دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر مُودينا، وهي تقع في منطقة إميليا رومانيا الإيطالية، جزءًا لا يتجزأ من قصة مؤسس العلامة التجارية "فيراري".
وُلد إنزو فيراري في المدينة الصغيرة. وأنشأ ورشة عمل هناك، عندما بدأ بتصنيع سيارات خاصة به.
ومع حلول خمسينيات القرن الماضي، توّسعت "فيراري" في بلدة مارانيلو القريبة، لتُصبح بمثابة قوة لا يُستهان بها.
وتُعتبر مُودينا هي القلب النابض لرياضة المحركات الآلية الإيطالية، كما اعتبرتها شركة "مازيراتي" أيضًا موطنًا لها.
لكن بينما تتجول سياراته في جميع أنحاء إيطاليا والعالم، ترّدد إنزو في الابتعاد عن بلدة مُودينا.
وكان من الصواب أن يُصوّر المخرج الأمريكي، مايكل مان، فيلم "فيراري"، هناك.
ويتمتع مان، البالغ من العمر 80 عامًا، بعلاقة عميقة مع فيراري.
وكان المخرج الأمريكي يُفكّر في إنتاج فيلم عن مؤسس الشركة لسنوات عديدة. وقد وصف بييرو فيراري، نائب رئيس الشركة الحالي، بأنه صديق منذ عقود.
واستمر تصوير الفيلم في مُودينا لفترة 6 أشهر خلال عام 2022.
وقال مان لـCNN: "إنها مدينة صغيرة جدًا، لذلك أصبحنا مشهورين".
وأوضح مان أن مُودينا، مثل العديد من الأماكن في إميليا رومانيا، لم تُغيّر مظهرها كثيراً منذ عام 1957.
ولا تزال كاتدرائية المدينة شامخة، وقصر الدوق الباروكي يلوح في الأفق، ولا تزال الكثير من الشوارع مغطاة بالحصى.
والأهم من هذا كلّه أن مُودينا لا تزال مليئة بالأشخاص الذين يعملون لدى فيراري ويحبونه.
وقال مان إن شركة الإنتاج استعانت بكبار الميكانيكيين السابقين في "فيراري" للفورمولا 1، بأجزاء صغيرة في الفيلم.
ويظهر أيضًا صالون الحلاقة الذي كان إنزو يزوره بشكل يومي.
وكان العمل الفني من بطولة الممثلين آدم درايفر وبينيلوبي كروز.
وتلعب كروز دور لورا، وهي زوجة فيراري والشريك المتساوي في الشركة.
وبعد فقدان ابنهما دينو نتيجة إصابته بالحثل العضلي، علمت لورا بخيانة زوجها، حيث سعت إلى الاستفادة من أصولها بينما كانت الشركة مهددة بالإفلاس.
وقالت كروز: "لم يتحدث أحد عن الألم الذي عانت منه هذه المرأة، حيث فقدت طفلاً بسبب المرض عندما كان في العشرين من عمره".
ويخوض فيلم "فيراري" أيضًا في علاقة لورا وإنزو المعقدة والدائمة في نهاية المطاف.
وأوضح المخرج أنه وكروز التقيا بطبيب لورا، الذي أظهر لهما رسائل حب لم يسبق لها مثيل، كان إنزو يكتبها إلى زوجته المنفصلة عنه قبل عامين من وفاتها في عام 1978.
وبعد وفاتها، أعطى إنزو اسمه لابنه بييرو، الذي أنجبه من لينا لاردي، ولعبت دورها الممثلة شايلين وودلي.
التقت وودلي ببيرو، وهو اليوم في أواخر السبعينيات من عمره، لمناقشة مسألة والدته.
وقالت: "الشيء الأكثر تأثيرًا بالنسبة لي لم يكن القصص التي شاركها أو شهادته لها، بل الطريقة التي بكى بها".
وأضافت: "كانت تحميه بشدة، وكانت قادرة على إبقائه هادئًا، رغم الفوضى التي كانت يمكن أن تكون عليها طفولته.. كان أمرًا رائعًا".
ويقول مان إن بحثه تعمّق كثيرًا لدرجة أنه تعلّم من ابنة أخت لاردي كيف تُحضّر عمتها الطعام، وطلب من وودلي أن تُقلّدها أمام الكاميرا.
ولطالما كانت مُودينا بمثابلة مصدر إلهام لإنزو، كما ثبت ذلك بالنسبة للمخرج.
وقال مان: "هناك أشعار كأنها كُتبت في مياه الشرب.. لا أستطيع حقًا أن أشرح ذلك".