تحليل: بيع إيران طائرات بدون طيار لروسيا سيكون فوزا كبيرا لكن هل ستحدث فرقا في أوكرانيا؟

العالم
نشر
5 دقائق قراءة

هذه القصة من إعداد عباس اللواتي ومساهمة تيم ليستر

(CNN)--كشفت الولايات المتحدة، يوم الاثنين، عن لاعب جديد محتمل في حرب أوكرانيا: إيران.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن المعلومات الاستخباراتية التي رفعت عنها السرية مؤخرا تشير إلى أن طهران تستعد لتزويد روسيا بـ"مئات" من الطائرات بدون طيار لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.

وصرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، يوم الاثنين: "تشير معلوماتنا إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدام هذه الطائرات، مع تحديد جلسة تدريب أولية في أقرب وقت في أوائل يوليو/ تموز"، وأضاف: "ليس من الواضح ما إذا كانت إيران قد سلمت أيا من هذه الطائرات إلى روسيا بالفعل".

وجادل سوليفان بأن الأنباء عن إمداد إيران روسيا بالطائرات بدون طيار دليل على أن الهجمات الروسية ضد أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة تأتي جراء تكلفة "باهظة" لاستنفاد أسلحتها.

وأثار الإعلان الدهشة ولم يقتنع البعض بقدرة إيران على تصدير كميات كبيرة من الطائرات المسيرة، وقال إسفانديار باتمانجليج، مؤسس مركز بورس أند بازار، وهو مركز أبحاث مقره لندن: "من غير المحتمل أن تمتلك إيران هذا العدد من الطائرات بدون طيار العاملة في أسطولها الخاص، كما أنها ليست لديها خبرة في تصدير الطائرات بدون طيار على نطاق واسع."

ويأتي ادعاء البيت الأبيض في الوقت الذي وصلت فيه المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة إلى طريق مسدود، مما قد يثير شبح تجدد الصراع في الشرق الأوسط في حالة فشلها.

لكنه يأتي أيضا في الوقت الذي تستعد فيه دول الشرق الأوسط لإطلاق تحالف من الدول العربية وإسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة لمواجهة التهديدات المحتملة من إيران، التي حذرت من أنها تعتبر تلك الخطوة "استفزازية وتهديدا لأمنها القومي".

وإذا كانت إيران تخطط بالفعل لبيع أسلحة لروسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، فإنها ستدخل نفسها في حرب بالوكالة بين روسيا والغرب في الفناء الخلفي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وستكون الرسالة الموجهة إلى إدارة جو بايدن هي أن طهران يمكنها نشر نفوذها في مناطق الصراع البعيدة حيث تمتلك الولايات المتحدة مصالح.

وفي حين لم يُعرف عن الطائرات بدون طيار الإيرانية أن الجيوش في جميع أنحاء العالم تسعى وراءها، إلا أنها تشكل تهديدا قويا لخصومها، فلقد كانت جزءا لا يتجزأ من استراتيجية إيران العسكرية ولفتت انتباه المسؤولين الأمريكيين.

ففي العام الماضي، قال الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، للكونغرس، إن الطائرات بدون طيار المرتبطة بإيران "تمثل تهديدا جديدا ومعقدا لقواتنا وقوات شركائنا وحلفائنا"، وأضاف أنه "لأول مرة منذ الحرب الكورية، نعمل بدون تفوق جوي بشكل كامل".

وكانت حرب الطائرات بدون طيار ذات أهمية خاصة في الأسابيع الأولى من الصراع في أوكرانيا، عندما استخدم الجيش الأوكراني طائرات بدون طيار تركية الصنع بشكل كبير لكن الدفاعات الجوية الروسية توفر الآن تغطية أكبر في الشرق.

ولن تغير الطائرات بدون طيار قواعد اللعبة لكنها قد تخفف من ضعف روسيا في استغلال الطائرات بدون طيار.

وقال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، العام الماضي ، إن بلاده تمتلك طائرات بدون طيار يبلغ مداها 7000 كيلومتر (4300 ميل).

ووفقا لمعهد الولايات المتحدة للسلام، فمن المحتمل أن تحلق الطائرات بدون طيار الإيرانية المتوسطة والكبيرة لمدة تصل إلى 20 ساعة بينما تحمل أجهزة استشعار متطورة إلى حد ما، ومجموعة من الأسلحة، وأن بعض الطائرات المسيرة، مثل تلك التي يستخدمها حزب الله اللبناني، يمكن أن تحمل حمولة تصل إلى 150 كيلوغراما.

وتم استخدام الطائرات بدون طيار الإيرانية خارج حدودها من قبل، لكن ذلك كان إلى حد كبير في مناطق الصراع في الشرق الأوسط حيث يمكن لطهران تهريبها إلى وكلائها من غير الدول، فقد كانت فعالة في العراق واليمن والمملكة العربية السعودية، حيث تعتقد الولايات المتحدة أنها استخدمت في هجوم على منشآت نفطية سعودية في عام 2019 أدى إلى ارتفاع أسعار النفط الخام إلى مستوى قياسي، ونفت إيران شن ذلك الهجوم.

وسيكون وصول الأسلحة الإيرانية إلى أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية علامة فارقة في صناعة الأسلحة الإيرانية ومكانتها كدولة مصنعة للأسلحة.

وستكون مناسبة نادرة عندما يتم استخدام أسلحة طهران ليس فقط من قبل دولة فاعلة، ولكن قوة عسكرية عالمية كبرى.