طالبان تواصل فرض قيودها وتحظر على النساء زيارة المنتزه الوطني.. ومسؤولة بـ"هيومن رايتس": "الجدران تضيق عليهن"

العالم
نشر
4 دقائق قراءة

(CNN)-- اشتهر منتزه Band-e-Amir الوطني في أفغانستان بتوظيف أول حراس نساء لحديقة في البلاد. والآن، لن يُسمح للمرأة بالزيارة، ناهيك عن العمل هناك، حيث تعمق طالبان حكمها القمعي على البلاد.

وأعلن وزير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأفغاني، محمد خالد حنفي، السبت، أن النساء لن يتمكنّ بعد الآن من زيارة المتنزه الشعبي الواقع في مقاطعة باميان بوسط البلاد، إحدى أفقر وأقل المناطق نموا في أفغانستان.

وتم إنشاء المنتزه في عام 2019 من قبل الحكومة الأفغانية المحلية، بالتعاون مع العديد من الوكالات الدولية، بما في ذلك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وكان المنتزه يُعتبر واحة هادئة يضم بحيرات زرقاء عميقة محاطة بالجبال.

وقالت هيذر بار، المديرة المساعدة لحقوق المرأة في هيومن رايتس ووتش، في بيان، الاثنين، إن الحظر يظهر كيف "تضيق الجدران على النساء" داخل أفغانستان.

وأضافت: "لا تكتفي طالبان بحرمان الفتيات والنساء من التعليم والعمل وحرية التنقل، فهي تريد أيضا أن تأخذ منهن الحدائق والرياضة وحتى الطبيعة الآن، كما نرى من هذا الحظر الأخير على زيارة النساء للمنتزه".

وأردفت: "خطوة بخطوة، تضيق الجدران على النساء، حيث يصبح كل منزل سجنا".

وتُلقي حركة طالبان بظلالها سيئة السمعة على مقاطعة باميان. والتي كانت موطنا لأقلية مسلمة شيعية كبيرة، وكانت مسرحا لمذابح مروعة خلال الحرب الأهلية في التسعينيات وما تلاها من صعود حركة طالبان.

كما كانت المقاطعة ذات يوم مركزا لحضارة بوذية مزدهرة في القرنين الرابع والخامس. لكن في مارس/آذار 2001، دمرت طالبان تمثالين ضخمين شهيرين لبوذا في باميان، ظلا قائمين لأكثر من 1500 عام، قائلة إنهما أصنام تنتهك الإسلام.

ومنذ استعادة السيطرة على البلاد في أغسطس/آب 2021، بعد انسحاب الولايات المتحدة الفوضوي والمثير للجدل، تراجعت حركة طالبان عن عقود من التقدم في مجال حقوق الإنسان. ومع الحظر المفروض عليهن في معظم جوانب العمل والدراسة، تظل النساء محصورات في منازلهن بشكل كبير.

وقالت محبوبة سراج، الناشطة الأفغانية بمجال حقوق المرأة والمرشحة لجائزة نوبل للسلام لعام 2023، في وقت سابق من هذا الشهر، في أفغانستان، "لم يعد هناك شيء اسمه حرية المرأة".

وأضافت: "يتم محو النساء في أفغانستان ببطء من المجتمع، ومن الحياة، ومن كل شيء- آرائهن، وأصواتهن، وما يفكرن فيه، وأين يتواجدن".

ويأتي هذا القيد الأخير بعد ما يقرب من شهر من منع النساء من دخول صالونات التجميل في أفغانستان، مما يزيد من تقليص حريتهن، وكان بمثابة ضربة اقتصادية قاسية للعائلات التي كانت تعتمد عليهن للحصول على الدخل.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في يونيو/حزيران، يُحظر على النساء العمل في معظم القطاعات خارج المنزل، ويُحظر عليهن دخول الحمامات العامة والحدائق العامة وصالات الألعاب الرياضية. ويجب أن يرتدين ملابس سوداء واسعة تغطي وجوههن، ولا يُسمح لهن بمغادرة المنزل دون سبب، وبدون ولي أمر ذكر.

ووجد التقرير أن القيود المفروضة خارج المنزل والصعوبات الاقتصادية، أدت إلى "توترات كبيرة" داخل البيوت، وزيادة العنف المنزلي، وكان هناك "أدلة ملحوظة" على "زيادة كبيرة" في الزواج القسري للفتيات.