دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اجتاحت الفيضانات المفاجئة محمية شعبية للفيلة في شمال تايلاند الخميس، ما أجبر السلطات على إجلاء نحو 100 فيل.
ويظهر مقطع فيديو وصور مأسوية التُقطت في حديقة الفيلة الطبيعية بالقرب من مدينة شيانغ ماي، عشرات الفيلة تخوض المياه التي يصل عمقها إلى مستوى البطن، بحثًا عن الأمان على أرض مرتفعة.
وقال سانغديويان "ليك" تشايليرت، مؤسس حديقة الفيلة الطبيعية لـCNN: "كانت أكبر عملية إخلاء قمنا بها لإنقاذ حياتها، وارتفع منسوب المياه بسرعة"، واصفًا الفيضانات بأنها الأكثر شدة التي شهدتها الحديقة منذ تأسيسها.
وأظهر مقطع فيديو موظفي الحديقة الذين يعملون مع الفيلة، والمعروفين باسم "ماوتس"، وهم يصرخون بالفيلة الضخمة، ويحثّونها على الخروج من حظائرها، وعبور مياه الفيضانات المرتفعة.
وأوضح سانغديويان: "هناك بعض الحيوانات التي لم نتمكن من إجلائها أمس. لا يزال هناك 13 من الفيلة البالغة محاصرة في حجراتها. إنها في حالة ذعر".
عانت شمال تايلاند من فيضانات شديدة وانهيارات أرضية في الأسابيع الأخيرة، بسبب الأمطار الغزيرة التي ترافقت مع إعصار ياغي، الأقوى في آسيا لهذا العام، الذي خلّف عشرات القتلى عندما اجتاح المنطقة في منتصف سبتمبر/ أيلول.
أصدرت السلطات في شيانغ ماي، وهي مقصد سياحي شهير في تايلاند، تحذيرات بشأن الفيضانات المحتملة حيث ارتفعت مياه نهر بينغ الذي يعبر المدينة، إلى مستويات خطيرة.
وجاء في منشور للحديقة على "فيسبوك": "نحتاج بشكل عاجل إلى متطوعين وأقفاص للحيوانات، إذ يتعين علينا نقل الحيوانات إلى الجبال بسبب قطع الطرق تمامًا في الاتجاهين".
وأوضح سانغدويان أن حوالي 30 متطوعًا أجنبيًا تمت محاصرتهم أيضًا في المحمية، ، بعضهم يعمل في الحديقة منذ أسابيع عدة.
وتُعتبر حديقة الفيلة الطبيعية بمثابة مركز إنقاذ وإعادة تأهيل لهذه الحيوانات في ريف شيانغ ماي، وقد أنقذت أكثر من 200 فيل من صناعتي السياحة وقطع الأشجار، منذ إنشائها في تسعينيات القرن العشرين. كما تدير جولات وبرامج تطوعية تسمح للزوار بمراقبة الحيوانات، أو المساعدة في أعمال الحفاظ عليها.
وتعاني العديد من الفيلة من العمى أو من إصابات جسدية، مما أعاق قدرتها على الهروب وعقّد جهود الإخلاء.
تُعد الحديقة موطنًا أيضَا لحوالي 5000 حيوان تم إنقاذها، ضمنًا الكلاب، والقطط، والخيول، والخنازير، والأرانب. وتم إجلاء بعضها في الأيام الأخيرة بعدما أصدرت السلطات تحذيرًا من الفيضانات.
وكانت الفيلة التي تُعتبر الحيوان الوطني في تايلاند، قد شهدت انخفاضًا في أعدادها البرية في العقود الأخيرة بسبب تهديدات السياحة، وقطع الأشجار، والصيد الجائر، والتعدي البشري على موائلها.
يقدر الخبراء أن أعداد الفيلة البرية في تايلاند قد تراجع إلى ما بين 3000و4000، مقارنة بـ100 ألف في بداية القرن العشرين.