(CNN)-- كشف تقرير استقصائي جديد، حصلت عليه شبكة CNN حصريا، أن إيران يبدو أنها تقوم بتعديل الطائرات بدون طيار الهجومية (المسيرات) التي تقدمها لروسيا بحيث يمكنها أن تلحق أضرارا كبيرة عندما تهاجم أهدافا في البنية التحتية لأوكرانيا.
وكانت إيران منحت لروسيا مئات الطائرات بدون طيار لاستخدامها في حربها في أوكرانيا، وضرب العديد من الأهداف منها شبكة الكهرباء ومنشآت الطاقة بشكل مدمر.
وأدت هجمات الطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى القصف بالصواريخ الروسية، إلى ترك المدنيين الأوكرانيين في جميع أنحاء البلاد بدون تدفئة أو كهرباء أو مياه خلال أشهر الشتاء القارصة.
وفحصت منظمة أبحاث تسليح الصراع (CAR)، التي يقع مقرها في المملكة المتحدة، وكذلك الجيش الأوكراني، الشهر الماضي، رأس حربي غير منفجر لطائرة إيرانية بدون طيار من طراز "شاهد -131" تم العثور عليها في منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقدمت المنظمة النتائج التي توصلت إليها لشبكة CNN.
وتساعد معرفة تكوين الرأس الحربي في تفسير كيف أثبت الهجوم الروسي على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية خلال الأشهر الماضية فعاليته.
ويعتقد محللو المنظمة أن الرؤوس الحربية، التي يبلغ طولها أقل من قدمين بقليل، تم تعديلها على عجل بطبقات سيئة التجهيز من عشرات الشظايا المعدنية الصغيرة التي تنتشر عند الاصطدام عبر نصف قطر كبير.
وبالإضافة إلى الشظايا، هناك أيضا 18 شحنة أصغر حجما حول محيط الرأس الحربي، والتي عند ذوبانها بسبب الانفجار، يمكن أن تخترق الدروع، ويؤدي تراكم هذه العناصر بشكل أساسي إلى زيادة قدرة الرأس الحربي على تدمير الأهداف مثل محطات الطاقة وشبكات التوزيع وخطوط النقل والمحولات الكبيرة عالية الطاقة، كما أنها تجعل جهود الإصلاح أكثر صعوبة.
وقال داميان سبليترز، أحد المحققين الذين فحصوا الرأس الحربي: "يبدو الأمر كما لو أنهم نظروا إلى الرأس الحربي وقالوا كيف يمكننا جعل هذا أكثر تدميرا؟".
وكانت شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية (أوكرنرجو) قالت، في أكتوبر/ تشرين الأول، إن حوالي 40٪ من خطوط الكهرباء كانت غير متصلة نتيجة للقصف الروسي.
وقال سيرغي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة "ياسنو"، لـCNN في ديسمبر/ كانون الأول، إن "الضرر يحدث أسرع بكثير مما تستطيع أوكرانيا إصلاحه"، وأضاف أن "الأوكرانيين سيضطرون على الأرجح إلى العيش في ظل انقطاع التيار الكهربائي حتى نهاية مارس/ آذار على الأقل".
وأوضح سبليترز أن الرؤوس الحربية التي تستهدف الدبابات أو المدفعية قد تكون مصممة بشكل مختلف لتُستخدم لضرب أهداف أكثر تركيزا.
وكما ذكرت CNN، في وقت سابق، تم العثور على طائرات بدون طيار إيرانية الصنع يتم نشرها في أوكرانيا تحتوي على كمية كبيرة من المكونات الأمريكية والغربية، مما دفع الإدارة الأمريكية للتحقيق في كيفية وصول التكنولوجيا الأمريكية الصنع إلى تلك الطائرات.
وذكر سبليترز، لشبكة CNN، أن فحص الرأس الحربي، الذي لم يتم الإعلان عن مكوناته من قبل، ساعد المحللين على فهم أفضل لكيفية تصنيع إيران لطائراتها بدون طيار.
وأضاف: "كان هناك الكثير من التكهنات بأن هذه المتفجرات ربما كانت بدائية ورخيصة وبسيطة، لكن بالنظر إلى الرأس الحربي، من الواضح أنه تم التفكير كثيرا في التأكد من أنه يمكن أن يلحق أكبر قدر ممكن من الضرر بالبنية التحتية في دائرة نصف قطرها كبيرة".
كان معهد دراسة الحرب وجد، الشهر الماضي، أن القوات الروسية أصبحت تعتمد بشكل متزايد على الطائرات بدون طيار في حملتها ضد البنية التحتية الحيوية الأوكرانية لدرجة أن مخزونها من المسيرات ينفد بالفعل، بعد أشهر فقط من بدء إيران في إرسالها.
واتفقت موسكو وطهران على إنشاء منشأة لتصنيع الطائرات بدون طيار داخل روسيا، والتي يعتقد المسؤولون الغربيون أنها ستسمح لموسكو بتجديد إمداداتها بسرعة أكبر.