دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، اكتشاف رأس تمثال رخامي لرجل كبير في السن من العصر البطلمي، بأطلال أحد المنازل التي تعود إلى القرن السابع الميلادي.
وذكرت الوزارة في بيان عبر "فيسبوك"، السبت، أن بعثة أثرية فرنسية من جامعة "ليون" والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية بالقاهرة نجحت في هذا الكشف أثناء أعمال حفائر البعثة بمنطقة "تابوزيرس ماجنا" على بُعد 45 كيلومتراً غرب الإسكندرية.
من جانبه، أوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية، محمد إسماعيل خالد، أنّ ضخامة حجم رأس التمثال المكتشف، الذي يصل ارتفاعه إلى نحو 38 سنتيمترا، أي أكبر من الحجم الطبيعي لرأس الإنسان، تشير إلى أنه كان جزءا من تمثال ضخم قائم في مبنى ضخم يتمتع بأهمية سياسية عامة، وليس منزلاً خاصاً، حسب البيان.
فيما أشار رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، محمد عبد البديع، إلى أن الرأس المكتشف منحوت بدقة فنية عالية ويتمتع بملامح واقعية.
وكشفت الدراسات المبدئية لملامح الرأس أنّه لرجل مسن، حليق الرأس، بوجه مليء بالتجاعيد، وتظهر عليه تعابير توحي بالصّرامة، وعلامات المرض، وفقًا للبيان.
وأضاف عبد البديع أنّ الدراسات أوضحت أيضاً أن الرجل صاحب الرأس كان من كبار الشخصيات العامة، وليس ملكاً، الأمر الذي يشير إلى أهمية موقع "تابوزيريس ماجنا" منذ عهد بطليموس الرابع فصاعدًا.
ومن جهته، أكد رئيس البعثة، جواهيم لو بومين، أن البعثة مستمرة في عملها بالموقع في محاولة لمعرفة سبب العثور على الرأس في هذا المنزل رغم أن تاريخه يعود إلى فترة ما قبل بناء المنزل بحوالي 700 عام، مشيراً إلى أنّ فريق عمل البعثة يقوم حالياً بإجراء المزيد من الدراسات على الرأس في محاولة للتعرف على صاحبه، فضلاً عن البدء في أعمال الصيانة والترميم اللازمة.
ويُعد موقع "تابوزيريس ماجنا" من أهم المواقع الأثرية بالساحل الشمالي لمصر، وذلك نظراً لمكانته القدسية الكبيرة في العصرين اليوناني-الروماني والبيزنطي. ويحتوي الموقع على معبد ضخم مخصص لعبادة الإله "أوزير" الذي اشتُقّ من اسمه اسم المدينة "تابو زيريس ماجنا"، وهو الاسم اليوناني الذي سميت به المدينة والمشتق من الكلمة المصرية القديمة "بر وسر"، أي منزل الإله "أوزير".