انتهى الحلم.. إلغاء أول رحلة بحرية لثلاث سنوات حول العالم.. ما السبب؟

سياحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  بعد آمال خوض تجربة العمر، أي قضاء ثلاث أعوام من السفر حول العالم  على متن سفينة سياحية، بتكلفة تنافس نفقات المعيشة العادية، انتهى الحلم بالنسبة للركاب الذين قاموا بحجز الرحلة البحرية الافتتاحية المقدمة من شركة الرحلات البحرية "Life at Sea" الممتدة لثلاث أعوام.

وبعد أسابيع من الصمت، اعترفت شركة الرحلات البحرية للركاب بأنه ليس لديها سفينة، وألغت موعد المغادرة، وتعهدت بإعادة الأموال لأولئك الذين حجزوا في رحلة بحرية تصل تكلفتها إلى مئات الآلاف من الدولارات.

كان من المقرّر أساسًا أن تغادر الرحلة البحرية مدينة إسطنبول في تركيا، في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، لكن قبل ذلك التاريخ بوقت قصير، تم تأجيل موعد المغادرة إلى 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، وتغيير موقع انطلاق الرحلة إلى أمستردام في هولندا، ثم تأجل الموعد مجددًا  إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.

لكن في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني، أي قبل أقل من أسبوعين على موعد المغادرة الثالث، أُبلغ الركاب بأن الرحلة البحرية قد ألغيت.

ولا يزال بعض الركاب الذين قاموا بحجز  111 كبينة على السفينة، في إسطنبول، بعدما شقوا طريقهم إلى هناك قبل تاريخ المغادرة الأصلي. في حين صرّح آخرون أن ليس لديهم مكان يعودون إليه، بعدما باعوا منازلهم أو قاموا بتأجيرها تحسّبا للرحلة حول العالم، فضلا عن التخلي عن ممتلكاتهم.

وقد أنفق معظمهم عشرات آلاف الدولارات على ما كان يفترض أن يكون تجربة العمر، والآن يواجهون الانتظار لأشهر عدة من أجل استعادة أموالهم بالحد الأدنى.

وتعهدت الشركة بأنها ستقوم بسداد مبلغ الحجوزات على أقساط شهرية بدءًا من منتصف ديسمبر/ كانون الأول وتنتهي في أواخر فبراير/ شباط، وعرضت أيضًا دفع تكاليف الإقامة حتى الأول من ديسمبر/ كانون الأول، وكذلك رحلات طيران العودة للوطن لأي شخص تقطعت به السبل الآن في إسطنبول. لكن البعض يقول إنه ليس لديهم منازل يعودون إليها.

وقال أحد الركاب، الذي رغب بعدم الكشف عن هويته حتى يحصل على أمواله الموعودة: "هناك الكثير من الأشخاص ليس لديهم مكان يعودون إليه، ويحتاج البعض إلى استرداد أموالهم حتى للتخطيط لمكان يذهبون إليه، الوضع غير جيد في الوقت الحالي".

وكانت شركة Life at Sea Cruises تخطط لشراء AIDAaura، وهي سفينة تقاعدت هذا الصيف من قبل AIDA Cruises، وهي شركة رحلات بحرية ألمانية تابعة لشركة Carnival Corp. وكان من المقرر إعادة تسمية السفينة باسم MV Lara، وكانت الشركة قد حدّدت في الأصل أن تتم عملية البيع بحلول نهاية سبتمبر/ أيلول، قبل العمل على السفينة في ألمانيا، ثم تجديدها قبل الإبحار إلى إسطنبول لبدء الرحلة البحرية.

لكن بعد ستة أسابيع من عدم اليقين، أخبرت خلالها شركة Life at Sea الضيوف مرارًا أن عملية البيع تستغرق وقتًا أطول مما كان مخططًا له، أعلنت شركة أخرى، Celestyal Cruises، أنها اشترت سفينة AIDAaura، بتاريخ 16 نوفمبر /تشرين الثاني.

وبعد يوم واحد، سجلّت كيندرا هولمز، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة Life at Sea، التي استقالت قبل أيام وقالت إنها لا تتحدث نيابة عن الشركة الأم "Miray Cruises"، مقطع فيديو مدته 15 دقيقة للركاب، تعترف بأن الرحلة لن تمضي قدما. 

ومن غير الواضح لماذا تم اختيار هولمز للإدلاء بالإعلان الذي قدمه أحد الركاب لـCNN. وقد رفضت هولمز التعليق لـCNN.

وبعد 48 ساعة من فيديو هولمز، تلقى الركاب رسالة من فيدات أوغورلو، مالك شركة Miray Cruises، التي تمتلك شركة "Life at Sea"، معلنا عن أسفه الكبير على المتاعب، مؤكدا أن الرحلة لن تغادر كما كان مخططًا لها، ومرد ذلك إلى أنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة السفينة.

وفي رسالته، ادعى أوغورلو أن "Miray ليست شركة كبيرة بحيث تتحمل دفع 40 إلى 50 مليونًا مقابل سفينة"، لكنها "عرضت المشروع على المستثمرين، وحصلت على موافقة رسمية من بعضهم لشراء السفينة".

وأوضح أوغورلو أنه رغم قيام الشركة بسداد الدفعة الأولى للسفينة، إلا أن المستثمرين "رفضوا تقديم المزيد من الدعم لنا بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط".

كما أخبر أوغورلو الركاب في ذلك اليوم أن الشركة حاولت بعد ذلك شراء سفينة أخرى وفشلت، وأنها تعمل على شراء سفينة ثالثة.

وكتب: "إذا لم نتمكن من الإبحار في الأول من ديسمبر/كانون الأول، فسوف نعرض عليكم الإبحار في تاريخ مغادرة آخر أو استرداد جميع المدفوعات خلال جدول زمني قصير. لقد بذلنا قصارى جهدنا لتحقيق أحلامكم وسنواصل القيام بذلك".

وأضاف أن الشركة يمكنها، من الناحية النظرية، إطلاق الرحلة البحرية على متن السفينة MV Gemini، وهي سفينة أصغر حجمًا خططت لها في الأصل للرحلة، قبل أن تقرر أن حجمها صغير للغاية.

وكتب: "لقد اخترنا عدم القيام بذلك لأننا وعدناكم بسفينة أكبر وأحدث".

مع ذلك تعد سفينة MV Gemini محط جدال، بعدما رفعت شركة Miray دعوى تشهير ضد المدير الإداري السابق لشركة Life at Sea Cruises، ميكائيل بيترسون، الذي كان واحدًا من موظفين عدةانفصلوا عن الفريق في مايو/ أيار الماضي. ,تنص الدعوى القضائية على أن بيترسون وصف السفينة بأنها "غير صالحة للإبحار" - وهو ادعاء نفته شركة Miray بشدة.

بعد يوم واحد فقط من بصيص الأمل الذي أظهره أوغورلو، أرسل موظف آخر لدى شركة Life at Sea، الرئيس التنفيذي للعمليات، إثيم بيرام، رسالة إلى الركاب لتأكيد إلغاء الرحلة البحرية، معطيًا إرشادات حول عملية استرداد الأموال، وكيف يمكن للركاب استرداد "الكبسولات" المليئة بأغراضهم، التي قاموا بشحنها مسبقًا قبل انطلاق الرحلة البحرية.

في الوقت ذاته، أضاف بيرام أوغلو، أن الشركة "تعتزم احترام التزاماتها".

وجاء في الرسالة: "رغم أننا جميعًا نشعر بخيبة الأمل والإحباط لأننا لم نبحر هذه المرة، فمن المهم بالنسبة لنا أن تشعروا بالإيجابية بشكل عام بشأن تجربتكم معنا. ولا يزال فيدات يأمل بأن يكون لدى Miray خيارًا يمكنكم التفكير فيه".

والتقى بيرام أوغلو بعد ذلك بالركاب الذين تقطعت بهم السبل في إسطنبول للمساعدة في التخطيط لعودتهم إلى وطنهم.