هل من مقعد أكثر أمانًا على متن الطائرة؟ نعم.. أين يقع؟

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة
ما هو المقعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة؟
Credit: Dmitriy/Adobe Stock

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عند حجز رحلات الطيران، هل فكرت يومًا بأيّ مقعد سيحميك أكثر خلال حالات الطوارئ؟

يقوم معظم المسافرين بحجز مقاعد الطائرة بناء على الراحة، مثل توفّر مساحة إضافية للقدمين، أو سهولة الوصول إلى دورات المياه.

وقد يقوم المسافرين المعتادين بحجز مقاعدهم الواقعة بالقرب من مقدمة الطائرة، حتّى يتمكنوا من النزول منّها بسرعة أكبر.

ونادرًا ما نقوم بحجز رحلة على أمل الحصول على أحد المقاعد الوسطى في الصف الأخير. والمفاجأة، أنّ هذه المقاعد ذاتها إحصائيًا تعد الأكثر أمانًا على متن الطائرة.

السفر بالطائرة آمن

ما هو المقعد الأكثر أماناً على متن الطائرة
مقصورة داخلية للطائرةCredit: Dmitriy/Adobe Stock

ويعد السفر الجوي أكثر وسائل النقل أمانًا. وفي عام 2019، كان هناك أقل من 70 مليون رحلة طيران بقليل على مستوى العالم، مع 287 حالة وفاة فقط.

وفقًا لتحليل مجلس السلامة الوطني الأمريكي لبيانات التعداد السكاني، فإن احتمالات الوفاة على متن طائرة تبلغ حوالي واحد في 205،552، مقارنة مع واحد من كل 102 داخل سيارة.

ورغم أننا لا نولي الكثير من الاهتمام لحوادث الطرق المميتة، إلا أنّه عندما نسمع عن حادث تحطّم طائرة، مثل الطائرة من طراز إيه تي آر 72 التابعة لخطوط يتي الجوية التي تحطمت في نيبال أخيرًا، فإن القصة تحتل العناوين الرئيسية على كل صفحة إخبارية.

قد يكمن اهتمامنا بحوادث تحطم الطائرات بالرغبة في فهم سبب حدوثها، أو ما هي احتمالات حدوثها مرة أخرى.

وقد يضمن قلقنا إجراء تحقيق شامل في هذه الحوادث المأساوية، ما يساعد في الحفاظ على سلامة السفر الجوي.

ورغم أنّه لا يجب القلق بشأن السلامة عند الصعود على متن رحلة طيران تجارية، لكن إذا كان لا يزال لديك هذا السؤال المزعج في رأسك، مدفوعًا بالفضول المطلق، تابع القراءة.

في الوسط بالخلف

يجدر بنا تذكّر أنّ الحوادث بطبيعتها لا تتوافق مع معايير محددة.

وخلال حادث تحطّم طائرة تابعة للخطوط الجوية المتحدة عام 1989 في مدينة سيوكس بولاية آيوا، نجا 184 من أصل 269 شخصًا كانوا على متنها من الحادث.

وكان معظم الناجين يجلسون خلف مقصورة الدرجة الأولى، باتجاه مقدمة الطائرة.

ومع ذلك، وجد تحقيق أجرته مجلة TIME، نظر في بيانات 35 عامًا من حوادث الطائرات، أنّ المقاعد الخلفية الوسطية للطائرة لديها أقل معدل وفيات، أي نسبة 28%، مقارنة مع 44% من مقاعد الممر في الوسط.

وتعد هذه النتائج منطقية، إذ سيوفر لك الجلوس بجوار مقاعد صف الخروج دائمًا أسرع مخرج في حالة الطوارئ.

لكن أجنحة الطائرة تخزّن الوقود، لذا فإن هذا يستبعد مقاعد صف الخروج الأوسط كخيار صف المقاعد الأكثر أمانًا.

وفي الوقت ذاته، الجلوس بالقرب من مقدمة الطائرة يعني أنك ستتأثر قبل أولئك الموجودين في الخلف، ما يترك  صف الخروج الخلفي.

أما عن سبب كون المقاعد الوسطى أكثر أمانًا من مقاعد النافذة أو الممر، فهذا يعود إلى وجود حاجز مؤقت يوفّره وجود شخصين على الجانبين.

بعض حالات الطوارئ أسوأ من غيرها

سيحدد نوع حالة الطوارئ أيضًا قابلية البقاء على قيد الحياة.

وسيؤدي الاصطدام بجبل إلى تقليل فرص البقاء على قيد الحياة بشكل كبير، كما كان الحال في كارثة عام 1979 المأساوية في نيوزيلندا، إذ تحطمت رحلة تابعة للخطوط الجوية النيوزيلندية TE901 في منحدرات جبل إريبوس في القارة القطبية الجنوبية، ما أسفر عن مقتل 257 بين راكب وأفراد طاقم.

كما أن الهبوط دخل المحيط يقلل أيضًا من فرص البقاء على قيد الحياة، كما شهدنا في رحلة تابعة للخطوط الجوية الفرنسية رقم 447 لعام 2009، التي لقى فيها 228 راكبًا وطاقمًا حتفهم.

ويتم تدريب الطيارين على تقليل المخاطر المحتملة في حالة الطوارئ قدر الإمكان، إذ سيحاولون تجنب الاصطدام بالجبال والبحث عن مكان مستوي، مثل حقل مفتوح، للهبوط بشكل طبيعي قدر الإمكان.

وتتطلب تقنية الهبوط في المياه تقييم ظروف السطح ومحاولة الهبوط بين الأمواج بزاوية هبوط عادية.

وصممت الطائرات لتكون صامدة في حالات الطوارئ.

وفي الواقع، يتمثّل السبب الرئيسي لتذكير طاقم المقصورة لنا بإبقاء أحزمة المقاعد مربوطة ليس بسبب مخاطر الاصطدام، ولكن بسبب "الاضطرابات الجوية " التي يمكن مصادفتها في أي وقت على ارتفاعات عالية.

وهذه الظاهرة الجوية يمكن أن تسبب أكبر قدر من الضرر للركاب والطائرات.

ويقوم المصنّعون بتصميم طائرات جديدة بمزيد من المواد المركبة القادرة على تحمل الضغط الجوي أثناء الطيران.

في هذه التصاميم، يمكن لأجنحة الطائرة أن تنثني لامتصاص الحمل الشديد لمنع الفشل الهيكلي.

هل نوع الطائرة يحدث فرقًا؟

من المؤكد أن هناك متغيرات معينة، مثل التأثر من السرعة الجوية، التي يمكن أن تختلف قليلاً بين أنواع الطائرات المختلفة.

ومع ذلك، فإن فيزياء الطيران متشابهة إلى حد ما في جميع الطائرات.

وبشكل عام، ستحتوي الطائرات الأكبر حجمًا على مواد هيكلية أكثر وبالتالي قوة أكبر لتحمل الضغط عند الارتفاع.

وهذا يعني أنّها قد توفر بعض الحماية الإضافية في حالة الطوارئ، لكن هذا يعتمد بشكل كبير على شدة حال الطوارئ.

وهذا لا يعني أنّه يجب عليك حجز رحلتك التالية على أكبر طائرة يمكنك العثور عليها.