(CNN)-- أظهرت لقطات الأقمار الصناعية لشركة تقنية مقرها الويات المتحدة، أن الجيش الروسي قد بعمليات انتشار متقدمة في مواقع عديدة في بيلاروسيا، في خطوة من المرجح أن تثير قلق أوكرانيا وحلف الناتو، وسط مخاوف من أن الكرملين يخطط لغزو داخل الأراضي الأوكرانية.
هذه العمليات من المرجح أن يتم ربطها بمناورات مشتركة بين قوات روسيا وبيلاروسيا، التي من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء. ومع ذلك، تظهر لقطات أخرى معسكرات تم بنائها على مقربة من الحدود مع أوكرانيا، بعيدًا بمسافة مئات الأميال عن المكان الذي تجرى فيها التدريبات.
كانت روسيا قد كررت نفيها أن تخطط لمهاجمة أوكرانيا، على الرغم من حشد موسكو الهائل لقواتها في المنطقة. ويعتقد أن الكرملين قد جمع 70% من الأفراد العسكريين والأسلحة عند الحدود الأوكرانية الذين قد تحتاجهم روسيا لغزو واسع النطاق، وفقا لمسؤولين أمريكيين على إطلاع على أحدث التقديرات الاستخباراتية لواشنطن. ورغم ذلك، ليس واضحًا كم من الوقت الذي ستسغرقه القوات الروسية لتكثيف القوات، أو ما إذا كانت ستحتاج قدرات كاملة من أجل بالغزو.
وتتوافق صور شركة ماكسار - الملتقطة السبت – مع آخر مقاطع الفيديو المنشورة عبر الشبكات الاجتماعية، وتُظهر قوات روسية تتحرك خلال روسيا، وتقيم معسكرات ميدانية على بعد 20 ميلا من الحدود أوكرانيا.
وتبين بعض هذه اللقطات أن مطار لونينتس البيلاروسي، حيث تم نشر مقاتلات روسية قبيل المناورات، التي أطلق عليها "عزيمة الاتحاد 2022". وأظهرت الصور منظومات الدفاع الصاروخي الروسية من طراز اس – 400، وطائرات سوخوي 25 الهجومية في المطار.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو السبت للحظة وصول الطائرات إلى المطار.
وسافرت إحدى كتائب منظومة الاس – 400 من خاباروفسك بأقصى شرق روسيا، في رحلة تصل إلى أكثر من 5,600 ميل (9 آلاف ميل)، وفقا لما نشرته منصة Zvezda التابعة لوزارة الدفاع الروسية.
وفي لقطات أخرى، تظهر قوات روسية تثبت وجودها على مسافة من المناورات المخططة، بما في ذلك رشيستا، مدينة بيلاروسية على بعد 170 ميلا (270 كيلومترًا) إلى الشرق من لونينتس القريب من حدود المشتركة لروسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا.
وتضم القوة المتجمعة هناك دبابات ومدافع هاوتزر وعربات قتال مشاة.
وتُظهر اللقطات للمرة الأولى العديد من المعسكرات قد تم إقامتها في رشيستا. هذه التطورات وأحدث اللقطات من المنطقة تشير إلى تنامي التواجد الروسي هناك.
وبيّنت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات روسية تقوم بتسلية مواطنين محليين في رشيستا بالموسيقى والعروض، في حدث سُمي "أُمتان، تاريخ واحد، شعب واحد".
تقوم ماكسار بتقييم الانتشار بالقرب من يلسك ليشمل صواريخ إسكندر الباليستية قصيرة المدى، والتي يبلغ مداها حوالي 250 ميلاً (400 كيلومتر).
يعتقد المحللون في IHS / Janes، وهي شركة استخبارات عسكرية، أن هناك عناصر من ثلاث مجموعات كتيبة تكتيكية روسية على الأقل في مدينة يلسك.
أثار التعزيز الهائل للقوات القلق بين القادة الأمريكيين والأوروبيين. قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الخميس إن انتشار موسكو في بيلاروسيا هو الأكبر منذ الحرب الباردة.
وصف دبلوماسي أوروبي حشد القوات بأنه "قلق كبير، كبير"، مشيرًا إلى أن هذه ستكون القطعة المفقودة التي ستحتاجها موسكو لشن هجوم سريع على العاصمة الأوكرانية كييف، التي تبعد أقل من ساعتين عن حدود بيلاروسيا.
بناءً على حسابات الطقس المتاحة، فإن الوقت الأمثل للغزو الروسي سيكون عندما يكون هناك تجمد شديد للأرض، بحيث يمكن للمعدات الثقيلة التحرك بسهولة. وقال مسؤولون أمريكيون إن بوتين سيتفهم أنه بحاجة إلى التحرك بحلول نهاية مارس/ آذار.
ومع ذلك، توقف البيت الأبيض عن القول إن الغزو الروسي المحتمل "وشيك"، بسبب مخاوف من أن المصطلح يشير إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين قد اتخذ بالفعل قرارًا بغزو أوكرانيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الأسبوع الماضي: "ما زلنا لا نعرف أنه اتخذ قرارًا".