دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهر اكتشاف جديد في مدينة بومبي الأثريّة أنّ النخبة من الرومان القدماء كانوا يقدّمون لضيوفهم حمامات حرارية مريحة، للاستمتاع ببهجة الولائم الكبيرة.
وداخل منزل سكني، اكتشف علماء الآثار واحدة من أكبر وأعقد مجمّعات السبا الحرارية التي عُثر عليها حتى الآن في الموقع العالمي الشهير، وفقًا لما ذكرته حديقة بومبي الأثرية.
وتتّصل حمامات السبا الفاخرة بقاعة الولائم المغطاة بالفريسكو والمطلية باللون الأسود، التي عًثر عليها في أبريل/ نيسان الماضي، ما يشير إلى أن المنزل الخاص كان يشكل مكانًا مثاليًا للاحتفالات، بحسب ما أفادت الحديقة في بيان صحفي، الجمعة.
وأضافت الحديقة أنّ المنزل لابد أنه كان مملوكًا لشخصية مهمة في المجتمع المحلّي، إذ أنّ مجمّع الحمامات يلائم المناسبات المهمة لمالكه بهدف تأمين إجماع انتخابي، أو الترويج لترشيح أفراد الأسرة أو الأصدقاء، أو مجرد عرض مكانتهم الاجتماعية.
ويتماهى المكان مع أحد مشاهد الكلاسيكية الرومانية القديمة "Satyricon" للكاتب غايوس بيترونيوس آربيتر، حيث استحم المضيف الثري تريمالكيو ورفاقه في بداية حفل العشاء، واسترخوا في الساونا، ثم غطسوا في الماء البارد.
منتجع بومبي الصحي، الذي يمكنه استيعاب 30 شخصًا، يحتوي على غرفة ساخنة، وغرفة دافئة، وغرفة باردة للتبريد، بالإضافة إلى غرفة تغيير الملابس مزودة بمقاعد، وفق ما ورد في البيان.
تتكوّن الغرفة الباردة من فناء معمد (سلسلة طويلة من الأعمدة المزدوجة) يبلغ طوله 10 أمتار وعرضه 10 أمتار، وفي وسطه يوجد مسبح كبير.
ولفت غابرييل زوختريغل، مدير الموقع الأثري، في البيان إلى أنّ "كل شيء عمليًا كان يهدف لتنظيم ’عرض‘ يتمحور حول المالك نفسه".
وأضاف: "كما كان المقصد من القاعة السوداء نقل الضيوف إلى قصر يوناني، فإن الفناء المعمد مع المسبح الكبير في الوسط، ومجمّع السبا المجاور كان له وظيفة إنشاء أجواء صالة ألعاب رياضية يونانية، وهو الانطباع الذي عزّزته المشاهد الرياضية التي أضيفت لاحقًا".
وتابع: "وهكذا فإن الجمهور، الممتنّ والجائع، كان ليصفق بإعجاب صادق للعرض الذي نظّمه المضيف، وبعد قضاء أمسية في "صالته الرياضية" سيتحدث عنها لفترة طويلة".
ودُفنت مدينة بومبي الرومانية القديمة تحت الرماد والزجاج البركاني أثناء ثوران جبل فيزوف في عام 79 بعد الميلاد، ومنذ عام 1700، كان علماء الآثار يستكشفون المدينة التي تجمدت في الزمن بفضل حفريات كبيرة مستمرة.
ويُعد هذا الاكتشاف جزءًا من الحفريات في المنطقة التاسعة من المدينة المدفونة حيث عثر أيضًا على مخبز، وأعمال تجديد منزل، وغرف مزينة برسوم متقنة.