دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توفيت ابنة عم إيلين موناغان، نورا، عام 2014. ولم تحزن بدورها على فقدان أحد أقربائها المحبوبين فحسب، إنما أيضًا لفقدانها رابطها الأخير بأيرلندا.
هاجرت جدة إيلين من قرية شالفي الصغيرة في دونيغال بأيرلندا، أواخر القرن التاسع عشر. نشأت إيلين في الولايات المتحدة، وكانت تعشق الاستماع لقصص جدتها عن أيرلندا، حتى أصبحت مفتونة بجذورها الأيرلندية.
واليوم، زارت إيلين وزوجها جيرارد المتقاعدان اللذان يعشقان السفر جميع قارات العالم السبع، مستكشفين حوالي 65 دولة.
لكن بالنسبة لإيلين، لن تتفوق أي دولة على أيرلندا.
ففي الرحلات الأيرلندية السابقة، دأبت إيلين وزوجها جيرارد على زيارة منزل جدتها القديم. ثم يزوران بعد ذلك قريبتهما نورا لتناول كوب من الشاي وتبادل الأخبار. تتذكر إيلين: "لطالما كانت ساحرة وممتعة ورائعة".
وعلمت إيلين بوفاة نورا عندما أُعيدت إليها بطاقة عيد الميلاد غير المفتوحة عبر المحيط الأطلسي، وكُتب على الظرف كلمة "متوفى".
في العام التالي، احتفلت إيلين بعيد ميلادها السبعين على متن سفينة الملكة إليزابيث السياحية.
وفي إحدى الأمسيات، فيما كانت تستعد لتناول العشاء في مقصورتها، وجيرارد في المصعد، يصعد من الطبقة السابعة إلى التاسعة، لفت انتباهه محادثة تجري بين زوجين، بدا وكأنهما أيرلنديان.
وعلّق: "لهجة جميلة.. من أين أنتما؟".
وقال الرجل: "من الشمال، مقاطعة ديري".
وأوضح جيرارد أنه قضى بعض الوقت في أيرلندا، قائلًا: "عائلة زوجتي من شالفي".
اندهش الرجل في المصعد. وقال: "كان لدي ابنة عم في شالفي، لكنها توفيت العام الماضي".
حدّق جيرارد بوجهه غير مصدقًا ما يسمع. فعدد سكان شالفي لا يتجاوز الـ15 شخصًا.
وسأله جيرارد: "نورا؟".
قال الرجل: "نورا".
وعرّف الزوجان الأيرلنديان عن أنفسهما، وهما بادي وهازل ماكيفوي.
واتضح أن إيلين وبادي تربطهما قربة بعيدة ولم يسبق أن التقيا سابقًا، لكنهم كانوا على وشك الالتقاء بشكل غير متوقع على متن سفينة سياحية في وسط المحيط.
تفاجأت إيلين بهذا الخبر، غير مصدقة ما حصل.
وتحوّل لمّ شمل الأسرة غير المتوقع إلى محادثة استمرت لساعات حول الأسرة والجنسية وغيرها.
وتستذكر هازل قائلة: "كنا نلتقي يوميًا خلال الرحلة البحرية.. احتسينا المشروبات قبل وبعد العشاء كل ليلة".
وعندما انتهت الرحلة البحرية، تبادل الأقارب أرقام الهواتف.
وفي وقت لاحق، اجتمعت الأسرتان معًا، مرة في منزل إيلين وجيرارد بكونيتيكت، ومرة أخرى في إيرلندا.
وهناك، قابلت إيلين أيضًا مجموعة كبيرة من أفراد الأسرة الأيرلندية الآخرين من طريق بادي.
وتقول اليوم إنه "أضاء مستقبلها" بفتح باب اعتقدت أنه أغلق إلى الأبد بعد وفاة نورا.