ما الحجج التي يسوقها البعض لتبرير الاستدانة من أجل السفر؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت دراسة أجراها موقع التمويل "WalletHub" في عام 2023، أنّ 25% من الأمريكيين يعتقدون أنّ الاستدانة من أجل قضاء إجازة جيدة أمر مستحق.

وتبيّن أنّ سبب وقوع الغلبية تحت وطأة الديون يعود إلى تراكم نفقات السفر على بطاقات ائتمانهم، وأبلغ 20% من المشاركين عن تفضيلهم تخطّي دفع فاتورة بطاقة الائتمان، وإنفاق المال بهدف قضاء إجازة.

 

وتعتقد إليزابيث كوريد-هالكيت، أستاذة السياسة العامة في جامعة جنوب كاليفورنيا، أنّ الاتجاه الحالي للسفر الذي انتقل من كونه "اختياريا" إلى "أولوية"، بدأ أثناء الأزمة المالية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وازداد بعد جائحة كورونا.

وأوضحت: "لم يكن في وسعنا التنبؤ بالطريقة التي أثرت فيها الجائحة على الأجيال المختلفة بطرق مختلفة، لكن فكرة أن الاستمتاع بالحياة مهم، ومدى أهمية العيش حياة جيدة، ساهم بتغيير كيفية إنفاق الناس لأموالهم".

وبذلك أشارت هالكيت إلى مقابلة أجريت عام 2017، مع قطب العقارات الأسترالي تيم غورنر التي بدا فيها أنه يغمز ضمنًا، إلى جيل الألفية الذي لا يستطيع تحمل تكاليف المشتريات الكبيرة مثل الدفعات الأولى للمنازل، لأنهم ينفقون كل دخلهم المتاح على خبز الأفوكادو المحمص.

وعلقت كوريد هالكيت: "إن الحراك الاجتماعي بعيد المنال ولا بد من تقديم شيء ما". وتابعت أن الذهنية المعتمدة تتمثل بأن "لا أستطيع شراء منزل، ولست متأكدًا من قدرتي على تحمل تكاليف الدراسة الجامعية أو الدراسات العليا، لذا من الأفضل أن أذهب إلى إسبانيا وأحمل حقيبة الظهر. إنه بالكاد يؤثر على الديون التي أتحملها من أجل أشياء أخرى".

ويستخدم أليكس كينغ، وهو مؤسس موقع التمويل الشخصي "Generation Money"، كلمة أخرى لوصف هذه الظاهرة: "الإنفاق المهلك".

ورأى "أنهم يشعرون وكأنهم مدينون بشيء ما، وأن جيلهم عومل بشكل غير عادل. يعتقدون أن (ديون بطاقات الائتمان) ليست محفوفة بالمخاطر كما هو الواقع. إنهم لا يهتمون كثيرًا بعدم الوقوع في الديون".

وأضاف كينغ أن منصات التواصل الاجتماعي غيرت طريقة تفكير الكثير من الناس في السفر، إذ أن البدو الرقميين والمؤثرين ومنشئي المحتوى جعلوا الأمر يبدو وكأن السفر بدوام كامل متاح للجميع.

"اشتر الآن وادفع لاحقًا"

وفي حين قد يضع بعض الأشخاص ببساطة ثمن رحلة باهظة الثمن على بطاقة ائتمان ويسددونها لاحقًا، قد يشترك آخرون في برامج التقسيط من خلال برامج تابعة لجهات خارجية.

وتُقبل خدمات "اشتر الآن وادفع لاحقًا" هذه من قبل مجموعة من شركات الطيران، مع ذلك يري  أليكس كينغ، مؤسس موقع Generation Money للتمويل الشخصي، أنها قد تكون استغلالية.

ولفت كينغ إلى أنّ "هناك أشخاص يقعون في الديون بتهوّر، لكنهم يبدأون في إدارتها مع مرور الوقت، ويبدأ دخلهم في الزيادة. وإذا كانوا أكثر صرامة قليلاً بشأن كيفية التحكم فيها، فقد تسير الأمور على ما يرام". 

لكن هناك مجموعة من الأشخاص الذين يعتادون الوقوع في الديون، ويدركون مدى خطورة ذلك فقط عند التفكير بشراء منزل، حينها يتوازى الدخل والديون من حيث الأهمية.

وتضمن تجارب ليزا فريزر، العاطلة عن العمل حاليًا، والبالغة من العمر 30 عامًا، زيارات إلى تايبيه وبودابست ونيويورك في العام الماضي، مجموعة من عادات الإنفاق، من دون وضع خطط للتخلي عن الإجازات أثناء بحثها عن وظيفة.

أما بالنسبة للخطط طويلة الأجل، فهي لا تزال غير متأكدة مما سيحدث، ورغم أن هدفها العودة إلى هونغ كونغ، حيث كانت تعيش قبل أن يتم تسريحها من وظيفتها كمعلمة للغة الإنجليزية العام الماضي.

نشر