دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عادةً ما تكون موانئ الرحلات البحرية بمثابة وجهات غير جذّابة، حيث توفر مرافق لصعود الركاب ونزولهم إلى أماكن أخرى أكثر جمالًا.
ولكن، يبدو الوضع مختلفًا في قطر.
وتم افتتاح محطة الرحلات البحرية الكبرى "Grand Cruise Terminal" بالعاصمة القطرية الدوحة في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2022، لاستقبال سفينة "MSC Europe"، وهي أكبر سفينة تُديرها شركة "MSC Cruises" على الإطلاق، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 6,774 راكبًا.
وسرعان ما أصبحت المحطة، التي كلّف بناؤها نصف مليار دولار، مصدر جذب سياحي عكسي، حيث يتدفق السكان المحليون لرؤيتها.
وقبل افتتاح المحطة، كانت السفن السياحية ترسو في ميناء حمد، على بعد حوالي 25 ميلاً جنوب الدوحة.
ورغم أن الميناء مفتوح أمام سفن الشحن الكبيرة نسبيًا، إلّا أن السفن السياحية كانت محدودة بحجم معين. وكانت السفينة "MSC Splendida"، التي تحمل 3,900 راكب، أكبر سفينة ترسو بميناء حمد في عام 2017.
ولا يُعتبر الميناء الجديد مناسبًا للركاب فحسب، وإنما قادرًا أيضًا على التعامل مع أكبر السفن العملاقة.
القديم يلتقي مع الجديد
وتقع المحطة الجديدة في نهاية المسار الذي يربط الكورنيش بميناء الرحلات البحرية.
ويتميز البناء، وهو يتكوّن من طابقين، بلون رملي.
وتتألف الواجهة، التي صممتها شركة الهندسة المعمارية "هاسيل استوديو"، من 1,154 قوسًا، في إشارة إلى المباني العربية التقليدية.
وقد تم تصميمه ليكون عمليًا وجذابًا، ما يُتيح مساحة كافية لاستيعاب سفينتين، تتسع كل منهما لـ6 آلاف راكب.
ويقول آشلي مونداي، رئيس ومدير قسم التصميم في شركة "هاسيل": "هذا مشروع مدني يجب أن يستجيب للعديد من الاحتياجات والمتطلبات المعقّدة في وقت واحد. ولكن، لا يزال لديه دور خارجي في مواجهة العالم والترحيب بالناس في مكان يتطور كوجهة".
اللون الأزرق
في الداخل، ينقسم البناء إلى محطتين منفصلتين، ترتبطان بحوض أسماك ضخم.
وينزل الركاب إلى منطقة مراقبة الجوازات عبر ممر داخل حوض الأسماك، حيث تُرحب بهم عيّنة ملونة من الحياة البحرية الإقليمية في الدوحة.
وتقول ليزا تشيل، مديرة العلاقات العامة والاتصالات في شركة "MSC Cruises" بأستراليا: "لقد أذهلني حوض الأسماك.. جعل المحطة تتمتع بطبيعة هادئة (مع وجود المياه) على جانبي السلالم المتحركة".
ونظرًا إلى منح التأشيرات قبل رسو كل سفينة، مع تأكيد جميع تفاصيل جوازات السفر قبل الوصول، فإن العملية تتم بسلاسة وسرعة. وهذا ما لاحظه كبير محرري الرحلات البحرية، آرون سوندرز، خلال رحلته في شهر مارس/ آذار.
وقال سوندرز: "كان الأمر أكثر من مفاجئ".
وتابع أنه "منظم جيدًا، ومصمم بشكل جيد، ولديه فريق من الموظفين اللطفاء الذين يقومون بتسجيل بيانات الوصول بسهولة وكفاءة.. إذا كان هناك خطأ، فيتمثل بأنني دخلت وخرجت منه بسرعة كبيرة لدرجة أنه لم يكن لدي الوقت الكافي لتسجيل مدى روعة البناء".
مباشرة إلى المدينة
وبعكس العديد من وجهات الرحلات البحرية الأخرى، فإن محطة الرحلات البحرية الجديدة في الدوحة ليست معزولة عن بقية المدينة، ولكنها تعتبر وجهة في حدّ ذاتها.
وعلى سبيل المثال، يقع حي المينا بجوار المحطة. ويحتضن مجموعة متنوعة من المقاهي والمطاعم والمحلات ذات ألوان الباستيل، التي ستُذكرك حتمًا باليونان.
وفي مكان قريب، ستجد حديقة "بوكس بارك"، حيث تضم حاويات شحن أُعيد تشكيلها بألوان نابضة بالحياة، فضلًا عن أكشاك الأطعمة في الشوارع.
ويمكنك أيضًا زيارة ساحة الأعلام، التي تقع على بعد 20 دقيقة سيرًا على الأقدام باتجاه وسط المدينة.
التطلع قدمًا
واستخدمت قطر الاهتمام الذي حظيت به من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كنقطة انطلاق لدفع طموحاتها السياحية إلى الأمام.
وقال كريغ أبشال، وهو متخصص الرحلات البحرية في جناح تسويق السياحة القطرية: "تُعد سياحة الرحلات البحرية ركيزة مهمة ستحقق قطر من خلالها استراتيجيتها السياحية الوطنية لتصبح الوجهة السياحية الأسرع نموًا في المنطقة بحلول عام 2030".
وتابع: "تشهد الصناعة توسعًا مستمرًا، مدعومًا بالتعاون الاستراتيجي مع كل من الجهات العامة والخاصة.. وتهدف السياحة القطرية إلى ترسيخ مكانة الدوحة كوجهة رائدة للرحلات البحرية في منطقة الخليج".