دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اتهم وزير الخارجية الصيني من وصفهم بـ"سياسيين أمريكيين"، بالدفع نحو "الحرب الباردة" مع بلاده، وذلك على خلفية اتهامات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصين حول انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وحذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في لقاء مع الصحفيين، من خلال تقنية الفيديو، على هامش اجتماع البرلمان الصيني، الأحد، مما سماه "الفيروس السياسي" في الولايات المتحدة، "يعمل على مهاجمة وتشويه سمعة الصين"، بحسب وصفه.
وأضاف وزير الخارجية الصيني، حسبما نقل الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية، أن "بعض السياسيين الأمريكيين، يتجاهلون الحقائق، ويختلقون عدد لا يحصى من الأكاذيب ونظريات المؤامرة المتعلقة بالصين، وقد تم تجميع قائمة بهذه الأكاذيب ونشرها على الإنترنت".
واعتبر وانغ يي أن ما سماه "الدفع نحو حافة الحرب الباردة" بين البلدين، "محاولة خطيرة لإرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء، وسوف تقضي على ثمار التعاون الصيني الأمريكي الذي استمر لعقود من الزمن، وتقوض آفاق التنمية الأمريكية، وتعرض الاستقرار والازدهار العالميين للخطر"، وتابع وزير الخارجية الصيني "يجب على الأشخاص ذوي الحكمة والبصيرة من كلا الجانبين أن يخطوا إلى الأمام لوقفها".
وأعرب وزير الخارجية الصيني عن تعاطفه مع الولايات المتحدة التي أصبحت أكثر دول العالم تضررًا من وباء فيروس كورونا المستجد، وأضاف في تصريحاته، أن فيروس كورونا "هو عدو مشترك للصين والولايات المتحدة. الدعم والمساعدة المتبادلة هما التفضيل المشترك لشعبينا. في وقت مبكر من استجابة الصين، مدت العديد من المنظمات والشركات والمواطنين الأمريكيين يد المساعدة. عندما أصيبت الولايات المتحدة بالفيروس، ردت الحكومة والسلطات المحلية والشعب الصيني بلطفهم، وتبرعت بسخاء بكميات كبيرة من الإمدادات اللازمة. كما دعمنا ويسرنا شراء الولايات المتحدة للإمدادات الطبية في الصين. أقنعة الوجه على سبيل المثال. تم تصدير أكثر من 12 مليار قناع إلى الولايات المتحدة، وهو ما يعني تقريبًا 40 قناعًا لكل أمريكي"
ودعت الصين، الولايات المتحدة، إلى "التوقف عن إضاعة الوقت الثمين والتوقف عن تكبد أرواح الناس"، وتابع "تحتاج الصين والولايات المتحدة إلى العمل معًا بشأن مشاركة الخبرات والتعلم من ممارسات بعضنا البعض، لتعزيز الاستجابة تجاه فيروس كورونا، وأن نشارك بشكل مشترك في التعاون متعدد الأطراف والنهوض به ضد الفيروس، وتقديم مساهمات فعالة في الاستجابة العالمية"، بحسب وصفه.
وأوضح وزير خارجية الصين وانغ يي، أن بلاده "ستدافع عن سيادتها وسلامتها الإقليمية، وحقها المشروع في التنمية، وكرامتها ومكانتها في العالم، اللذين عمل الشعب الصيني بجد لكسبهما. ليس لدى الصين أي نية لتغيير الولايات المتحدة، أو حتى استبدالها. حان الوقت للولايات المتحدة للتخلي عن تفكيرها بالتمني في تغيير الصين أو إيقاف مسيرة 1.4 مليار شخص نحو التحديث".
وتتبنى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظرية تتعلق بتسرب فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، عن طريق الخطأ من أحد مختبرات مدينة ووهان الصينية، وهي الرواية التي تنفيها بكين، وتصر على أن فيروس كورونا بدأ انتشاره بشكل طبيعي في أحد أسواق الحيوانات البرية في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر كانون الثاني 2019.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، في أكثر من مناسبة، أن الفيروس الذي تفشى في كافة أنحاء العالم، لم يتم تخليقه، داعمة الرواية الصينية حول انتشاره، في الوقت الذي وجه الرئيس ترامب انتقادات واسعة للمنظمة وطالبها بـ"الاستقلال عن الصين"، بحسب وصفه، وإجراء تحقيقات مستقلة حول نشأة الفيروس، الذي تعد الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررًا بسببه.