دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتوافد السيّاح بانتظام إلى إيطاليا للاستمتاع بشواطئها وجزرها، ومدنها التاريخية، وبالطبع تذوّق المطبخ الإيطالي الشهير.
لكن عدد السيّاح تَزايد جدًا في الآونة الأخيرة، ما أدى إلى إرهاق بعض الوجهات. ورغم ذلك، ما زال هناك أماكن هادئة يمكن زيارتها، تتميز بمناظر طبيعية خلابة إلى قيمتها الأثرية: البحيرات.
ولا تشمل هذه الأخيرة بحيرة غاردا، ذلك المسطح المائي الضخم الذي يقع قبالة جبال الألب المزدحم بالمدن المنتجعية، أو بحيرة كومو المفضلة لدى المشاهير.
تاليًا، ستتعرف على بعض هذه البحيرات:
بحيرة تورانو
تُعد واحدة من أفضل أسرار لاتسيو، المنطقة المحيطة بروما. ليس لدى زوار روما الذين يعانون من حرارة الصيف الناري اللاهب فيها، أدنى فكرة عن وجود مكان ساحر قريب منها يتمتّع بالمناظر الجميلة، والتاريخ، والطعام، ونسيم الهواء النقي المحبّب، بعيدًا عن الضوضاء والفوضى.
أمر بينيتو موسوليني، دكتاتور إيطاليا السابق، ببناء هذه البحيرة الاصطناعية في ثلاثينيات القرن العشرين لتزويد محطات الطاقة القريبة بالمياه، كان آخر ما توقعه أن تتحوّل إلى ملاذ للتخلّص من السموم في عطلة نهاية الأسبوع، للأشخاص الذين يتوقون إلى المساحات المفتوحة.
تقع في الريف البري شمال روما، وتحيط بها التلال. كانت في السابق موطنًا لقبيلة فاليسكي القديمة، قبل أن يبيدهم الرومان القدماء.
ترحب الأبقار والأغنام التي تتجول بحرية بالزوار على طول طريق يمر عبر غابة عميقة تؤدي إلى البحيرة. بمجرد الخروج من الغابة، يجبر مشهد البحيرة الساحر السائقين على التوقف عند بلفيدير (مشهدية خلابة) مع مقاعد للاستمتاع بالمنظر.
تزخر البحيرة بسمك الشبوط العملاق الذي يجذب الصيادين من جميع أنحاء إيطاليا للمشاركة في مسابقات الصيد.
تطل مدينتان خلابتان مساكنهما حجرية وشرفاتها بانوراميةعلى بحيرة تورانو، تقع قلعة كاستل دي تورا التي تعود للقرون الوسطى على قمة منحدر، ومدينة كولي دي تورا الأقدم على الشاطئ مباشرة. هناك أيضًا شبه جزيرة طويلة تبرز في البحيرة ويعلوها دير قديم.
بحيرة سكانّو
تُلقّب بحيرة سكانّو، بـ"لؤلؤة" منطقة أبروتسو شرق إيطاليا، وهي جميلة بقدر ما هي غامضة.
على مر السنين، تم نسج الحكايات والأساطير حول هذه البحيرة الخضراء العميقة على شكل قلب، التي لا تزال قائمة حتى اليوم، وتجذب العلماء والمحققين لفك ألغاز الأحداث الغريبة التي حيّرت السكان المحليين لفترة طويلة.
ويقال إنّ هذه البحيرة الطبيعية التي تحيط بها سلسلة جبال الأبينيني، والتي سميت على اسم القرية المطلة عليها، تتمتع بقوى سحرية.
يعتقد السكان المحليون أن البحيرة حية، وقد أبلغ البعض سابقًا عن ظواهر غير عادية مثل تحطم المصابيح الكهربائية، وانفجار شاشات التلفزيون، وتراقص مصابيح السقف كما لو أن زلزالًا صغيرًا قد وقع للتو.
كما أنهم يروون قصصًا عن أحداث أخرى لا يمكن تفسيرها، مثل انخفاض مفاجئ في مستوى المياه، واضطراب بوصلات الغواصين، وأسماك ميتة، وحتى أسلحة الحرب العالمية الثانية المفقودة منذ فترة طويلة تطفو على السطح. يُقال إن هناك جسمًا غامضًا مجهول الهوية مدفونًا في قاع البحيرة.
إن الأجواء غير المألوفة لبحيرة سكانو تكاد تكون واضحة. في أيام الصيف المفعمة بالحيوية، يخيم الشعور بالغموض في الهواء الدافئ.
ورغم لونها الأخضر الناتج عن وجود طحالب غير ضارة في الماء، إلا أنه يُسمح بالاستحمام فيها وركوب الأمواج شراعيًا. البحيرة أيضًا جاهزة للاستكشاف، مع مسار "طريق القلب" الذي يدور حول ضفافها ويمر بكنيسة يقال إنها موقع المعجزات ومحبسة قديمة.
يوجد على طول ضفافها، شاطئ للاستجمام صيفًا، ومسارات للدراجات الجبلية، ويمكن استئجار عربات الريكاشة وقوارب التجديف والزوارق. وتشمل المرافق الأخرى ملعبًا للأطفال ومنطقة لوقوف السيارات للمخيمين.
بحيرة إيسيو
تبعد هذه البقعة الخلابة بضعة أميال فقط عن ميلانو، وتكونت من المياه الجليدية النقية الذائبة في جبال الألب، وهي أيضًا مصدرًا للنبيذ الفوار الرائع المصنوع من العنب المزروع على ضفتيه.
في البحيرة ثلاث جزر. اثنان صغيرتا الحجم وهما ملكية خاصة، فيما الأكبر، مونتيسولا، عبارة عن جبل ضخم يخرج من المياه الزرقاء العميقة، ويعتبر جنة لمحبي الطبيعة.
هنا، يمكن للزوار استئجار الزوارق أو قوارب الصيد للقيام بجولة خاصة في البحيرة. ومن عوامل الجذب الأخرى على الشاطئ، المساكن ذات الألوان الزاهية المبنية للصيادين، المشيّدة على ركائز متينة فوق حافة المياه، وبينها مطعم لوكاندا آل لاغو، المعروف بأطباق السمك والسردين المعلّق على الرصيف حتى يجف. فندق Sensole هو قصر باروكي مطل على البحيرة ويحتوي على مطعم صغير للذواقة.
بحيرة نيمي
هذه البحيرة الصغيرة الواقعة خارج الضواحي الجنوبية الغربية لروما مباشرة، هي المكان الذي يقصده السكان المحليون لتناول وجبات غداء يوم الأحد مع شطائر لحم الخنزير البورشيتا التقليدية، واحتساء النبيذ الأحمر المسكر.
إنهم يسيرون على خطى أسلافهم القدماء. في أيام الإمبراطورية الرومانية، كان أعضاء مجلس الشيوخ والعائلات الثرية يأتون إلى هنا للاسترخاء في منتجعات فخمة حول شواطئ نيمي، حيث تنمو الفراولة النضرة وسط الأطلال الأثرية والغابات الكثيفة.
تقع البحيرة بين تلال كولي ألباني على تخوم روما، وهي من أصل بركاني وتقع في حفرة مندثرة. يمكن الوصول إليها سيرًا على الأقدام عبر طريق قديم ينحدر من قرية تقع على المنحدرات المطلة عليها وتحمل اسم البحيرة.
بحيرة أورتا
أورتا هي واحدة من الجواهر السرية لمنطقة بيمونتي الإيطالية التي عادة ما يتم تجاهلها من قبل الزوار الذين يتدفقون إلى بحيرة لاغو ماجوري القريبة، والأكثر جذبًا للسياح.
نشأت إثر ذوبان نهر جليدي في جبال الألب، وهي منطقة شاعرية هادئة تضم قرى خلابة، وكنائس صغيرة، وأبراج تعود للقرون الوسطى على طول ضفافها. في وسط أورتا، ترتفع جزيرة دير سان جوليو من الماء.
إلى جانب عدد لا يحصى من مسارات ركوب الدراجات وركوب الخيل، يمكن التزلّج على الماء، وحتى الغوص في المياه الشفافة التي تقع قبالة شواطئها المرصوفة بالحصى.
بحيرة تراسيمينو
تقع هذه البحيرة الضحلة التي تشكلت منذ آلاف السنين بسبب الحركات التكتونية لقشرة الأرض في جزء أقل جذبًا للسياح من أومبريا، حيث يمتلك السكان المحليون فقط منازل لقضاء العطلات ولا تبيع المتاجر في قرية كاستيليوني المشرفة عليها الهدايا التذكارية المعتادة.
تنتشر على ضفاف تراسيمينو قرى صغيرة تعود للقرون الوسطى، وجسور خشبية تعبر فوق المياه التي تعتبر رائعة لمشاهدة الطيور واحتساء مشروبات عند غروب الشمس.
تقوم الشواطئ هنا بتأجير معدات ركوب الأمواج شراعيًا والطائرات الورقية.