يمكنه نقل البشر إلى المريخ.. ناسا تختبر محرك صاروخ حراري نووي لأول مرة منذ نصف قرن

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— يمكن لمحرك صاروخ نووي حراري قيد التطوير، أن ينقل البشر إلى المريخ في يوم من الأيام.

وتضع وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة "DARPA"، وهي ذراع بحثية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ووكالة ناسا، أنظارهما على نوع من محركات الصواريخ التي يمكن أن تكون بمثابة الكأس المقدسة لنقل البشر بسرعة وأمان إلى الكوكب الأحمر.

وقد تجري الاختبارات الأولى في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2027، بحسب بيان صحفي صدر الثلاثاء، عن وكالة الفضاء الأمريكية.

وقالت مديرة وكالة DARPA الدكتورة ستيفاني تومبكينز: "تتمتع وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة، ووكالة ناسا بتاريخ طويل من التعاون المثمر في تطوير التقنيات لتحقيق أهدافنا الخاصة، بدءا من صاروخ Saturn V الذي نقل البشر إلى القمر لأول مرة، إلى خدمة الروبوتات وإعادة تزويد الأقمار الصناعية بالوقود".

وأضافت أن "مجال الفضاء أمر بالغ الأهمية للتجارة الحديثة والاكتشافات العلمية والأمن القومي".

وسعى الجيش الأمريكي ووكالة ناسا لتطوير هذا النوع من التكنولوجيا في منتصف القرن العشرين، لكن البرنامج توقف. والآن، تكتسب المبادرة زخما جديدًا في العصر الحديث مثل برنامج صاروخ العرض التوضيحي لعمليات Agile Cislunar، أو برنامج DRACO.

وبدأت وكالة ناسا البحث في محركات الصواريخ النووية الحرارية في عام 1959. وكان هناك برنامج رئيسي في الستينيات، يسمى المحرك النووي لتطبيق المركبات الصاروخية المعروف اختصارا باسم "NERVA" والذي سعى إلى إظهار تلك التكنولوجيا في الفضاء، لكن ذلك لم يؤت ثماره أبدا.

ووفقًا للموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الأمريكية، فإن "تمويل (NERVA) انخفض في أواخر الستينيات، وتم إلغاء البرنامج في عام 1973 قبل إجراء أي اختبارات طيران للمحرك".

وجددت وكالة ناسا هذه الأيام اهتمامها بإرسال البشر إلى الكوكب الأحمر، فبرنامج "أرتميس" التابع لوكالة الفضاء، والذي كان قد قام برحلته التجريبية غير المأهولة إلى القمر العام الماضي، يقود وكالة الفضاء لإعادة البشر إلى سطح القمر كنقطة انطلاق لوضع أوائل البشر على المريخ في نهاية المطاف.

وقال جيم رويتر المدير المشارك في مهمة ناسا لتكنولوجيا الفضاء في بيان: "تتيح مواد الفضاء الجوي والتطورات الهندسية الحديثة حقبة جديدة للتكنولوجيا النووية الفضائية، وسيمثل إظهار هذه الرحلة إنجازا كبيرا في اتجاه إنشاء قدرة نقل فضائي لاقتصاد الأرض -القمر".

وكما يوحي الاسم، سيعتمد المحرك الحراري النووي على مفاعل نووي، باستخدام عملية تسمى الانشطار الذري - حيث يصطدم النيوترون بالذرة لتمزيقها، مما يؤدي إلى تفاعل متسلسل قوي - لتسخين الوقود وتوفير القوة اللازمة لدفع صاروخ عبر الفضاء. (عملية الانشطار النووي معروفة بدورها في إنتاج الطاقة، وقد وقعت ناسا في وقت سابق، على صفقة مع وزارة الطاقة الأمريكية لبحث تطبيقاتها في السفر إلى الفضاء).

وقالت ناسا إن العملية النووية الأكثر كفاءة يمكن أن تسمح للمركبات الفضائية باجتياز 140 مليون ميل (225 مليون كيلومتر)، وهي متوسط المسافة بين الأرض والمريخ بسرعة أكبر بكثير مما هو ممكن اليوم، مما يقلل بشكل كبير من مقدار الوقت الذي يتعرض فيه رواد الفضاء لمستويات خطيرة من الإشعاع خلال رحلاتهم المستقبلية في الفضاء السحيق.

وبموجب الاتفاقية مع DARPA، ستقود ناسا التطوير التكنولوجي للمحرك الجديد، بينما ستصمم وكالة DARPA مركبة فضائية تجريبية، بالإضافة إلى قيادة البرنامج الشامل.