دوزداغ: منتجع صحي يختبئ في أعماق منجم للملح بطرف آسيا

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
بحيرة غارانوهور في أذربيجان

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتّع ناختشيفان، وهي منطقة تبعد حوالي 420 كيلومترًا غرب العاصمة الأذربيجانية باكو، بقائمة طويلة من المعالم التاريخية التي تشمل الأبراج، والقلاع، والمقابر، وحتى الكهوف.

ولكن يُعتبر منجم "دوزداغ" للملح، أو "جبل الملح"، وهو أكبر منشأة للسياحة الطبية في المنطقة، وجهة جاذبة بشكلٍ خاص.

دوزداغ: يختبئ هذا المنتجع الصحي في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
تخبئ هذه الجبال منتجعًا صحيًا. Credit: Camilla Rzayeva

تقع هذه الوجهة على عمق 110 أمتار تحت سطح الأرض، وتوفر علاجًا تكميليًا بديلاً لأمراض الجهاز التنفسي في الغرف التي تم تجويفها لأول مرة منذ 5 آلاف عام تقريبًا.

ملاذ جبلي

دوزداغ: يختبئ هذا المنتجع الصحي في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
تأسّس مركز "دوزداغ" للعلاج الطبيعي في عام 1979. Credit: Camilla Rzayeva

تقع هذه الكهوف في الجبال وعلى ارتفاع 1،173 مترًا.

تأسس مركز العلاج الطبيعي (Physiotherapy Center) الحديث في عام 1979 بموقع مناجم ملح اكتشفها علماء آثار خلال فترة السبعينيات.

ويُعتقد أنّ الملح استُخرِج هنا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، مع تصديره إلى الشرق الأوسط.

دوزداغ: يختبئ هذا المنتجع الصحي في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
تنص أسطورة أنّ طفلاً من المنطقة نقش هذه الصور داخل كهوف الملح. Credit: Camilla Rzayeva

ليس من الواضح بالتحديد كيف أصبحت الكهوف مشهورة بخصائصها العلاجية، إذ تُقدِّم العديد من القصص تفسيرات مختلفة.

وتنص إحدى الأساطير مثلاً أنّ الكهوف حظيت باحترام السكان المحليين، الذين يعتبرون ملح "دوزداغ" مقدسًا، بسبب قوته العلاجية منذ فترة طويل.

وخلال أعمال التنقيب في القرن الـ20، قيل إنّ علماء الآثار تحسنوا بعد المعاناة من التهاب الشعب الهوائية والربو.

العلاج بالملح

دوزداغ: يختبئ هذا المنتجع الصحي في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
ليس العلاج بالملح أمراً جديدًا. Credit: Camilla Rzayeva

ليست العلاجات المُعتمِدة على الملح أمراً جديدًا.

في منتصف القرن الـ19 في بولندا، لاحظ طبيب في منجم للملح، ويُدعى فيليكس بوكزكوفسكي، أنّ عمال المناجم نادرًا ما عانوا من أمراض الجهاز التنفسي.

ويُعتبر بوكزكوفسكي مؤسس ما أصبح يُعرف فيما بعد باسم "halotherapy"، أي تنفس الهواء المحمّل بجزيئات ملح صغيرة بهدف تحسين التنفس.

دوزداغ: يختبئ هذا المنتجع الصحي في أعماق منجم للملح بطرف آسيا
يُعتقد أنّ الملح استُخرِج هنا منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد. Credit: Camilla Rzayeva

وارتفعت شعبية هذا العلاج في الأعوام الأخيرة، رُغم أنّ المجتمع العلمي غير مقتنع بالإجماع في فوائده.

ولاحظ الخبراء أنّ الملح في الهواء قد يساهم في تخفيف مستوى المخاط في ممرات التنفس، وسحب الرطوبة، كما تكون البيئات المالحة خالية من مسببات الحساسية عادةً.

ولكن لعدم وجود نتائج قائمة على الأدلة لدعم إنشاء إرشادات طبية، تنصح جمعية الرئة الأمريكية باستشارة الطبيب دائمًا قبل الخضوع لهذا العلاج.

لمعان ملحي

أما ما يميز مجمع "دوزداغ" فهو موقعه الأفقي الذي يسمح للمرضى بالتكيف تدريجيًا مع ظروف الكهف أثناء سيرهم نحو غرفهم الواقعة على بُعد 300 متر تقريبًا من المدخل الرئيسي.

ويصل الطريق المتعرج المؤدي أولاً إلى المبنى الخشبي الأنيق المكوّن من طابقٍ واحد إلى مركز العلاج الطبيعي، والذي يتناقض مع الجدران البراقة الغامضة داخل النفق.

وما يمكن ملاحظته على الفور، حتّى قبل دخول الكهوف، هو رائحة ملح "دوزداغ" المميزة للغاية، والتي تختلف بشكلٍ ملحوظ عن النسيم المالح الخفيف المنقول من بحر قزوين القريب.

وتبلغ سماكة طبقات الملح المتلألئة للجدران 8.2 متر، ولن تشعر بأنّ النفق الفسيح ضيق قط، إذ يتضمن مقاعد على جانبيه، ومنطقة استراحة، تتضمن شاشة تلفزيون وطاولات.

وعند فحص الصخور الزهرية بالقرب من الجدران، ستلاحظ أنّها مصنوعة من الملح أيضًا.