أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- منع مسؤولون روسيون مشاركة منتقد الكرملين، أليكسي نافالني، في السباق الرئاسي القادم، وذلك بعد يومٍ من إقامته لتجمعاتٍ ترشيحية لبدء مشاركته، وذلك حسب وكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي".
إذ رفضت لجنة الانتخابات الروسية تسجيل نافالني للترشح بعد تقديمها بيوم، مشيرين إلى تهم اختلاس الأموال التي حكم بسببها بالسجن لخمس سنوات في فبراير/شباط 2017.
وبرر عضو في اللجنة، بوريس إيبزييف، ذلك قائلاً: "لا يحق للمواطن الذي حكم عليه بالسجن لارتكابه جريمة خطيرة، وبالأخص الخطيرة جداً، وذات إدانة بارزة أن يُنتخب رئيساً للاتحاد الروسي".
ولم يكن هذا القرار مفاجئاً، حيث كان احتمال ترشيح نافالني ضئيلاً بسبب وجود قانون روسي يمنع المجرمين المدانين من الترشح للرئاسة.
عشرات الآلاف يتظاهرون ضد نظام بوتين.. واعتقال قائد المعارضة
وكان نافالني ليتنافس مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، الذي أعلن اعتزامه على النزول للانتخابات للمرة للمرة الرابعة، كمرشحٍ مستقل.
وقال بوتين في ما مضى إنه كان يهدف إلى أن تحظى روسيا بنظامٍ سياسيٍ "متنافس" و"متوازن"، وأن تكوين خصوم سياسيين ليس من مسؤوليته.
"أريد هذا،" قال بوتين، "وسأعمل جاهداً لتكوين نظام سياسي متوازن، ويستحيل تحقيق ذلك بدون وجود منافسة في الميدان السياسي"، وفقاً لبوتين الذي تسلم منص رئاسة الوزراء أو الرئاسة الروسية منذ عام 1999.
روسيا: 290 معتقلا باحتجاجات "عيد ميلاد" بوتين
وفي ردٍ عن سؤالٍ حول افتقار روسيا لقادة معارضين فعالين، قال بوتين إن معظم الشخصيات المعارضة الحالية يركزون بشكلٍ أكبر على "إحداث ضجة" عوضاً عن تقديم أجندة حقيقية تخدم مصلحة البلاد.
ودعا نافالني إلى مقاطعة انتخابات السنة المقبلة، والتي يفترض انعقادها في مارس/آذار عام 2018، كرد فعلٍ على قرار اللجنة، قائلاً: "نحن نعلن عن إضراب المصوتين،" مضيفاً: "إن الإجراء الذي دعينا للمشاركة فيه ليس بانتخاب. بل هو يخص بوتين فقط والمرشحين الذين اختارهم شخصياً، والذين لا يشكلون أي تهديدٍ له." ويمتاز الناشط المعارض نافالني بالشعبية بين الشباب، حيث قام باستغلال الغضب الموجه نحو الركود الاقتصادي والفساد في البلاد.
وتقول الخبيرة في الشؤون الروسية والرئيسة السابقة لمكتب CNN في موسكو، جيل دوتري، إن الدعم الذي يلاقيه نافالني من الشباب الروسي يمكن أن يلعب عاملاً في الانتخابات، ولكنه في الوقت ذاته "ليس مركزاً جداً،" وشرحت قائلةً: "يركز الكرملين بشكلٍ كبير على الشباب وعلى التأكد من دعمهم لبوتين".
وبدأت شهرة نافالني بالتصاعد خلال الاحتجاجات واسعة النطاق ضد الحكومة الروسية في 2011.