دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اكتشف علماء آثار بقايا امرأة أرستقراطيّة رومانيّة في شمال إنجلترا.
وعُثِر على الهيكل العظمي للمرأة مجهولة الهوية، ويُعتقد أنّ عمره يتجاوز الألف عام، داخل تابوت رئيسي في مقبرة مخفيّة بمدينة ليدز العام الماضي.
وعُثِر على رفات 62 شخصًا في الموقع الأثري الذي لم يكن معروفًا من قبل، القريب من غارفورث.
واكتشف فريق من علماء الآثار مدفنًا لرجال، ونساء، و23 طفلاً في الموقع.
ويُعتقد أنّ الجثث تعود لأشخاص عاشوا في أواخر العصر الروماني وأوائل العصر السكسوني، ذلك أنه عثر على عادات دفن تنتمي للعصرين في تلك القبور، بحسب ما ورد في بيان صحفي نشره مجلس مدينة ليدز الإثنين.
وأشار ديفيد هانتر، عالم الآثار الرّئيسي لدى منظّمة "West Yorkshire Joint Services" لـCNN الإثنين، إلى ظهور هذا الاكتشاف بعد تقديم مطوِّر تجاري طلبًا للحصول على تصريح تخطيط للمجلس.
وأدّى مسح أثري للمنطقة، لم يتم الكشف عن موقعها المحدّد بعد، إلى العثور على مجموع الرّفات في الرّبيع الماضي.
وقال هانتر لـCNN: "حصلنا بالتّأكيد على أكثر ممّا كنّا نتمنّاه".
وكان لهانتر وفريقه سبب وجيه لافتراض تمتّع الموقع بأهميّة أثريّة، إذ أنّهم عثروا على هياكل رومانيّة وأنغلو-سكسونيّة مجاورة خلال حفريات سابقة، لكنه أكّد التّالي: "لم نتوقع العثور على 62 مقبرة في هذا الموقع".
ووصف هانتر التّابوت الأساسي بأنه "نادر جدًا"، مشيرًا إلى "تشكيل صفائح رصاصيّة بطانة تابوت خشبي أكبر، لذا فهورفات شخصية رومانية تتمتّع بمكانة عالية جدًا".
كما احتوى التّابوت قطعًا من المجوهرات عزّزت شكوك الفريق بشأن الشّخص المدفون داخله.
ويأمل علماء الآثار أن تساعدهم المقبرة البالغة من العمر 1،600عام على فهم الانتقال المهم وغير الموثّق إلى حدٍ كبير، بين فترة سقوط الإمبراطوريّة الرومانيّة، وإنشاء الممالك الأنغلو-سكسونيّة اللاحقة.
وبعد مغادرة الرّومان لبريطانيا، ضمّ غرب يوركشاير مملكة "إيلمت".
وحتّى بعد رحيل الرّومان، استمرّت العديد من المناطق، ضمنًا "إيلمت"، بعرض عناصر من الثّقافة الرّومانيّة والأنغلو-سكسونيونيّة، واستمرّ ذلك لنحو 200 عام.
وأفاد هانتر في البيان: "من المحتمل أن يكون هذا اكتشافًا ذات أهميّة كبيرة عندما يأتي الأمر لما نفهمه بشأن تطوّر بريطانيا القديمة ويوركشاير".
كما أضاف أنّ "تواجد مجتمعَين استخدما موقع الدّفن ذاته أمر غير معتاد للغاية، وسيُحدّد ما إذا تداخل استخدامهم لهذه المقبرة أم لا، مدى أهميّة الاكتشاف".
وستخضع البقايا للاختبارات والتحاليل، ومنها التأريخ بالكربون، لمساعدة الفريق على تحديد أُطُر زمنيّة دقيقة، ومعرفة تفاصيل الأنظمة الغذائيّة للأفراد، وأسلافهم.