دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون تجربة السفر الجوي بحد ذاتها مرهقة، لكن خوض رحلة جوية طويلة المدى قد يكون مرهقا بشكل خاص.
فهل ينبغي إعطاء الأولوية للنوم أم لتناول الطعام أم لكليهما؟ وهل يجب أن تغادر مقعدك وتتحرك في الممر كل فترة؟ وهل من المقبول على الإطلاق خلع حذائك؟
ويجيب على هذه الأسئلة كريس ميجور، وهو مضيف طيران بريطاني يتمتع بخبرة 25 عامًا.
وقد قام ميجور بالضيافة على متن رحلات قصيرة المدى، وقضى 14 ساعة في السماء. وقد تحمّل رحلات مع عدد لا يحسد عليه من التوقفات، وقد أصبح خبيرًا في أخذ قيلولة لاستعادة نشاطه على ارتفاع 30 ألف قدم.
وبينما يستعد الكثيرون منا للرحلات الطويلة خلال فصل الصيف، يكشف ميجور لـ CNN عن نصائحه وحيله حول البقاء لعدة ساعات في السماء.
هل يجب تناول الطعام قبل أو خلال رحلة طويلة؟
إذا كنت ستسافر في رحلة طوال الليل وترغب في الحصول على أقصى قدر من النوم على متن الطائرة، يقترح ميجور تناول الطعام قبل الصعود إلى الطائرة.
ويعد ذلك مهمًا بشكل خاص إذا كانت الرحلة على الطرف الأقصر من نطاق المسافات الطويلة، وعلى سبيل المثال، إذا كنت مسافرًا من نيويورك إلى لندن، فإنك في أحسن الأحوال تتطلع إلى حوالي 5 أو 6 ساعات من النوم، لذلك تريد تحقيق أقصى استفادة من وقت الراحة هذا.
ويشير ميجور إلى أن معظم المسافرين من رجال الأعمال يغمضون أعينهم بمجرد صعودهم على متن الطائرة.
ومع ذلك، يعترف ميجور بأن تناول الطعام قبل السفر على الطائرة ليس أمراً ممكناً دائماً، نظرا لطوابير التفتيش الأمني الطويلة وصالات الركاب المزدحمة.
وإذا كنت مسافرًا على درجة رجال الأعمال أو الدرجة الأولى، فقد تميل أيضًا إلى تحقيق أقصى استفادة من الطعام والشراب المقدّم على متن الطائرة، إذ من الصعب تفويت الشمبانيا المجانية، حسبما ذكره ميجور.
ولكن من الناحية الواقعية، قد يستغرق تقديم خدمة الطعام والشراب في المقصورة مدة ساعتين، لذا فإنك تخسر وقتًا ثمينًا للراحة.
ومن المفترض أن تمنحك تذكرة درجة رجال الأعمال إمكانية الوصول إلى استراحة المطار، لذا استخدم الحد الأقصى من هذه المرافق بدلاً من ذلك، واصعد على متن الطائرة وأنت تشعر بالشبع ومستعد للراحة.
متى يتوجب عليك تناول الطعام على متن الطائرة؟
إذا كنت تسافر لمسافات طويلة، فمن المحتمل أن تقدّم إليك أكثر من وجبة خلال الرحلة.
ولكن هل يجب أن تتناول الطعام كلما قدّم إليك؟ أم يجب عليك رفض وجبات الطعام إذا لم تكن تشعر بالجوع أو تحاول النوم؟
ويشير ميجور إلى أن الركاب يجب أن يفعلوا كل ما هو مناسب لجدول سفرهم. وإذا كنت تشعر بالإرهاق، فمن الأفضل أن تنام بدلاً من إجبار نفسك على تناول وجبة متأخرة الساعة الثالثة صباحًا، على السبيل المثال.
هل يجب عليك إحضار وسادة السفر الخاصة بك أم الاعتماد على ما تقدّمه شركات الطيران؟
عادةً ما توفر شركات الطيران وسائد للمسافرين على رحلات المسافات الطويلة، بغض النظر عن درجة سفر الرحلة، لكن ميجور يشير إلى أن إحضار قناع النوم و/أو وسادة السفر و/أو البطانية الخاصة بك قد يكون فكرة جيدة اعتمادًا على تفضيلاتك.
وتعتبر أقنعة النوم مفيدة للغاية إذا كنت تحاول النوم وأضواء المقصورة مضاءة، بينما قد تفضّل وسادة السفر الخاصة بك على وسادة السفر الخاصة بشركة الطيران.
إضافة إلى ذلك، رغم أن هذا يعد أمرا نادر الحدوث، إلا أن هناك دائمًا احتمال عدم توفّر الوسائد، وهو أمر قد يمثل مشكلة كبيرة على رحلة تستغرق مدتها 14 ساعة.
ويقول ميجور: "قد يحدث ذلك، لذلك أود أن أقول، اهتم براحتك واحتياجاتك الخاصة بقدر ما تستطيع".
ماذا لو كنت لا تستطيع النوم؟
يجد معظمنا صعوبة في النوم على متن الطائرات، سواء بسبب الضوضاء غير المألوفة، أو المقاعد غير المريحة، أو المساحة الضيّقة للأرجل والوضعية المستقيمة.
إذا، هل يجب عليك المثابرة والاستمرار في المحاولة، أم الاستسلام ومشاهدة فيلم مثلا؟
ويوضح ميجور أنه لا فائدة من محاولة إجبار نفسك على النوم، خاصة إذا كانت ساعة جسمك البيولوجية تعتقد أن هذا منتصف النهار وأنك ببساطة لست متعبًا.
لكنه يحذّر من أنه من المهم أن تضع في اعتبارك ما ستفعله عند الوصول إلى وجهتك. إذا كنت ستقود السيارة، على سبيل المثال، أو ستذهب مباشرة إلى اجتماع، فيجب عليك أن تحاول أخذ قسط من الراحة قدر الإمكان.
كيف تبدو مناطق استراحة طاقم الضيافة على رحلة الطيران؟
تتوفر مناطق استراحة طاقم الضيافة على جميع الطائرات، ولكن الشكل الذي تبدو عليه مناطق الراحة هذه يعتمد على شركة الطيران والطائرة وطول مدة الرحلة.
ويجب على الطاقم الضيافة البقاء متيقّظين طوال الرحلة، لذلك يتبادلون الأدوار لأخذ قسط من الراحة، أو القيلولة، لاستعادة نشاطهم .
ويوضح ميجور أنه يجد النوم في مناطق استراحة الطاقم أمرًا سهلاً للغاية، لكنه يعرف مضيفين ومضيفات يجدون صعوبة في النوم على أسرّة يلقبها ميجور بـ"التوابيت".
ويقول ميجور: "هناك بعض أفراد الطاقم الذين يعانون حقًا مع هذه الأسرّة، فهي ليست مريحة".
ويشرح ميجور أن النوم على هذه الأسرة يتطلب أن تدفع نفسك إلى الداخل، إذا أنها طويلة وضيقة نظرا لضيق المساحة المتوفرة، مضيفا أن منطقة الاستراحة الخاصة بطاقم الضيافة تعد أشبه بعنابر النوم على متن الغواصات.
هل يجب أن نتحرّك خلال رحلة الطيران الطويلة؟
يعد الجلوس لفترات طويلة متواصلة بالوضعية ذاتها أمر غير مريح، ولكن في الوقت ذاته ليس من السهل دائمًا النهوض من مقعدك بسبب إشارة إبقاء حزام الأمان، أو الرغبة في عدم إزعاج جارك في المقعد.
ويؤكد ميجور على أنه حتى مجرد تحريك أصابع قدميك أثناء الجلوس في مقعدك أمر مهم، ويقول:"تحرّك في مقعدك، وحرك ساقيك، وقم بتحريك الأجزاء التي تشعر بأنها متعبة بشكل طبيعي.
ما رأيك في خلع بعض الركاب لأحذيتهم؟
بالنسبة للعديد من الركاب، يعد هذا سؤالًا مثيرًا للجدل بسبب المخاوف بشأن رائحة الأقدام الكريهة. لكن ميجور يشجّع أي شخص في رحلة طويلة المدى على خلع حذائه من أجل الراحة، ولتعزيز الدورة الدموية.
ويقول ميجور: "يأمل المرء أن تكون لديك الآداب العامة للاستحمام وارتداء جوارب نظيفة قبل ركوب الطائرة. هذه هي المشكلة الوحيدة، إذا كانت رائحة قدميك كريهة".
ويضيف ميجور أنه من باب الذوق، إذا كنت تعتقد أن هناك احتمالية لوجود رائحة للقدمين، أن "تذهب إلى الحمام وتفعل شيئًا حيال ذلك".
ويشير إلى أنه بالنسبة لطاقم الضيافة، فإنهم يفعلون ذلك أيضا، مضيفا أن خلع الحذاء يعد إجراء صحيحا ينبغي عليك فعله إذا كنت مسافرًا في رحلة طويلة المدى.