الكشف عن مفهوم طائرة كهربائية بالكامل قادرة على تقليل الانبعاثات بنسبة 90%

سياحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تكافح صناعة الطيران التجاري للحد من تأثيرها المناخي، وهي حاليًا بعيدة عن المسار الصحيح لتحقيق هدفها المتمثّل في خفض الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. 

كما أن وقود الطيران المستدام لا يتم إنتاجه بالسرعة الكافية، ويبدو أن هناك بدائل قليلة في الأفق للمحركات النفاثة والمحركات التوربينية المتعطّشة للوقود.

ومع ذلك، فإن شركة "Elysian" الهولندية الناشئة تتحدى هذا الافتراض من خلال خططها لصنع طائرة إقليمية كهربائية بالكامل، يصل مداها إلى 805 كيلومتر وتتسع لـ 90 راكبًا، وقادرة على تقليل الانبعاثات بنسبة 90%، وتطمح إلى الطيران بشكل تجاري في غضون عقد من الزمن.

وقال رينارد دي فريس، وهو مدير التصميم والهندسة لدى شركة "Elysian" إن "العديد من الخبراء يقولون إننا بحاجة إلى تكنولوجيا بطاريات تتجاوز [أي شيء سيكون متاحًا حتى] عام 2050 للحصول على نطاق معقول، وقدرة حمولة صافية".

وأضاف: "لكن السؤال الذي طرحناه على أنفسنا هو كيف يمكن الحصول على أقصى مدى لتكنولوجيا البطاريات المتوفرة لدينا بالفعل؟ يمكن الطيران لمسافة أبعد بكثير بالطائرات الكهربائية التي تعمل بالبطارية مما تدعي غالبية الدراسات، فقط إذا قمت بالاختيارات الصحيحة".

تصميم غير تقليدي

طائرة كهربائية
صورة توضيحية لطائرة Elysian الإقليمية الكهربائية.Credit: Elysian

حاليا، تُوجد الطائرة التي تُسمى E9X فقط على الورق، وتخطط "Elysian" لبناء نموذج مصغر في غضون عامين إلى ثلاثة أعوام، ونموذج أولي واسع النطاق بحلول عام 2030.

ومع ذلك، فإن ميزات تصميمها الرئيسي معروفة بالفعل، وهي مثيرة للدهشة إلى حد ما.

وأشار دي فريس إلى أنه "لا ينبغي الافتراض أن الطائرة الكهربائية ستبدو مثل الطائرات (الأكثر نجاحًا) اليوم"، مضيفًا أن هناك مفهومًا خاطئًا شائعًا يتمثل في أن الطائرات الكهربائية يجب أن تكون في الأساس نسخًا تعمل بالكهرباء من أخف المحركات المروحة التوربينية.

وأوضح أن ذلك من شأنه أن يجعل النطاق محدودًا للغاية، لافتًا إلى أنه "ما عليك فعله حقًا يتمثل بتصميمها من الصفر".

وستحتوي طائرة E9X على 8 محركات مروحية ويبلغ طول جناحيها حوالي 42 مترًا، أكبر من طائرة بوينغ 737 أو إيرباص A320، رغم أن النموذجين يمكنهما حمل أكثر من ضعف الركاب، إضافة إلى جسم الطائرة الأكثر نحافة، والذي قال دي فريس إنه يحسن الخصائص الهيكلية والديناميكية الهوائية.

ويُعد هذا التصميم نتيجة التعاون مع جامعة دلفت للتكنولوجيا، وهي أقدم وأكبر جامعة تقنية في هولندا، وقد شرحت مبادئ التصميم في ورقة علمية بعنوان "منظور جديد حول الطيران بالبطارية الكهربائية"، وكان من بين مؤلفيها دي فريس وروب ووليسوينكل، وهو المؤسس المشارك لشركة "Elysian".

ويتمثل أحد المبادئ الأساسية في وضع البطاريات داخل الأجنحة بدلاً من جسم الطائرة، حيث أشار دي فريس إلى أن "هذا اختيار تصميمي بالغ الأهمية"، مضيفًا أن "البطاريات تمثل جزءًا كبيرًا من وزن الطائرة، وما تريد فعله بالوزن هو وضعه في المكان الذي يتم فيه توليد حركة الصعود".

وستكون تكنولوجيا البطاريات مشابهة لما هو متاح اليوم، بالإضافة إلى أي تطورات سيتم إحرازها خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.

جاهزة في 45 دقيقة

ومن بين عناصر التصميم المعروفة الأخرى وضع عدّة الهبوط في الأجنحة بدلاً من جسم الطائرة، وأطراف الأجنحة التي يمكن طيها لتوفير المساحة، و"نظام الطاقة الاحتياطية" القائم على توربينات الغاز الذي يمكنه توفير الطاقة في حالات الطوارئ.

ويتوقع دي فريس أن يكون التأثير المناخي للطائرة أقل بنسبة تتراوح بين 75 و90% مقارنة بالطائرات النفاثة ضيقة البدن المتاحة اليوم، حتى عند الأخذ في الاعتبار إنتاج البطاريات والكهرباء المستخدمة لإعادة شحنها.

وسيجري تصميم الطراز E9X ليناسب البنية التحتية الحالية للمطارات، من دون الحاجة إلى أي تعديل أو ترقية.

ومع ذلك، قد يمثل الوقت المستغرق تحديًا بسبب الحاجة إلى شحن البطاريات، الأمر الذي يستغرق وقتًا أطول من ملء الخزان بالوقود.

وقال دي فريس: "هدفنا الآن هو جعل الحد الأقصى لوقت الشحن 45 دقيقة، وهو ما يعني فترة زمنية أطول قليلاً مما اعتادت عليه بعض شركات الطيران، وخاصة شركات الطيران منخفضة التكلفة.. ولكن في المتوسط، ستكون المدة حوالي نصف ساعة".

وأضاف أن هناك مناقشات جارية مع شركات الطيران حول العالم، ومن المرجح أن تجذب الطائرة اهتمام شركات الطيران الإقليمية.

ويمكن أن يفيد ذلك أيضًا المطارات العسكرية الثانوية التي تعاني حاليًا من نقص الخدمات بسبب قيود الضوضاء أو الانبعاثات، أو لأنه ليس من الاقتصادي أن تخدمها شركات الطيران.

أخيرًا، من وجهة نظر الركاب، يُعتقد أن طراز E9X سيوفر تجربة طيران أكثر هدوءًا ومتعة، ويهدف إلى حل إحدى المشكلات الأكثر إلحاحًا في السفر اليوم، أي ندرة مساحة الأمتعة في المقصورة.