دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أنفقت يي كونكون 398 يوانًا (حوالي 56 دولارًا) على قهوة "أمريكانو" مثلجة في مقهى ريفي جنوب شرق الصين.
هذا ليس سعرًا عاديًا لكوبٍ من القهوة، لكنه أيضَا ليس مقهى عادي.
وفي هذا المقهى، سيتكون مكان جلوسك من مقعدٍ خشبي على ارتفاع 70 مترًا فوق سطح البحر، ما يوفّر إطلالات ساحلية خلابة.
ونزلت يي، البالغة من العمر 30 عامًا، من الجرف الشاهق الذي يبلغ ارتفاعه 130 مترًا، ويعادل ذلك حوالي 43 طابقًا، عبر مسار يتمتع بدرجات معدنية مثبتة على سطح صخرة، بينما كان هناك مرشد لتوجيهها طوال الطريق.
واستذكرت يي التجربة بعد عدة أيام قائلةً: "كنت خائفة في البداية عندما رأيت الجرف أمامي مباشرة. لكن تلاشى خوفي بمجرد أن تحرك المرشد أولاً ليقودني (عبر المسار)".
واستغرق الأمر 30 دقيقة للوصول إلى الموقع، حيث توجد لافتة على جانب الجرف مكتوب عليها "Gushi Cliff Coffee".
وسُمي المقهى على اسم البلدة التي يقع بالقرب منها، أي قرية جوشي الموجودة في فوزهو، وهي عاصمة مقاطعة فوجيان الجنوبية الشرقية.
وشهدت القرية، التي كانت وجهة غير معروفة سابقًا، ظهور متاجر شاي الفقاعات، والمنازل الريفية، ومواقع التخييم في السنوات الأخيرة، في ظل جهود تعزيز الحكومة المحلية المثقلة بالديون للسياحة الريفية.
وبمجرد وصولها إلى المكان، قدم مرشد التسلق الخاص بيي القهوة لها، وكانت مجهزة مسبقًا في إناء عازل للحرارة، والتقط صورًا ليي أثناء جلوسها على حافة مقعد مغطى بالسجاد، وأثناء إمساكها لمشروب القهوة في يدها، وتدلي ساقيها فوق المنحدر المرتفع.
وأثار المقهى، الذي افتُتِح في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، أي اليوم الأول من عطلة "الأسبوع الذهبي" في الصين، ضجة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشارك المغامرون مثل يي تجاربهم المشبعة بالأدرينالين من خلال صور مذهلة عبر الإنترنت.
وكتب أحد مستخدمي منصات التواصل تلك عبر الإنترنت: "لن أقوم بها (التجربة) بالتأكيد حتّى لو دفعت لي مبلغًا من المال".
وقال شخص آخر: "هذه (التجربة) ليست مناسبة لي، ولكنني احترم أولئك الذين يجرؤون على القيام بها".
ورُغم تباين الآراء عبر الإنترنت، إلا أنّ الباحثين عن الإثارة يستمرون في التدفق إلى هذا المقهى.
وقال مالك المقهى، شوي كي، لـ CNN إنّهم يستقبلون حوالي 50 زائرًا خلال أيام الأسبوع، وضعف ذلك العدد في عطلات نهاية الأسبوع.
ويحتاج المتسلقون إلى حجز التجربة قبل يوم واحد.
وبالنسبة للحزمة التي تبلغ 56 دولارًا، سيحصل العملاء على تأمين، ومعدات السلامة، ومشروب، ومرشد لتوجيههم، بالإضافةً إلى "تجربة تصوير فريدة"، وفقًا لشوي.
وتستغرق التجربة بأكملها حوالي 80 دقيقة.
ومن المتوقع أن يعزّز المقهى، الذي حظي بدعم من الحكومة المحلية عبر منحة بلغت 210 آلاف دولار، السياحة المحلية، وأن يدعم جهود إحياء المناطق الريفية في الصين.
قيمة عاطفية
بالنسبة ليي، شكّلت جلسة التصوير أبرز ما في المقهى الواقع على الجرف. وعند وصف تجربتها مع المرشد الذي قام بتصويرها أيضًا، كتبت يي أنّه "رائع في التقاط الصور وصبور للغاية".
وأشادت لين جياشين، وهي زائرة أخرى أرادت أن "تتحدى نفسها" بخدمة الإرشاد والتصوير.
وأشارت لين البالغة من العمر 28 عامًا، والتي لا تتمتع بأي خبرة في الرياضات الخارجية الخطرة، إلى أنّها بدأت التجربة "بساقين مرتعشتين". ولكنها تمكنت في وقت لاحق، من القيام بوضعيات جريئة أمام الكاميرا، وحتى أثناء التسلق.
وقالت لين عن التجربة: "عندما شجعني المدرب على عدم استخدام يدي وبناء علاقة ثقة مع حبل الأمان، شعرتُ بالرعب في البداية. ولكن بعد بضعة محاولات، نجحت في تخطي ذلك، وكانت الصور مذهلة".
هل التجربة تستحق الثمن؟
شعرت كل من يي ولين بالرضى عن الخدمة، ولكن ليس فيما يخص السعر.
وقالت يي: "كانت باهظة الثمن بعض الشيء، ولم تكن التجربة غنية بما يكفي. في الواقع، لم يستغرق الأمر الكثير من الوقت للوصول إلى هناك (مكان الاستراحة لشرب القهوة).. ولكن كان لدي المزيد من الوقت لاحتساء القهوة والتقاط الصور".
ووافقت لين على الرأي ذاته، موضحةً: "بشكلِ عام، فإن تجربة المسار الحديدي في فوزهو تستحق العناء، ولكنني سأفكر مليًا قبل الذهاب مرة أخرى مقابل هذا السعر".
من جهته، زعم شوي أنّ خدمتهم توفر "قيمة عاطفية كبيرة"، مؤكدًا أنّها "تجربة تأتي مرة واحدة في العمر".