دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما حلمت شايتالي أغروال بالسفر من نيودلهي حيث تقطن، إلى نيويورك. وفي عام 2020، تقدّمت أغروال بطلبٍ للحصول على تأشيرة سياحية لها، ولوالدها. وبعد مرور عامين، ما برحا ينتظرانها.
وشكّلت جائحة "كوفيد-19" عائقًا أمامها.
لكن رُغم عودة معظم رحلات السفر مع تراجع الجائحة، ما زال على أغروال تسلّق الكثير من المعاملات البيروقراطية بغية تحقيق حلمها الأمريكي، وهي ليست الوحيدة التي تعاني من الانتظار الطويل هذا.
يواجه العديد من الهنود الذين يأملون بالذهاب إلى الولايات المتحدة لقضاء العطلات، أو زيارة عائلاتهم، تأخيرا كبيرًا بغية تحديد مواعيد للمقابلات اللازمة لتلقي تأشيرة.
وتؤثّر المشكلة على الزوّار المحتملين من الدول الأخرى أيضًا.
ويشي ذلك بفرض قيود مشددة على إحدى أكبر مصادر السياحة إلى الولايات المتحدة، ما قد يؤدي إلى خسارة البلاد ملايين الدولارات من الإيرادات.
وقالت أغروال: "سنأخذ أي موعد في أي وقت"، ثم أضافت: "لكنني لا أتوقّع حدوث ذلك في وقتٍ قريب".
وفي عام 2020، استأجرت أغروال وكيلًا لمساعدتها على اجتياز العملية المعقّدة بغية الحصول على التأشيرة السياحية الأمريكية.
ورُغم تأمينها مقابلات التأشيرة، إلا أن الجائحة أجّلتها.
وبسبب تغيّر الظروف الآن، بات عليها القيام بالعملية مجددًا.
وبعد دفعها 171 دولارًا بدل رسوم لوكيل الطرف الثالث، عليها أن تقرّر إذا كانت تستطيع القيام بذلك مرّة أخرى.
وللحصول على تأشيرة عمل أو سياحة، على المواطن الهندي تقديم معلومات حول غرض زيارته، وإثبات أنه يستطيع إعالة نفسه ماليًا أثناء وجوده في الولايات المتحدة.
كما يجب أيضًا توفير تفاصيل بشأن سجل العمل، والخلفيّة التعليميّة، وتفاصيل عن الأقارب الذين يعيشون في الولايات المتحدة، إضافةً لخطّة الرحلة بأكملها.
والمرحلة الأخيرة من عملية الحصول على التأشيرة عبارة عن مقابلة شخصيّة، في حال التمكّن من تحديد موعد لذلك.
وقال ممثّل عن وزارة الخارجية لـCNN، إنّ هناك مبادرات قائمة لتسريع إجراءات مقابلات الحصول على التأشيرة، ضمنًا تعيين موظفين جُدُد، وتوظيف "أفراد مؤهلين من عائلات موظّفينا الدبلوماسيّين لشغل المناصب القنصليّة في الخارج، والولايات المتحدة".
وأقرّت الوزارة بالصعوبات التي ما برحت تواجهها، لكنها أكّدت أنها تعمل أيضًا على توسيع عملية الإعفاء من المقابلات لبعض العمال المؤقتين، والطلبة، وزوّار برامج التبادل الأكاديمي.
وذكرت الوزارة بأن معالجة التأشيرات العالميّة يجب أن تصل أو تتجاوز مستويات ما قبل الجائحة بحلول عام 2023.
ويرى النّقاد أن هذه الإجراءات غير كافية.
والمسافرون، مثل أغروال، ليسوا وحدهم من يشعرون بأثر هذه العوائق، بل ينسحب ذلك على الأعمال التجارية الأمريكية أيضًا.
وكلّفت جمعية السفر الأمريكية (USTA)، وهي هيئة خاصة بقطاع السياحة، بإجراء دراسة للتحقيق في ثلاثة من أكبر أسواق السفر الداخلي إلى الولايات المتحدة، وهي البرازيل، والهند، والمكسيك، والتحقيق في الأضرار الماليّة، والأضرار التي أُلحِقت بسمعتها نتيجة فقدان السيّاح.
وقال جيف فريمان، الرئيس والمدير التنفيذي لـ"USTA"، إنّ التأثير الأكثر أهميّة لهذا التأخير يكمن في حقيقة أن المسافرين قد يقعون في حب وجهة أخرى، ويقرّرون أنّ الولايات المتحدة لا تستحق العناء على الإطلاق.
وأكّد فريمان أنّ "الزائر الذي تُبعده اليوم هو نفسه الذي سيختار عدم المجيء غدًا".
وينعكس ذلك خسارة كبيرة في الأرباح.
وبحسب المكتب الوطني للسفر والسياحة، التابع لوزارة التجارة الأمريكية، شكّلت الهند عاشر أكبر سوق سياحي في البلاد عام 2019، ولكنها السوق الخامس الأكثر إنفاقًا.
ويحتمل أن تخسر الولايات المتحدة 1.6 مليار دولار من عائدات السياحة المتأتية من السياح الهنود الذين يختارون زيارة وجهات أخرى عام 2023، وفقًا لما قدّرته دراسة "USTA".
وما يجعل الوضع أكثر خطورة، عدم تغطية العديد من شركات التأمين تكاليف رحلات السفر المُلغاة نتيجة مشاكل التأشيرات.
ويشك فريمان بتغيّر الأوضاع في المدى القصير رُغم التعهدات الرسمية، وقال: "حتّى الآن، لم نر رغبة وزارة الخارجية لمعالجة هذه القضية".
وغيّرت أغروال خططها الأصليّة، وزارت كندا هذا الصيف، وهي تحاول أن تقرّر إذا كانت تستطيع إعادة تقديم طلبها للحصول على تأشيرة سياحة أمريكية من الناحية المالية، والعاطفية.
لكنها لم تتوقف عن التفكير بزيارة نيويورك، وأكّدت: "أرغب بالسفر حقًا. وتحتل نيويورك مكانة عالية جدًا في قائمة الأماكن التي أرغب بالسفر إليها. لكن القائمة طويلة جدًا".