دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بدأ الدخان يتصاعد من الصندوق الذي يحوي الطعام الفائز بلقب "طبق العام" في اليابان.
ولم تكن أسماك الماكريل، أو الحلوى من ارتقى إلى مرتبة الشرف هذه.
بدلاً من ذلك، كشف مضيفو الحفل النقاب عن مجموعة متنوعة من اللحوم وقطع البيتزا المجمدة، التي لا تزال في أكياس محكمة الغلق.
وفي كل عام، يقوم معهد Gurunavi للأبحاث، الذي يدير موقعًا إلكترونيًا شهيرًا يسمح للمستخدمين بالبحث عن أفضل المطاعم في جميع أنحاء اليابان، باختيار "طبق العام".
وتهدف الجائزة إلى تسليط الضوء على اتجاهات الغذاء المتطورة في اليابان.
وكان بين الفائزين السابقين "الأطعمة النباتية" و "الطهي الصيني".
لكن الفائز هذا العام يسلط الضوء على مدى تأثير جائحة "كوفيد-19" على اليابانيين وعاداتهم الغذائية.
وأوضح المعهد أنّ الجائحة أدت إلى قيام المزيد من المطاعم بتجميد أطباقها.
وسمحت طرق التجميد السريع للطهاة بالحفاظ على سلامة الطعام، حتى أنّ بعضها قدّم السوشي المجمّد.
وارتفع متوسط المبلغ الذي يُنفق على الأطعمة المجمدة لكل أسرة بنسبة 20% بين عامي 2019 و2021، وفقًا لبيانات وزارة الشؤون الداخلية اليابانية.
وفي محافظة تشيبا، افتتحت إحدى أكبر سلاسل متاجر البقالة في البلاد، Aeon، متجرًا متخصصًا بالمواد الغذائية المجمدة يُدعى Frozen في أغسطس/ آب الماضي، ويحوي على أكثر من 1،500 خيار من الأطعمة المجمدة.
وقامت سلسلة متاجر Lawson بتوسيع أقسام الأغذية المجمدة في 5 آلاف متجر للبيع بالتجزئة، ضمنًا أصناف الحلوى، وحتى الساشيمي، طبق مأكولات بحرية نيئة مقطعة شرائح رقيقة، وفقًا لإذاعة NHK اليابانية العامة.
تقليديًا، تشتري العائلات اليابانية الخضار الطازجة، إلى المكونات الأخرى من متجر البقالة يوميًا.
كانت الأمهات والزوجات يحضرن "البنتو" لأزواجهن وأطفالهن في الصباح.
و"البنتو" تعني مجموعة من المأكولات في وعاء مجمّع. ويحوي البنتو التقليدي على أرز، وقطعة من السمك أو اللحم، وبضع قطع من المخلل أو الخضار المسلوقة كطبق جانبي.
لكن الجائحة وأدوار الجنسين المتغيرة غيّرت طريقة الحياة هذه.
وقالت يوشيكو ميورا، مستشارة المستهلك لجمعية الأغذية المجمدة اليابانية: "في الآونة الأخيرة، يعمل المزيد من النساء اليابانيات خارج المنزل".
وأوضحت ميورا في مقابلة مع NHK إن النساء يملن إلى إعداد الطعام لأسرهنّ.. لكنّ وقتهن بات محدودًا للغاية".
وأشارت ميورا إلى أنّ سكان اليابان يعتبرون كبارًا في السن، ويعيش عدد كبير منهم بمفردهم، ويستغرق تجميع المكونات وإعدادها وطهيها وقتًا وجهدًا، لذا يساعد الطعام المجمد في معالجة هذه المشكلة".