دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد تكون كمية الماء على القمر أكثر مما ما كان يُعتقد سابقاً، بما في ذلك كمية الماء الموجودة على الجانب المضاء بضوء الشمس.
ويمكن استخدام هذه المياه كمورد خلال المهمات القادمة، مثل عودة وكالة "ناسا" الفضائية إلى سطح القمر من خلال برنامج "Artemis".
ونُشرت الدراستين في مجلة "Nature Astronomy"، وتبادل الباحثون نتائجهم خلال مؤتمر صحفي لوكالة "ناسا"، الإثنين.
ويستند البحث على بيانات مستكشف القمر المداري الخاص بـ"ناسا"، والذي يدور حول القمر منذ يونيو/حزيران منذ عام 2009، إلى جانب مرصد الستراتوسفير لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء التابع للوكالة، "SOFIA".
وفي الدراسة الأولى، استخدم الباحثون "SOFIA" لمراقبة القمر عبر طول موجي كشف بصمة الماء الجزيئية، أو "H2O".
وقال مدير قسم الفيزياء الفلكية في مديرية المهام العلمية لوكالة "ناسا"، بول هيرتز، في المؤتمر الصحفي: "للمرة الأولى، تم تأكيد وجود الماء على سطح القمر المضاء بضوء الشمس.. يتحدى هذا الاكتشاف معرفتنا لسطح القمر، وهو يثير أسئلة مثيرة للاهتمام حول الموارد التي تتعلق باستكشاف الفضاء العميق".
وأكد اكتشاف "SOFIA" أنه يمكن العثور على الماء محاصراً بين حبيبات زجاجية، أو بين حبيبات على القمر عند خطوط العرض الجنوبية المرتفعة في فوهة "كلافيوس"، وهي واحدة من أكبر فوهات القمر المرئية من الكرة الأرضية.
ويساهم وجود هذه المياه داخل الحبيبات، أو بين حبيبات سطح القمر على حمايتها من بيئة القمر القاسية والمعرضة للإشعاع.
ووفقاً لـ"ناسا"، تحتوي الصحراء الكبرى على كمية أكبر من المياه مما اكتشفته "SOFIA" في التربة القمرية بمئة مرة.
ويُثير وجود هذه المياه تساؤلات حول كيفية تكوينها، وكيفية تواجدها على سطح القمر.
ويتم التخطيط لقيام "SOFIA" بمزيد من الرحلات في المستقبل لمتابعة هذا الاكتشاف، والبحث عن الماء في المزيد من المناطق المضاءة بنور الشمس على القمر.
وسيساعد ذلك الباحثين على تحديد كيفية تكوين المياه، وتخزينها، وتحركها عبر سطح القمر.
وسيساهم فهم هذه العمليات أيضاً بأن تحدد وكالة "ناسا" أفضل طريقة لاستخراج تلك المياه واستخدامها كمورد.
مصائد قطبية مليئة بالجليد
وفي الدراسة الثانية، استخدم الباحثون بيانات من مستكشف القمر المداري لدراسة المصائد الباردة في المناطق المظللة بشكل دائم على القمر، حيث يمكن أن تظل المياه مجمدة.
ومن المحتمل أن تكون هذه المصائد قد فلتت من الشمس لمليارات الأعوام.
وتكون أكثر الجيوب المخفية شيوعاً محاصرة في بقع جليدية صغيرة بحجم عملة نقدية تتواجد في مناطق ذات ظلال دائمة، وفقاً لما اكتشفه الباحثون.
وبعد تقييم الحجم المحتمل للمصائد التي تتراوح بين سنتيمترين إلى كيلومترات، قرر الباحثون أن المناطق المظللة بشكل دائم في المنطقتين القطبيتين للقمر قد تحتوي على عدد كبير من هذه المصائد الباردة "الدقيقة".
وفي الواقع، قد تكون تلك المصائد أكثر وفرة بمئات وآلاف المرات من المصائد الباردة الكبيرة.
ووفي بيان، قال مؤلف الدراسة الرئيسي والأستاذ المساعد في مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة "كولورادو بولدر" في بيان، بول هاين: "إذا كنا على حق، فسيكون الوصول إلى المياه أكثر سهولة من أجل مياه الشرب، ووقود الصواريخ، وكل ما تحتاج ناسا الماء لأجله".
وبالطبع، سيتطلب الدليل الفعلي على وجود هذه الجيوب المظللة والمليئة بالجليد عمليات حفر مستقبلية بواسطة المركبات الجوالة أو البشر على سطح القمر.
ولكن، قد تكشف البعثات المستقبلية إلى القمر المزيد من المعلومات.