"مخيف جدًا".. باحثون يحددون الحجم الحقيقي لـ"وحش" بحري من العصر الجوراسي

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أدّى اكتشاف عيّنات أحفوريّة ضخمة بالصّدفة في درج متحف، إلى استنتاج باحثين أنّ زواحف بحريّة عملاقة تُدعى "بليوصور" جابت البحار قبل 152 مليون عام، وفقًا لدراسةٍ حديثة.

ورُغم كونها مُجزّأة، تُشير العيّنات من العصر الجوراسي المتأخّر إلى أنّ حجم الـ"بليوصور" كان أكبر من حوتٍ قاتل بمرّتين.

ويُقرّب هذا الاكتشاف مؤلّف الدّراسة الرّئيسي، ديفيد مارتيل، من حل هذا اللغز.

ففي عام 1999، اعتبر العديد من الباحثين أنّ ادعاءاته بشأن حجم "بليوصور" آخر في برنامج وثائقي تلفزيوني يُدعى "المشي مع الديناصورات" على قناة "بي بي سي" كانت غير دقيقة.

وبحسب بيانٍ صحفي حول الدّراسة الحاليّة نُشر في مجلة "Proceedings of the Geologists’ Association"10 بمايو/أيار، أظهرت إحدى الحلقات كائن "لوبليورودون" بطول 25 مترًا، وأثار ذلك "نقاشات محتدمة.. إذ اعتُقد أنّه تمت المبالغة جدًا بتقدير حجمه، وأنه يرجّح أن يبلغ طول الحيوان البالغ أكثر من 6 أمتار بقليل".

وقال مارتيل، الذي كان مستشارًا للحلقة، وهو يعمل حاليًا كأستاذ بكلية البيئة، والجغرافيا، وعلوم الأرض في جامعة "بورتسموث" بالمملكة المتحدة، إنّه استنتج حجم الكائن "بشكلٍ خاطئ للغاية".

وأفاد مارتيل في البيان: "اعتمدت في حساباتي على بعض الشّظايا التي أشارت إلى إمكانيّة نمو لوبليورودون إلى طول 25 مترًا، لكن كانت الأدلّة قليلة، وتسبّبت في الكثير من الجدل آنذاك".

كما أنه أضاف: "لدينا الآن بعض الأدلّة التي يمكن الاعتماد عليها بشكلٍ أكبر بعد اكتشاف 4 (فقرات) هائلة بالصدفة".

"حيوانات مخيفة جدًا"

"مخيفة جدًا".. باحثون يحددون الحجم الحقيقي لـ"وحش" بحري من العصر الجوراسي
عمل فني يتخيّل كيف كان سيبدو شكل "بليوصور" ضخم من العصر الجوراسي المتأخّر. Credit: Megan Jacobs/University of Portsmouth

وعثر مارتيل على إحدى تلك الفقرات أخيرًا داخل درجٍ للحفريّات في متحف "أبينجدون كاونتي هول" بإنجلترا، وعَلِم بعد ذلك بامتلاك المنسّق 3 فقرات أخرى في المخزن.

ونظرًا لحجم الفقرات، استنتج الباحثون أنّها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكائن الـ"بليوصور"، أو أنواع مماثلة لكن غير موصوفة بعد، بحسب الدّراسة.

وأظهر المسح الطبوغرافي أن طول هذا الحيوان الزاحف تراوح بين 9.8 أمتار و 14.4 مترًا (ما بين 32 و 47 قدمًا تقريبًا) ، كما كتب المؤلفون.

وكانت الـ"بليوصورات" عبارة عن "مجموعة من الزّواحف البحريّة الكبيرة الآكلة للحوم المتميّزة برؤوس ضخمة، وأعناق قصيرة، وأجسام انسيابيّة"، وفقًا لمنصّة "بريتانيكا".

وأوضح مارتيل: "نحن نعلم أن هذه البليوصورات كانت عبارة عن حيوانات مخيفة جدًا تسبح في البحار التي غطت أوكسفوردشاير قبل 145 إلى 152 مليون عام"، مضيفًا أنّها " تمتّعت بجمجمة ضخمة ذات أسنان بارزة كبيرة تشبه الخناجر. كبيرة، إن لم تكن أكبر من التيرانوصور، وبالتأكيد أكثر قوة منه".

القيود عند تخمين الحجم

ووصف فالنتين فيشر، الأستاذ في قسم الجيولوجيا بجامعة "لييج"، غير المشارك في الدّراسة، النّتائج بكونها "ضعيفة" لإمكانيّة اختلاف أطوال فقرات العنق التي حلّلها المؤلفون من الـ"بليوصورات".

ومع ذلك، يعتقد خبير آخر أن وضع التّقديرات ليس أمرًا سيئًا بالضّرورة.

وقال أندرو كاف، وهو عالم حفريّات مقيم في المملكة المتحدة غير مشارك في الدّراسة، لـCNN: "يعتمد القياس دومًا على أفضل تخمين لدينا باستخدام العيّنات التي نعرفها".

وأوضح كاف: "يبدو أنّ المؤلّف في هذه الدّراسة الحاليّة قام بعملٍ جيد عند مقارنة العيّنات، ومحاولة توسيع نطاق الأحافير الأكثر اكتمالاً بحيث تتلاءم الفقرات الموصوفة حديثًا معها".