لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- أعلن مجلس الخلافة رسميًا، السبت، الملك تشارلز الثالث ملكًا على بريطانيا وذلك بعد الإعلان الرسمي عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية، الخميس، عن عمر يناهز 96 عاما.
جاء ذلك في مراسم رسمية حضرتها رئيسة الوزراء البريطانية ليز تروس، بالإضافة إلى رؤساء وزراء بريطانيين سابقين من بينهم بوريس جونسون وتيريزا ماي وديفيد كاميرون وغوردون براون.، وأيضًا زعيم المعارضة كير ستارمر في قصر سانت جيمس.
وتم بث الحفل تلفزيونيًا لأول مرة في التاريخ.
ولد تشارلز في 14 نوفمبر 1948، من أمه التي كانت حينها وريثة العرش، الأميرة إليزابيث، ووالده الأمير فيليب دوق إدنبرة.
لم يتم استثمار تشارلز كأمير لويلز حتى عام 1969، ولكن تم منحه عند ولادته مجموعة من الألقاب الأخرى في اسكتلندا.
حيث كان يُعرف باسم دوق روسّاي في اسكتلندا، وباسم دوق كورنوال في كورنوال، لكن لقبه الأساسي كان أمير ويلز. ما يعنيه ذلك هو أنه وريث العرش، ولكن ما فعله الأمير تشارلز بصفته أميراً لويلز هو إعادة تعريف لهذا اللقب بالكامل. فقد قام بإضفاء الطابع الاحترافي على اللقب.
تعامل العديد من أسلاف تشارلز مع لقب أمير ويلز باعتباره تذكرة لأسلوب حياة مستهتر، ولا سيما أمير ويلز السابق، الملك قصير المدة إدوارد الثامن.
لكن تشارلز لم يرغب في الانتظار حتى يصبح ملكًا لتشكيل إرثه. بعد دراسته في جامعة كامبريدج، التحق تشارلز بالجيش، وبعد تركه للبحرية الملكية في عام 1976 أسس "صندوق الأمير".
يعتبر "صندوق الأمير" أمرًا يهتم به تشارلز بشدة، فهذه إحدى القضايا الأولى التي تبناها، وهي جمعيته الخيرية الأولى، لكنه يتحدث أيضًا عن شيء يؤمن بضرورة التعامل معه، وهو بطالة الشباب.
وإضافة إلى جمعياته الخيرية، فإنه راع أو رئيس لأكثر من 400 جمعية أخرى، تركز جميعها على قضايا قريبة على قلبه، بما في ذلك الشباب والبيئة والتعليم.
وازن تشارلز عمله الخيري إلى جانب واجباته الرسمية، المتمثلة بشكل رئيسي في تمثيل الملكة. وحتى قبل توليه العرش، كان جدول أعماله مكتظًا. في عام عادي، كان ينجز أكثر من 500 ارتباط ملكي، منسقًا الواجبات الرسمية من "قصر كلارنس" في لندن.
وبالنسبة للبعض، فإن تشارلز سيتذكر دائمًا بزواجه من الأميرة ديانا، فقد التقى لأول مرة بالسيدة ديانا سبنسر عام 1977، وكانت تبلغ من العمر 17 عامًا حينها. تزوجا بعد أربع سنوات.
ولد ويليام في عام 1982 وهاري في عام 1984، لكن سرعان ما بدت الخلافات الزوجية، مع وجود علاقات خارج نطاق الزواج من كلا الطرفين. اعترف تشارلز بعلاقة مع كاميلا باركر بولز، التي تزوجها بعد سنوات عديدة في حفل هادئ في عام 2005. تطلق تشارلز وديانا عام 1996. وتوفيت ديانا مع عشيقها دودي فايد العام التالي في باريس.
في ذلك الوقت المضطرب، فعل تشارلز ما كان يفعله دائمًا، وضع عمله نصب عينيه وركز عليه.
قبل توليه العرش، كانت حملاته تقترب أحيانًا بشكل خطير من الخط الفاصل بين النظام الملكي والسياسة.
كشفت مذكرات "العنكبوت الأسود" سيئة السمعة عن مناشداته العاطفية بشأن القضايا التي كان قلقًا بشأنها، وأعطته لقب "الأمير المتدخل".
لكن يمكن القول إن القضية التي دعمها أكثر من غيرها هي البيئة، فقد صمم منزله في هايغروف ليصبح مركزًا قويًا للزراعة العضوية. وكان يتحدث عن قضايا التلوث قبل فترة طويلة من انتشارها، وأصبح شخصية بارزة في مكافحة أزمة المناخ والتلوث البلاستيكي.
تشارلز هو أكبر شخصية تتوج ملكًا أو ملكة عمرًا، لكن الكثير من إرثه قد كُتب بالفعل.