون الحال بالنسبة للسكان الذين يتحملون هذه الزيادة الهائلة في الحرارة".
وأضاف المصور الإيطالي: "شعرت أنني احتجت لمشاركة مشقتهم وفهمهم بشكلٍ أفضل".
وعبر عدسته، وثق المصور التكوينات التي يحتضنها المنخفض، والألوان الزاهية، مع إظهار بركان "دالول" في إحدى صوره، والذي يشير اسمه إلى المناظر الطبيعية للأحواض الحمضية الخضراء، والسهول الصحراوية المالحة التي تتكون من أكسيد الحديد، والكبريت.
كما أنه سلّط الضوء على الإثيوبيين الذين يعملون في استخراج الملح بالمنطقة.
ورغم دهشته عندما رأى المنطقة، إلا أن ماركيجياني لم يشعر بالحماس الشديد فور وصوله، إذ قال: "عندما وصلت لأول مرة إلى داناكيل، شعرت بالحاجة للمغادرة. وكانت الحرارة لا تُوصف، وبدا الأمر حقًا كجحيم على الأرض".
ولكن هدأ المصور بعد عدّة أيام، مؤكدًا أنه تمكنّ من الصمود، مع دخوله حالة ذهنية تأملية، وقال: "كانت تلك هدية عظيمة حصلت عليها من داناكيل".