دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت الهند الآن موطنًا لأعلى جسر سكك حديدية في العالم.
ويقع جسر "تشيناب" فوق نهر "تشيناب" في منطقة جامو وكشمير المثيرة للجدل بالهند، على ارتفاع 359 مترًا، أي أعلى من برج إيفل بنحو 29 مترًا.
وبعد عقود من البناء، سيكون الجسر في شمال الهند متاحًا للزوار بحلول نهاية ديسمبر/ كانون الأول المقبل أو يناير/ كانون الثاني عام 2024، وفقًا لبيان صحفي صادر عن وزارة السكك الحديدية في مارس/ آذار.
ويأتي الجسر الذي يبلغ طوله 1315 مترًا، في إطار مشروع أوسع لجعل وادي كشمير متاحًا عبر شبكة السكك الحديدية الهندية.
وبالإضافة إلى جسر "تشيناب"، يشمل المشروع أطول نفق للنقل في البلاد، وأول جسر سلكي للسكك الحديدية في الهند.
وبالنسبة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي وصل إلى السلطة عام 2014 بوعود عن العظمة المستقبلية، يمكن اعتبار هذه الاستثمارات في البنية التحتية مثل جسر "تشيناب" ومشروع السكك الحديدية الأوسع، أداة قوية للتكامل الاجتماعي والتأثير السياسي، وربط المناطق المختلفة بالمدن الرئيسية.
وقال مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون: "ستعتبر نيودلهي الجسر، والاتصال الأكبر الذي من المفترض أن ينشئه، انتصارًا آخر كبيرًا لتنمية المنطقة".
ويقول الخبراء إن ربط كشمير بباقي الهند عبر السكك الحديدية سيعزز بشكل خاص القطاعين الصناعي والزراعي في المنطقة، من خلال توفير ربط سكك حديدية موسمي بين الوادي وباقي الهند.
سابقاً، كان الطريق البري الوحيد الذي يربط بين أجزاء كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية وبقية البلاد هي الطريق الوطني سريناغار-جامو، الذي يبلغ طوله 300 كيلومتر ويغلق خلال فترة من فصل الشتاء، وكذلك يشهد حوادث مركبات بشكل متكرر.
من جهته، قال أنيل كومار ميهندرو، نائب رئيس جمعية فاكهة كشمير الجديدة، لـCNN: "نواجه الكثير من المشاكل لدى عبور الطريق".
وتابع: "بمجرد أن نتصل ببقية الهند بواسطة القطار، سيشكل ذلك دفعة كبيرة لصناعة الفاكهة والزراعة على حد سواء".
من جانبه، صرح سوشانت سينغ، الباحث في مركز أبحاث السياسة في الهند، بأن الجسر له أيضًا آثار سياسية، حيث يُنظر إليه على أنه "وسيلة لدمج كشمير بالهند".
وبحسب سينغ، فإن "الأمل التاريخي" يكمن بأنّ ربط السكك الحديدية، بما في ذلك جسر تشيناب، سيجعل كشمير "تشعر بأنها جزء من الهند بشكل أكبر".
ومع ذلك، صرّح سينغ لـCNN أنه "ما زال يتعين معرفة" ما إذا كان ربط الجسر والسكك الحديدية يُنظر إليه على أنه إيجابي من قبل الكشميريين، خصوصًا أن "كشمير تعرّضت في السنوات الأخيرة لتدهور نتيجة السياسات التي اتخذها رئيس الوزراء مودي وحكومته، التي أدت حقًا إلى نفورهم".
وفي عام 2019، ألغت الهند حكماً دستورياً يمنح الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، الحكم الذاتي في سنّ قوانينها الخاصة.
وأصبحت المناطق الجنوبية والشرقية للمنطقة، المعروفة سابقًا باسم الولاية الهندية جامو وكشمير، اثنتين من الأقاليم الاتحادية المستقلة، وهي خظوة زعم مودي أنها ستعزّز الاستقرار وتحد من الفساد وتعزّز الاقتصاد.
وقال كوغلمان: "كانت رسالة نيودلهي، في أعقاب تلك الخطوة، أنّها ستستغل بدرجة أكبر سيطرتها على جامو وكشمير لجلب المزيد من الفوائد التنموية، وستستخدم الجسر كعنصر بارز ولافت للنظر بغية إثبات فعالية استراتيجيتها".