أجبر المتظاهرون في بنغلاديش مؤخرًا رئيسة الوزراء الشيخة حسينة على الاستقالة والفرار من البلاد، ولكن كيف حدث هذا؟ تلقي شبكة CNN نظرة على الحالات الرئيسية للعنف من جانب الدولة التي ساعدت في تحويل احتجاج سلمي إلى حركة مناهضة للحكومة، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 300 شخص.
لقد بدأت الاحتجاجات سلميًا في أوائل يوليو، عندما بدأ طلاب الجامعات في الدعوة إلى إنهاء نظام الحصص الذي ينص على تخصيص 30٪ من الوظائف الحكومية لأقارب المحاربين القدامى الذين قاتلوا في حرب استقلال بنغلاديش. ووقعت إحدى أولى حوادث العنف من قبل الشرطة في مدينة رانغبور الشمالية، في 16 يوليو، عندما قُتل شاب يدعى أبو سيد ويبلغ من العمر 23 عامًا. كان أبو سيد واقفًا على بعد حوالي 15 مترًا من خطوط الشرطة حيث سُمع عدد من الأعيرة النارية. سرعان ما أصبح موته رمزًا لمقاومة المحتجين، حيث أدانت منظمة العفو الدولية لاحقًا القتل قائلة إنه كان: "هجومًا متعمدًا وغير مبرر على ما يبدو".
في اليوم التالي لمقتل سيد، وجهت رئيسة الوزراء حسينة خطابًا إلى الأمة أعربت فيه عن تعازيها لأسرة المقتول، لكنها وجهت تحذيرا أيضًا.. حيق قالت: "أعلن بحزم أن أولئك الذين ارتكبوا جرائم القتل والنهب والعنف، أياً كانوا، سأتأكد من إعطائهم العقوبة المناسبة".
بعد يوم واحد فقط من خطابها... وباحتجاج في دكا يوم 18 من يوليو، انتشر مقطع فيديو لحادثة أخرى على نطاق واسع.
أظهر مقطع فيديو مير محفوظ الرحمن المعروف باسم “موغدو” اللحظة التي سبقت إطلاق النار عليه في الرأس وقتله وهو يوزع الماء على المتظاهرين. قال شقيقه لشبكة CNN إنه لم يكن يشارك بشكل مباشر ولكنه بدلاً من ذلك يدعم أولئك الذين نزلوا إلى الشوارع وإنه كان جالسًا على الأرض يأخذ استراحة عندما قُتل.
في نفس اليوم وبالقرب من المكان الذي تم فيه إطلاق النار على “موغدو”، أظهر فيديو ما يبدو أن الشرطة تفرق مجموعة كبيرة من المتظاهرين بينما كان يمكن سماع أعيرة نارية في المشهد الخلفي لمقطع الفيديو.
في داكا في 2 أغسطس، شوهد المتظاهرون وهم يلقون أشياء على قوات الأمن قبل سماع طلق ناري، حيث سقط أحد المتظاهرين على الأرض. ولم يتضح بعد ما حدث لهذا المتظاهر على وجه التحديد، لكن منظمة العفو الدولية قالت إن السلطات لجأت إلى الاستخدام غير القانوني للأسلحة القاتلة والأقل فتكًا خلال الاحتجاجات.
بحلول أوائل أغسطس، تحولت الاحتجاجات إلى حركة مناهضة للحكومة تدعو إلى استقالة الشيخة حسينة بسبب حملة القمع الحكومية العنيفة على نحو متزايد، وفي 5 أغسطس، استقالت رئيسة الوزراء حسينة وفرت من البلاد بينما سار المتظاهرون بتحدٍ نحو مقر إقامتها.
وبعد أيام وعد رئيس الشرطة المعين حديثًا في بنغلاديش بإجراء تحقيق محايد في كل عمليات قتل الطلاب والناس العاديين والشرطة مؤخرًا. كما حثت منظمة العفو الدولية على المساءلة قائلة إن الأحداث الأخيرة يجب التحقيق فيها بشكل مستقل ونزيه.
وتواصلت شبكة CNN مع شرطة بنغلاديش للتعليق لكنها لم تتلق ردًا بعد.
قد يهمك أيضًا: حائز على جائزة نوبل للسلام.. مصدر يكشف لـCNN هوية رئيس وزراء بنغلاديش المرتقب