جانب من مقال تحليلي بقلم الصحفية جوليت كييام لدى شبكتنا، وهي أستاذة في كلية "كينيدي" بجامعة هارفارد الأمريكية، وهي مساعدة سابقة لوزير الأمن الداخلي في إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، ومؤسسة منظمة "كييام للحلول"، وهي شركة استشارات أمنية. المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتبة ولا يعكس بالضرورة وجهة نظر CNN.
أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- حادث إسقاط طائرة مصر للطيران رحلة "MS804" هو مأساة، ولكننا ما زلنا لا نعرف أي نوع من المأساة. وفي حين أن اعتقاد (المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية المثير للجدل) دونالد ترامب أنه عمل إرهابي قد يطمئن البعض، بل وقد تكون نظريته صحيحة، ولكنه ليس أسلوب إجراء التحقيقات. النظريات لا تستخدم سوى كوسيلة لتوجيه التحقيق، والحقائق فقط هي التي من شأنها كشف ما حدث فعلا.
وخلال تدفق البيانات المتضاربة أحيانا، وغير الدقيقة أحيانا أخرى، التي ستتوفر خلال الأيام المقبلة، ينبغي أن يكون من المطمئن تحديد التفسيرات المحتملة للحادث، فالطائرات ببساطة لا تسقط من السماء. النظريات الأكثر احتمالا للقضية هي أنه إما خطأ صادر عن الطيار أو عطل ميكانيكي أو بعض الإضرابات التي استهدفت الطائرة مثل الإرهاب.
شاهد.. وزير الطيران المصري لـCNN: لا نريد إخفاء شيء.. وسأعترف بالخطأ إذا ثبت أن سببه خطوطنا الجوية
تشير البيانات حتى الآن احتمال جميع النظريات، ولكن من المؤكد أن ضمنها هو فرضية العمل الإرهابي.
أيضا.. وزير الطيران المصري: لا نستبعد أي فرضية حول الطائرة "MS 804".. واحتمال الإرهاب أقوى من العطل الفني
وفي حين لم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها، لكن المعلومات المتوفرة الآن، وهي عدم وجود رسائل استغاثة من الطيارين، وخروج الطائرة عن نطاق السيطرة، وعدم وجود أحوال جوية تفسر الحادث، واقتراح وزير الطيران المصري للطيران أن احتمال الإرهاب هو أقوى من العطل الفني، والمنطقة المهددة بشكل عام، وتاريخ الثغرات الأمنية في جميع المطارات التي حطت فيها الطائرة، لا يمكن تجاهلها.
هذه الحقائق تفسر سبب ترجيح حكومة الولايات المتحدة للإرهاب، ولكن، مرة أخرى، في حال عدم وجود أدلة على وقوع انفجار، أو ادعاء مجموعة إرهابية ما المسؤولية أو أي أدلة مادية، لا يزال الإرهاب مجرد "نظرية".
ورغم أن العثور على حطام (أو ربما آثار للمتفجرات) هو أمر ضروري لتحديد صحة أي نظرية، فإنه لن يُخبرنا بسبب وقوع الحادث.
وكان هناك عدد لا يستهان به من الناس يستطيعون الوصول إلى الطائرة في الأربع دول التي توقفت فيها قبل إقلاعها إلى القاهرة (مساء الأربعاء بالتوقيت المحلي)، بما في ذلك موظفو المطار والركاب وطاقم الطيران، وكل ذلك حتى دون ذكر عمليات فحص الأمتعة.
أيضا.. تيم ليستر يحلل لـCNN: ما هي الأربع مجالات للتحقيق في حادثة سقوط طائرة "MS804" الأكثر أرجحية؟
حجم هذا التحقيق هو دليل على مدى تعقد نظام الطيران العالمي، وفكرة أن هناك بعض الأجهزة الأمنية المثالية التي من شأنها أن تكون أفضل مما لدى بعض المطارات الدولية ليس سوى ضرب من الخيال.